الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
و االعَوَرُ من مأتاه لا يُستغرب ..
أم الزين بنشيخة المسكيني
2012 / 12 / 6كتابات ساخرة
و االعَوَرُ من مأتاه لا يُستغرب ..
أمّ الزين بن شيخة .(النجوم في القايلة ) ...
في هذا الزمان الأعور تستوي العورات و العيران و العير مع حكومات العار و التعوير و العور و الاعورار ..و تتعرى لغة الضاد عن مفازعها و تفتح كل الحروف أفواهها بكل الكلام الأعور شوقا الى الارتقاء بالبذاءة الى مستوى حجم البذاءة ..و يعلو العياط و الزياط و العويل في كل فوهات بنادق رشّ العصافير بحجارة من سجّيل .." حكومات العمى الثوري " ترشّ الظلام في عيون شباب الثورة ..تتقاسم الليل الأزرق مع شعب سلّمها نفسه عن طيبة خاطر و عن حمق سعيد و عن ثقة عمياء ..و اليوم تعرف الأغلبية الطيّبة أنّ العمى لن يصدر عنه غير الاعماء و لو بصفة غير كلية كما جاء على لسان الحكومة ..و كأنها كانت تطمح الى انجاح العمى بشكل أكثر ..جثة في حالة وفاة و عمى غير كلي و عصا يهشون بها على أغنامهم ..و رشّ لصيد الطيور الصالحة لاحتساء الخمر خلسة و العياذ بالله ..لا أحد يدري أيّهما سكران كفاية : الشعب المرشوش أم الأمن الراشّ ..أغنامهم الصالحة للهشّ و النشّ و الدهس ، أم حكومات القشّ و النهش و البخس ..و كلّها من فضل لغة الضاد التي تنتفض من غبار ابن المنظور كي تبصر بدلا عن كل الذين يحملون أوطانهم و أوجاعهم في عيونهم المفقوءة عمدا برصاصات كاذبة لديمقراطيات كاذبة ..
حينما استيقظ صالح صباحا على صياح ديك رجّال من ديكة الشمال الغربي غير موالي للحكومة ، لم يكن يخطر بباله أبدا أنّه سيفقد هذا اليوم احدى عينيه أو عينيه معا ..لم يكن في بال أمّه خديجة التي استيقظت باكرا تكنس القمامة من ساحة البيت ، آملة في تحرير سليانة من كل قمامة ، أنّ ابنها البطّال صاحب الشهائد العليا سيفقد اليوم بصره أو ستفقئ رصاصات الرشّ الحكومي عينه اليمنى . و حين تحلم أحيانا كانت تحلم أنّ ابنها سيحصل على شغل يضمن له الخبز الكريم بفضل الثورة ،و حين تيأس أحيانا أخرى تسلّم بأنّ قدره هو أن يبقى بطّالا و ربّما يتحول الى متسول أو زطّال ، لكنّها لم تتخيّل أبدا أن حكومة الثورة ستسرق منه عينيه و ستجعله في عداد العميان ..
"سنحمل أعيننا بين أيدينا و نرحل "..قالت كل البلاد ..كونوا دولا بلا شعوب و كونوا ساسة بلا قلوب ..و الله أرحم و العالم أوسع ..تنثرون الرماد في الأعين ..تخلقون الفراغ و الكوابيس ..لكنّ العيون لا ترحم ..ستتذكّر كلّ ما رأت و ستذكر كل ما لم تروا ..ستبصر بدموعها القديمة و ستبصر بدمائها الجديدة .. ستحدّق جيّدا بالعمى في وجوه من أعمته الكراسي عن حقّ أبناء الشعب في الخبز و الحرية .. و بعيونهم التي ترى بآلامهم سيحدقون كل ليلة بوجوه المؤامرات و السياسات على الشاشات " الثورية " و في سوق "الأغلبية " ..وجوه رشّ الجوع في عيون الحالمين بالخبز الحافي ، وجوه يومئذ مصفرّة مكفهرّة كغبار الموتى .. سيشتلون من عمى الحكومات عيونا تتقن التحديق في الظلام ..و تتقن البُصاق على القيود ..سيبصرون و سيذكرون من مات جوعا و من جاع قهرا و من آعتُقل ظلما ..
سيحملون أعينهم معهم و سيصمدون ..و يظلّون يحدّقون في وجوهكم الباردة بأوجاعهم و بعيونهم المثقوبة ..كيف ستنجَون من العيون المفقوءة و من الدموع المحبوسة و من الجوع المدجّج بالدماء الحافية و بالأجساد المغدورة ؟ و ستقولون بأفواه بلا عيون :" من حق القاتل أن يدافع عن غريزة القتل " و سيجيبون و عيونهم قلوبهم " و من حق الضحية أن تدافع عن حقها بالصراخ "..سيعلو الصراخ حيثما وليتم عيونكم ..و ستخطبون ثانية و تصنعون لجنة تحقيق في العمى ..لكن العمى لن يبصر بالعمى ..و سيظلون يحلمون حتى بلا عيون ..يحلمون بثورة لا تُسرق و ببحر لا تُغدر عواصفه و بصخور لا تُغتصب زيوته و بزيتون لا يُباع من أجل الانتخابات ..و بجبل لا تطأه غير الطيور الجارحة ..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. اعرف وصايا الفنانة بدرية طلبة لابنتها في ليلة زفافها
.. اجتماع «الصحافيين والتمثيليين» يوضح ضوابط تصوير الجنازات الع
.. الفيلم الوثائقي -طابا- - رحلة مصر لاستعادة الأرض
.. تعاون مثمر بين نقابة الصحفيين و الممثلين بشأن تنظيم العزاءا
.. الفنان أيمن عزب : مشكلتنا مع دخلات مهنة الصحافة ونحارب مجه