الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة العراقية لماذا تظل حريتها من سيء الى أسوأ

هايدة العامري

2012 / 12 / 15
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


واقع الرأة العراقية الحالي يكاد يكون أسوأ حالا على مر العقود الماضية فاغلب اللواتي يضعن الحجاب او غطاء الرأس يقلن انهن مجبرات على وضعه خوفا من المليشيات او التنظيمات الدينية المتجحفلة في الشارع العراقي ومن جميع الطوائف انا اتذكر انه في الستينيات من القرن الماضي كانت المسارح ممتلئة بالعوائل والنساء حتى وان كن ملتحفات بالعباءة وكذلك كانت الكثير من دور السينما ولحدالثمانينيات كانت تحضر عروضها النساء والعوائل بل وانا اتذكر ان سينما مثل سينما سميراميس كانت تجعل عرضها المسائي في الساعة التاسعة مخصص فقط للعوائل وللنساء حصرا والمسابح الصيفية كانت عامرة بالنساء ومن لايعرف كان هناك مسبح بغداد وهو يعج بالحضور وكان المسبح مختلطا ولحد اغلاقه بسبب قربه من القصر الجمهوري ولكن ماذا حصل لتراجع دور المرأة وحرياتها في المجتمع العراقي ان اول الاسباب هي ان الاغلبية في المجتمع كانت تنظر للنساء في العراق بنظرة دونية اي عدم المساواة بينها وبين الرجل وتعتبر المرأة نصف انسان ويحاججك احدهم بذلك ان شهادة المرأة هي نصف شهادة الرجل وبعضهم يستشهد بقوله تعالى (انه من كيدكن) ويضربون الامثال والقصص بكيد النساء وشرهن بل بعضهم يلفق احاديث وروايات حول ان النساء شر لابد منه الخ من القصص والاحاديث والروايات الملفقة ويتناسى البعض منهم ان له ام واخت وزوجة وهم نساء بل ان بعض اصحاب الافران المختصة ببيع الخبز تجعل الدور يعطي الدور للرجال مرتين ومرة للنساء على اساس انها شهادة الرجل باثنتين من النساء وكذلك الميراث ومن الجدير بالذكر انه في حينها لكن يكن احد يطرح هذه الافكار وذلك لان النظام السياسي في العراق كان علمانيا ولايحب ان يدخل الدين في السياسة او في مجال الحريات العامة وجاءت سنوات الحرب العراقية الايرانية ودفعت ثمنها المرأة اذ ان اغلب الشهداء كانوا من المتزوجين حديثا ام من سنوات قريبة مما ادى الى ظهور جيش من الارامل والايتام وحاول النظام السابق ان يعوضهم بالامور المادية ولكنه لم يفلح الا ببعض التشريعات التي لاتسمن ولاتغني وجاء الحصار الاقتصادي واول ماعانت منه المرأة العراقية التي اضطرت لبيه مخشلاتها الذهبية وبيع اثاث بيتها من اجل سد الرمق المعيشي والشيء الاخطر هو ان هناك الكثير من النساء اللاتي كن يعملن في دوائر الدولة اضطرن الى ترك العمل بسبب انخفاض الرواتب حينها زظهرت الحالات الاجتماعية المؤسفة مثل الزوج الذي يسافر لاحد البلدان لغرض العمل وهناك يطلق زوجته ويقترن بزوجة من البلد الذي يعمل فيه او بتزوج عراقية مقيمة في نفس البلد ويطلق زوجته المقيمة في بغداد وقد حصلت عشرات الحالات بل المئات في ليبيا والامارات والاردن في وقتها وجاء عام 2003 والمتغيرات التي حصلت فيه ولكن المرأة كانت الخاسر الاول فيه فقد اجبرت على التقوقع في البيت وعدم الخروج الا بعد وضع الحجاب او غطاء الرأس بل وفي بعض المناطق الشادور النسائي الذي كنا نراه في الصور والافلام فقط رأيناه شائعا في بغداد فكيف الحال في المحافظات بل وظهرت بعض الممارسات المخجلة فقد اصبح شيئا شائعا قضية زواج المسيار والمتعة في البلد بل صار اغلب المدراء والمسؤؤلين يطلبوا من النساء اللاتي يعملن تحت مسؤوليتهم طلبات زواج مؤقت او مسيار او زواج يسموه زواج السفر والامرأة التي ترفض تجعل نفسها تحت طائلة العقوبات او الفصل الوظيفي وغيره من ا لاشياء مما اضظر بعضهن الى الرضوخ لهذه الطلبات وأي منصف يراجع محاكم الاحوال الشخصية ويجد ازدياد حالات الطلاق المتزايدة في المجتمع ولاسباب تكون تافهة او غير مفهومة والمرأة لها قوانين تحميها وضعتها الدولة الحالية فقط حتى يرضى المجتمع الدولي ولامم المتحدة عنها وفي ارض الواقع لاتطبقها وخير دليل تعامل الوزراء والمسؤولين مع قضايا المرأة بل واني استمعت لمسؤول كبير جدا يقول ان مكان المرأة الطبيعي هو بيت الزوجية وليس العمل او الوزارة او المصنع ولم يقم مجلس النواب يأي تشريع ينصف فيه المرأة التي لم تتزوج او التي قتل زوجها بحوادث الارهاب ولم يفكر او يتذكر احد المرأة الا في مناسبة اليوم العالمي للمرأة عندما يلقون خطبهم في الاحتفالية التي تقيمها الدولة هذا هو حال المرأة العراقية اليوم وهي بحاجة الى تغيير شامل وكامل على مختلف الاصعدة وننتظر من منظمات المجتمع المدني تحركا اكبر وأداء دور يناسب حجم المرأة العراقية في المجتمع








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -اخترت الفن التجريدي كونه يحررني من كافة القيود-


.. تربية الحيوانات الأليفة جزء من الطبيعة التي تعتز بها الريفيا




.. تمثال اميلي سرسق


.. استشهاد امرأة فلسطينية وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية استهد




.. اعتقال ناشطات معارضات للحرب في قطاع غزة والسودان