الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من الضحية : الإخوان أم الثوار؟

محمد السلايلي

2012 / 12 / 7
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


يقوم الاخوان المسلمون بسلخ و قمع معارضي الرئيس محمد مرسي بحجة انهم بلطجية. و حسب ثوار الميدان، وان صح التعبير، فهم الثوار الحقيقيين و الفعليين الذين غمروا الساحات و الميادين لاسقاط النظام، فان الإخوان شكلوا المليشيات لقمع المعارضين فلم يسلم منهم كبيرا و لا صغيرا، و الغاية تخويف المتظاهرين و التهديد بجر البلاد للحرب الطائفية التي تخطط لها الصهيونية العالمية.

هل سيتراجع مرسي عن اعلانه المثير للجدل، بعد الغائه لمادة واحدة منه تنص على تحصينه امام القضاء؟ لكن حتى لو تراجع و سحب التعديل، و تم اعادة تشكيل التأسيسية لوضع مشروع دستور توافقي، هل سيحد ذلك من الاحتقان و يبدد المخاوف من مغبة انقلاب الاخوان على الديمقراطية و تاسيس الحكم الاستبدادي من جديد؟ و لكن ماذا بعد ذلك كله؟

برر مرسي اصدار اعلانه المشؤوم بكون امن مصر يتعرض للخطر، لكن الأخطرهو الاعلان الرئاسي و الدستوري نفسه باعتباره انقلابا مكشوفا على الثورة و عودة للحكم الاستبدادي. الشعب المصري ينتظر حل مشاكله الاجتماعية و هي كبيرة و متعددة. لا يمكن ان تنطلي عليه حيلة الاخوان وتعمى بصيرته بسبب مزاعم حول زهد و تقشف القيادات الاخوانية بما فيها الرئيس مرسي الذي يعيش حياة متواضعة على حد قولهم. تتحدث الصحف انه لازال يسكن بمنزله القديم كعامة افراد الطبقة الوسطى، وهي على اية حال فئة اجتماعية ضئيلة الحجم بالمجتمع المصري تخترقها مجموعات انتهازية ووصولية. كما يتحدث أنصار مرسي عن ابن له يعمل بالخارج كمعظم الشباب المهاجر. و عن قيامه الصلاة و تواضع لباسه و مأكله ....الا يدخل كل هذا في البربغاندا السياسية و في نوع من الشعبوية التي يحتاجها النظام المصري التبعي لتامين استمراره و انفلاته من ضغوطات الشارع الاحتجاجي و مناورات النخبة السياسية السائدة؟.

من يعيش متواضعا بين صفوف الشعب لا يستغل فقر الفئات المعوزة و جهلها او تجييش الشباب بالدين و تاليه الزعامات الدينية، ليحدث انقساما بين ابناء الوطن الواحد. ولا ينقلب على الديمقراطية و على صناديق الاقتراع، لدفع المجتمع و الدولة نحو الحكم الاستبدادي الذي يصادر السيادة الشعبية و الحريات الفردية و الجماعية.

سقوط قتلى في صفوف شبيبة الاخوان المسلمين في أحداث الميدان الاخيرة، سيعطي لهذه الجماعة الدينية قوة اضافية لاظهارها ضحية مؤامرة انقلابية ضد الشرعية الانتخابية. الاخوان وصلوا للحكم خارج شرعية ثورة 25 يناير. وهم من حيث هذا المبدأ متحررين من كل شعارات و مطالب الثورة المصرية المنادية بالحرية و الكرامة و العدتالة الاجتماعية.

يستغل الاخوان أيضا اختراق بعض عناصر الحزب الحاكم المنهار صفوف المعارضة، لتعزيز صورة الضحية في ذهنية الانسان المصري. و زاد تعامل الاعلام الرسمي مع حادث حرق مقرات الاخوان في تكريس هذه النظرة التي تقسم المجتمع عبر اصطفاف اجتماعي مفصول عن الواقع المعاش و متعالي بسبب الفوارق الدينية و الطائفية،

يستفيد الاخوان أيضا من صمت المثقفين و انسحابهم من ميدان الصراع الفكري، تاركين المجال لمثقفين أفسدهم النظام السابق لكي يقوموا بتعبئة الناس ضد حكم الاخوان المسلمين. وفيما يتلصص العديد منهم من أبراجهم العالية، انزلاق الثورة المصرية نحو المجهول، بسبب سيطرة الاخوان على مقاليد الحكم و ارتدادهم عن مبادىء و أهداف الثورة، فضل البعض تقديم الولاء للحكام الجدد لتامين مصالحهم و استمرار نعمهم.

معركة الدستور ستكون فاصلة في عمر الثورة المصرية، و الاخوان المسلمون باقدامهم على فرض اديولوجيتهم على المجتمع و الدولة، يحفرون قبرهم بفؤوسهم. ثوار الميدان يقدمون كل يوم الدليل تلو الدليل، على أن تاريخ الثورات الأصيلة لا ينحرف ولا يسقط بهذه السهولة بين براثين القوى المضادة لتحرر الشعوب. لازالت الثورة في بدايتها، ومع ذلك، أذهلت العالم بعمق انجازاتها سواء بمصر او بخارجها،ولعل اهم إنجاز سيخلد هذه الثورة، أنها اندلعت بدون غطاء ايديلوجي لتكون مهمتها هي قلع كل الايديولوجيات الشمولية التي تنتج الديكتاتورية و الاستبداد وتفتح الطريق امام الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا