الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عُتمة الزوايا (1)

محمد البوعيادي

2012 / 12 / 7
الادب والفن


امرأة يسبيها الحرف و رجل تائه في غبن اللحظة و توجسات المابعد ،من أول كلمة تساقط قناع النفس أمام قوة المجاز، كان هاربا من شبح أسود لفّع القلب بوشاحه الأسود و صار يستوطن بواطن الجسد المرتعش من لفحات البرد، من تكون ؟ لا يدري ، من أين جاءت؟ فيما يهم من أين جاءت، كانت فتنة، وجهها المستدير في رسمه الشرقي البياض يسبي النظر و يحصره في زاوية واحدة، من تحت معطفها الكبير يلوح في فتحة الصدر نهدان مستديران هاربان من سلطة الثوب الضيق، شعر كستنائي طويل مسبول على الكتفين في هدوء كهنوتي ، عينان بنيتان كالقهوة الخفيفة ، محتشمة الثوب بشكل فاضح و مُغر، هي امرأة القصيدة و الحرف وهو كان غريبا هناك في التماعة هوجاء لا يدري ما نهايتها ، لكن إحساسا سيئا كان يقبض صدره آنها ، قصف عاطفي من مدينة بعيدة دمر أسوار قلعته البسيطة و بناها بشكل أكثر تعقيدا، كان بعدُ تائها في شوارع واسعة و مكتبات كبيرة و مقاهي فارهة يبحث عن أجوبة لسؤال كل الهاربين من دمار حديث : لماذا؟،السيجارة فقط كانت ملجأه اليومي من مدينة غبية جدا و جميلة نوعا ما و التأمل في الغابة الصغيرة خلف الجامعة كان مرتعه الأخير بعد حصص مملة حد القيء، مرت قرب الممر الخلفي ضاحكة في اليوم الأول كمن يعرف تاريخا ما على وشك البدء، أو يتنبأ بكارثة عاصفة ستقلع جذور الوحدة و الانعزال في عاصمة الموت و الجمال...

التقيا في مقهى كبير ذات يوم كما قال الحدس الأغبر، هي ألقت ما يشبه القصيدة في ركاكة نسوية عادية و هو ألقى مقطعا من نص قديم يعود به إلى حالة جيشان داخلي حارق، الآخرون صفقوا و توقعوا أشياء في المستقبل، هي ظلت جامدة الكفين ترقبه في برودة امرأة لا تهتم للغرباء، يسبيها الحرف، هكذا قال لنفسه، أولئك الصامتون في طفولتهم البريئة، أولئك الذين لا نتوقع منهم الأشياء تأتي منهم هم بالذات و ليس من غيرهم لأنهم الأقدر على المفاجأة، و المرأة أُذُن تبحث عن صوت و تلتقط إشارات الصوت الملائم في دهشة البداية، جال بعينيه في فضاء واسع تحتله كراسي فاخرة، بعض الوصوليين العجزة ممن سيطروا على الفضاء بسماجتهم المقرفة يتبادلون الكلمات حول المواهب الجديدة في ساحة المقهى، آخرون يتحدثون في ثقة و يدخنون السجائر..هو ارتكن إلى كرسي بسيط أمام الزجاج الخارجي لواجهة المقهى، ظل متكأ على المرفق يتأمل زخات المطر الخفيفة و هي تقبل أرض الطريق في الخارج، كان الماء منسابا في هدوء و روية تتناسب مع وقع القطرات التي تراقص الدخان المتصاعد، و الأرض كانت تعكس رذاذ الماء بجمالية ما تحيل على مقاومة لطيفة، الماء يعكس مساره مشتتا في اتجاه الأعلى ما أن يصل إلى الأرض، تائها في دخان سيجارته فاجأه الوجه الملائكي الشيطاني على حين غرة:
+ مسموح لي أن أجلس هنا؟ الطاولات معظمها ممتلئ..
نظر حوله في المقهى، معظم الطاولات شاغرة، و حين هم أن يبتسم أردف الوجه الذهبي بسرعة غير متكلفة، و هو يرمي بالشعر الكستنائي إلى الخلف:
+ أقصد أنا لا أحب الطاولات التي في الوسط، أحب الزوايا، و كل الزوايا ممتلئة كما ترى، أرجو أني لا أقطع تأملك و عزلتك ..؟
تحب العزلة في الزوايا، الأمر قريب جدا من نفسيته المريضة، إنها هي الأخرى تعوض موتا ما باختيار جغرافي صغير، الزوايا، الانحسار في الزوايا بعيدا عن الأنظار.
+ ليس هناك أي مشكل أستاذة، تفضلي و ليكن لي الشرف في أن أعزمك على كوب قهوة ما دمنا سنجلس على الطاولة ذاتها، و ربما نستمع إلى قصيدة ما (ابتسامة خبيثة)، بالمناسبة قصيدتك رائعة، كان فيها نوع من البساطة العميقة على مستوى الألفاظ ...
كان يكذب مضطرا، امرأة جميلة هاجمت عزلته في المقهى، هو بالذات، الآخرون كثر، يثرثرون، يحكون عن الكتب التي لم يقرؤوها و النصوص التي لا توجد، كانت قصيدتها المُلقاة في تلك العشية ركيكة جدا و مليئة بكلمات الحب المباشرة الجوفاء، لكن جمال عينيها كان يشفع تلك الركاكة و يحولها سحرا ملائكيا بطعم القهوة التي وضعها النادل على الطاولة. وكان واضحا أنها قارئة عميقة من خلال طريقة تجاهلها له وهو يلقي على الحضور بعض الأسطر.
+ أيمكن أن تناديني بسمة، لا أحب أن يناديني أحد بلقب ليس لي، أنا صيدلانية و لست أستاذة.
+ بسمة، اسمك ملائم تماما، كأنه قُدّ ليلائم ملامحك دكتورة بسمة.
هنا ابتسمت و علا وجنتيها الذهبيتين احمرار خفيف، ثم نظرت في عينيه الزائغتين بين زجاج المقهى و بين فتحة الصدر المقلقة:
+ طلبت منك ألا تناديني أستاذة فناديتني دكتورة، أتصر على الألقاب؟ أم هو شكل من أشكال الطرد اللطيف؟
حين تتحدث ينهمر العسل الجبلي من شفتين مملحتين بلكنة ثقيلة على أدنيه خفيفة على قلبه و جوارحه، مقابلة له كان الانقباض لازال طارئا على حنايا أضلعه، الإحساس بالخديعة حين ينصدم بجمال ما - مما خلق الله - يتحول حالة مُبهمة يرغب المرء في تجاوزها دون أي توقف للالتفات و كأن الجمال يحول المغص إلى حلم خفيف ماض بلا عودة.
+ لابأس لالا بسمة، أنا من مدينة الوحل و الموت، جئت هنا لأدرس التاريخ.
+ لكنتك خفيفة جدا، أنت من شمال البلد أظنك، لا يهم، المهم هو أنك منذور للتاريخ، الأمر بدا واضحا من النص الذي ألقيت بعضه، أتدري من بين ما دفعني إلى هنا رغبة مخفية في إكمال النص.
+ أهاا بدأنا بالاعتراف إذا، ليست مسألة زوايا ، هي مسألة فضول و تاريخ إذا.
هنا ابتسمت في خفر و مدت يدها في ارتياح على الطاولة لـتحضن الكوب الموشوم بأناملها الرقيقة، لم تكن لتضع صباغة في الأظافر كما العاهرات المنفرات في مكياجهن، لا أصباغ، لا مكياج، لا مزايدة على الجسد أو على جزء منه، نسق متكامل من البساطة الطفولية المدهشة، شعَر بكفيها و هي تضم الكوب كأنها تضم جرحه الداخلي لتشفيه بكلتا يديها البديعتين، أثيلة بدت في كلامها المسترسل بلا تصنع أو مبالغة، ثم إنها صيدلانية.
+ لنقل أن مسألة الزوايا جزء من الأمر، أحببت النص، أرغب في إكماله لو شئت.
+ لماذا؟ أتحبين قصص الموت العاجلة؟ أم تتعاطفين مع اللغة؟ قد يهمني أن أعرف مثلا. ( ابتسامة ساخرة ولطيفة).
+ أنت تقتل كثيرا، من اليوم الذي التقينا في الممر قرب المكان هناك سألت عنك، قرأتك شيئا فشيئا، أنت قاتل بالغريزة، لكنك تخاف، ترددت كثيرا قبل قتلها.
+ لست أنا المتردد، كان شخصا آخر من أجل الموت إلى شك، ثم إلى سهر، ثم إلى بكاء، ثم إلى شكوى ، ثم إلى شفرة تجز الأعصاب من جذورها، من تكونين ؟
+ لماذا الموت؟
+ أتحبين اللعب بالكلمات؟ لست منذورا للنصوص الجزافية، أنا أكتب و لكني لست هنا.
+ أنت ربما في كل مكان، كالجني في قصة ألف ليلة و ليلة، أتحب التاريخ؟
+أدرس التاريخ لكني أحب الجغرافيا، خصوصا ما تعلق بالزوايا المعتمة، لماذا قلت :" أحبه ملء عيني" ولم تقولي : " أحبه ملء أضلعي" ، الأمر لا يخص النظر فقط، كنت لتجعلي الأمر أعمق قليلا في قصيدتك المرهفة ، في الحشا، في مجمل الكيان مثلا، خلف الضلوع تحت الشغاف..أماكن كثيرة لا تختزل العشق في العين.
+ ربما لا أحبه بالقدر الكافي لأجعل الأمر أعمق مما كان عليه ، ما أدراك أنت؟.
+ لكنك تحبين الشعر و النص تاريخ، لماذا أنت الصيدلانية تبحثين عن أمراض يهرب الناس منها.
+ و التاريخ نص يا ..ما اسمك؟ أنا أبحث عن الشعر و السرد لأنه نوع من الحقن التي آخذها كي أستطيع حقن الآخرين فيما بعد.
+ لما؟ ما الفائدة من اسمي، سمعته حين نطقه مقدم الأمسية ، ربما لست مهما بالقدر الكافي لتتذكريه، لا تحقنيني على كل حال ، فلدي ذكريات سيئة من البنسلين و الإبر الكبيرة.

ضحكت في تأن و روية موزونين.
+ ما الذي يجذبك للزوايا.
+ الأمر ذاته الذي جذبني للتاريخ، حب الرؤية الشاملة، أن تجلس في الركن و تشاهد الأشياء تحصل بعين المراقب فقط، و حين تفهم يمكنك أن تسخر أو تضحك أو تغمض عينيك و تمضي دون أن تقول شيئا، لكن لا حق لك في تغيير الأحداث و هنا جمال الأمر، التاريخ ماض يستمر في مستقبلك و يصنع حاضرك لكنك لا تملك إلى تغييره شيئا، الأمر أشبه بشروق الشمس، لا أحد يستطيع منعه مهما فعل.
+ نوع من الفشل ، أم أنك من أصحاب الكتب الحمراء البالية ؟
+ من تحدث عن الحتمية؟ المسألة في عمومها تاريخ شخصي، أو هكذا أنظر إلى كل التواريخ، الأشخاص هم المهمون، الممتلكات و الغنائم و الرقع الجغرافية و القصور و الموانئ كلها أشياء زائلة.
+ أهي نظرية ما ؟ (ضاحكة).
+ نوع من الوعي السطحي إن شئت. ما الذي كنت تفعلينه في كلية التاريخ؟
+ سنة أولى، أنا مبتدئة إن شئت و أنت خبير.
+ أنا لست خبيرا،أنا أجلس في الزاوية فقط، ألا ترين أين يجلس الخبراء؟
تمايلت قليلا قبل أن تمد يديها على الأوراق الموضوعة أمامه:
+ أتسمح؟
+ لقد أخذت النص فيما يهم أن أسمح أو لا؟
غرقت لمدة ربع ساعة في النص التاريخي لموت امرأة، تملى عينيها و هي تشفر كل حرف وُلد من عينيه، كانت شبيهة بامرأة من روايات السبعينات، غجرية الوجه و العينين، طويلة القامة و لباسها رديء و مهمل بشكل رائع، ألوان قاتمة و ملكية، الأزرق الداكن و القميص الداخلي عند الفتحة أسود داكن أيضا، تقرأ بشغف و لذة كأنها تضاجع النص و تنتشي حد الأورغازم ، هو أشعل سيجارة ما، لم تعترض و هذا أمر نادر و جديد، و هو يحب أن يكون كما هو ، تضحك أحيانا بين المقطع و الآخر، و في بعض الأحيان تقطب وجهها مستغربة سواد اللغة، النص طويل نسبيا و هو هادئ على مرفإ الذاكرة، تركها هناك و سافر عبر القطار بمخيلته المتعبة إلى حيث قصف المنجنيق قلبه و يديه الراعشتين، الانقباض الداخلي الأثيم يعود حين يصمت الجمال، ما الحاجة إلى إكمال قراءة نص سيء؟ لما لا تحدثه فقط عن الأدوية ، مل التاريخ و القصائد و الموت السريع في أسطر متتاليات، لما لا تأخذه لمكان ما من أمكنة المعرفة، لم يسبق له أن زاره، كادت تكون مملة لولا ابتسامة خرجت طوعا عن مسارها لتصيبه في منتصف الصدر.

+ شعرت بالملل؟، أنتم أصحاب التاريخ لا صبر لكم، لماذا ماتت البطلة و عاش البطل في سعادة؟ أتحب صناعة المرأة التعيسة التي تعكس الواقع، ما حاجتنا للواقع إن كنا نغرق فيه راغمي الأنوف؟
شعرَت به حين شعر بالملل، أو عفوا حين هم أن يشعر بالملل، امرأة واحدة كانت تعلم كيف يشعر و تستمر في استغلال الصمت لتمارس هوايتها البريئة الشيطانية في إحراق أعصابه و إرهاقه ، هي أوقفت القراءة، و ربما لم تكمل النص و نظرت إليه:
+ ماذا تعرف عن الصيدلة؟ ثم ضحكت في جمال مستحي وظريف
كانا في مقهى جميل يحيط بهما أناس يتحدثون عن لوركا و المعري و بابلو نيرودا و هي تريد أن تتحدث عن المصل و باستور و البنسلين و من يدري عن ماذا أيضا؟، إما حمقاء مغفلة،إما أحست به مرة أخرى و بما يريد.
+ لنتحدث عن الطب عند العرب، قد تكونين مسلية ن لكن قبل ذلك أتجلسين كثيرا على طاولات الغرباء؟
+ لا تسقط علي تاريخك الخاص ( ضاحكة في سخرية)، حين نهرب من شيء ما لا نبحث عنه في كل مكان و إلا كيف سننجح في الهرب منه؟
+ سألتك إن كنت تجلسين في رفوف التاريخ أم أن كل مساء مع كتاب جديد و قهوة ساخنة.
همت أن تقوم غاضبة لولا أن أمسك بمعصم يدها:
+ أعتذر ، لم اقصد شيئا سيئا، الأمر برمته مجرد أرق و تعب، أرجو أن تسمحي لي بإكمال هذه الجلسة، لا أظنني سأجد شخصا يحاورني هكذا بين هؤلاء العجزة و الشمطاوات أو حتى بين هؤلاء الشباب و الشابات المغرورات..
+ لابأس، لكن حزن الزوايا يبقى في الزوايا أفهمك، أنا أيضا من عشاق الزوايا، لكني لا أسقط تاريخي الخاص على تاريخ المدن و الناس، أحاول فقط أن أكون كما أنا ، أجلس في الزوايا و أشرب القهوة دون أن أفكر.
+ لا أسقط ماضي الخاص يا آنسة بسمة، قد يكون حاضري أيضا و مستقبلي.
+ نعم لا تسقطه، لكنه تراه في كل مكان، حين التقينا في المرة الأولى قرب الجامعة بنظرتينا، عرفت أنك رأيت شخصا آخر، لست أعشق الزوايا دون فائدة يا ...لا تريد أن تخبرني باسمك. لا عليك
+ اسمي ناصر
+ اسمك جميل و مألوف جدا و يشعر المرء بحميمية قديمة ، التاريخ حاضر هنا أيضا، جمال عبد الناصر كانوا ينادونه ناصر كاختصار للاسم.
+ لماذا لا نتحدث في الصيدلة و الطب عند العرب؟ التداوي بالأعشاب، موسوعة "الشفاء" لابن سينا حدثيني عنها لابد و أنك قرأت منها شيئا.
ضحكت عاليا قليلا و هي ترمق أسارير وجهه تنفرج عن ابتسامة مغبونة، كان يحاول أن يخرج من قوقعة ما تقهره، يقاوم مثل قطرات المطر، لكنه يسقط في نهاية المطاف، إلا أن الوجه الذهبي يصدمه في كل انخطافة بصرية نحو زاوية التسعين، هي آسرة و إن استمرا هكذا ستبين له حقيقته الجديدة بعد أن بنيت أسوار القلعة بشكل معقد، ربما يكتشف سر التعقيد ، لذلك فكر في الهرب.
+ أنت تريد أن ترحل، ربما الحافلة لا تتأخر هنا ، هذه المدينة ميتة بعد الثامنة.
شعرت به و هو يريد أن يهرب و قالت بلطف أن الأمر يتعلق بالحافلة فقط، إنها في جلسة واحدة تهتم بمشاعره على الألق و لم تصدمه بجبنه أو جرحه المستديم.
+ لا عليك قد أبيت هنا عند صديقين ، سمر ليلي آخر، لو كنت شيئا آخر غير هذه الأنثى الناضحة نضجا لعزمتك على سهرة مع الأصدقاء، لكنك امرأة في مدينة منقبضة و متوعكة، أشعر أن هذه المدينة لا تضحك ابدا يا بسمة.
+ ربما تبتسم.( مبتسمة)
+ ما دام مثلك فيها فهي تبتسم و قد تضحك ذات زمن .
+ المدن تضحك حين تريد أنت أن تجعلها ضاحكة، تذكر هذه الجملة يا سي ناصر، فالأشياء ليست سوى ما نراه نحن.
+ لن أتحدث عن التاريخ الشخصي لطلك لا داعي لمقدمات عامة تستدرج الآتي.
+ أنا أيضا يا صديقي لا أحب التواريخ الشخصية، أحب الزوايا فقط، و القهوة و بعض النصوص - الحُقن التي تجعلني قادرة على الاستمرار.
كان المساء يخيم باكرا في مدينة العزلة الشاسعة، الشمس غابت في كبد السماء، النساء يدخلن هنا للبيوت باكرا، تصبح الشوارع مذكرة و المقاهي و الحافلات و الرصيف هو الآخر يصبح مذكرا، حتى الشمس ، الأنثى الوحيدة تغيب فاتحة مجالا للقمر الذكر كي يستوطن أسطح المدينة العالية. وضعت هاتفها الخلوي في حقيبة اليد و رشفت آخر قطرة من قهوتها الباردة، هو لم يشرب القهوة، تشعره بانقباض أكثر و بألم في القلب، في نكهة القهوة يتذكر شيئا آخر، نظر إليها ثم مد الأوراق لها:
+ لدي النص منشور و لدي نسخة أخرى ورقية، يمكنك أن تحتفظي بهذه و اقرئيها على مهل،أيمكن أن نتواصل أكثر،أنا هنا منعزل في شاعر كبير يبعث على التيه، لنكن صديقين في الزوايا على الأقل، و النصوص و التاريخ والصيدلة..
ابتسمت و وضعت الوراق في الحقيبة.
+ لا داعي لأي اتصال خارج المقهى، نلتقي هنا فقط صدفة، سيكون الأمر أفضل حسبما أعتقد.
+ نعم أنا دائما هنا في الزاوية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان هاني شاكر في لقاء سابق لا يعجبني الكلام الهابط في الم


.. الحكي سوري- رحلة شاب من سجون سوريا إلى صالات السينما الفرنسي




.. تضارب بين الرواية الإيرانية والسردية الأمريكية بشأن الهجوم ع


.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي




.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل