الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشاهد من الذاكرة ( الحنين إلى الأمّ)

بيان بدل

2012 / 12 / 8
الادب والفن


كانت تُدندن أغنية صباحية ، اعتادت على سماعها في طفولتها و شبابها، أغنية لسيدة الصباح ( بعدك على بالي يا قمر الحلوين )، وأشعة الشمس تتسلل على جسدها المتعب بلذة ونشوة، وهي في طريقها للعمل. رائحة الأرض منعشة، رائحة العشب المقصوص تنعشها أكثر وأكثر. الشوارع... البيوت... الأشجار تلمع نظيفة. بعد ليلة ممطرة أحست نفسها فراشة تطير، أحست للحظة إنها تنظفت أيضا من وساخة الهم الذي حل بها . كانت تفكر بالإنسانة الراقدة في الفراش، تنتظرها كي تتلمس يدها وتلقي عليها تحية الصباح بابتسامة رضى وحب دافئ . كانت تبحث في وجهها الشاحب عن وجه عرفته وافتقدته لسنين.

إنّها هي التي كان يجب أن تقفَ إلى جانبها ، هي بروحها ونظراتها وبحالتها ، بمرضها وطيبةُ قلبها التي تعلمت منها ، في بلد آخر تتحدثُ لغة غريبة لم تعتَدْ أن تسمعها منها . بعد كل هذه السنين ما زالت تتذكر نغمات و نبرات صوتها الحزين ، أ هو القدر ، أن تكون في هذا المكان وفي هذا الزمان ؟ أن يجمعها حالة كهذه ؟

تقتربُ خطوة خطوة من بيتها، كانت هناك غيوم بيضاء فوق بيتها ، وكأنها حمامات الجنة ، ناصعة البياض، يحرسن روحاً ما، أو كأنها ترغب في تنبيهها بأن الروح لم تعد في مكانها ، في الجسد الهزيل .اقتربت أكثر، توقفت عن الدندنة، وضعت يدها على زر الباب ، دقات القلب بدأت في تسارع ، تأخر الباب في الفتح وكأن سنة قد مرت.

فَتَح َ البابَ رجلٌ مسن ذو شعر أبيض وملامح الوجه تختلف عما كانت عليه بالأمس ، الحزن ظاهر على نبرات صوته، بالكاد يستطيع ان ينطق بكلمة ترحيب.
. قال : فقدتها قبل ساعة من الآن ، كانت شريكة الحب والحياة والروح

الخبر نزل عليها كالصاعقة ، تجمد كل شي من حولها الا خيال ابتسامتها التي ظلت تحوم حولها ، أدركت للتو سبب شعورها بالدفء الدائم في الشتاء الاسكندينافي القاسي ، وإحساسها بالبرد الآن في هذه اللحظة والصيف في منتصفه ، كلماتها التي كانت تهمس بها ، قالت وبدون وعي هل فقدتُ أمّي من جديد ؟ كنتُ سعيدة لأني عثرت عليها والتقيتما بعد فراق سنين ، هل رحلتْ عنّي من جديد؟ هل خذلني الزمن من جديد...؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه