الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول موضوع الكونفيدرالية

خالد عبد القادر احمد

2012 / 12 / 15
القضية الفلسطينية


التخوين, هي من اسوأ الصور التي يٌظٍهر بها تحالف الاعلام والانقسام, صورة القيادة الفلسطينية, والذي يصل حد خلق الانطباع ان القيادة الفلسطينية منخرطة بالتامرعلى شعبها وحقوقه الوطنية, وها هي جريدة القدس العربي, بقصد سياسي او لمجرد العادة الاعلامية, تطرح للقيادة الفلسطينية صورة التهالك على اقامة اتحاد كونفيدرالي مع الاردن, ( واطراف اخرى ؟؟ ) لمجرد ان الرئاسة الفلسطينية طلبت اجراء بحث داخلي فلسطيني حول الموضوع, مما دعى الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية السيد نبيل ابو اردينة الى نفي طرح موضوع الكونفيدرالية مع الاردن, قبل قيام الدولة الفلسطينية, وحسنا فعل,
من وجهة نظري, فان القيادة الفلسطينية وبهذا التوقيت تحديدا هي على مسافة بعيدة من التفكير بعلاقة كونفيدرالية ان مع الاردن او مع ( الاطراف الاخرى ), في حين ان الاطراف الاخرى وبهذا التوقيت تحديدا تجد من المناسب لمصالحها الخاصة طرح الموضوع, ولذلك اسبابه ومؤشراته
1- ان موضوع الكونفيدرالية ينسجم مع الخريطة السياسية التي رسمها وعد بلفور للمنطقة والتي كان من ملامحها ( دولة يهودية ودولة ( عربية )), وان لا دولة ثالثة بين الاردن والكيان الصهيوني,
2- ان موضوع الكونفيدرالية يجد حلا للتناقض بين صيغة التسوية على اساس قرار مجلس الامن الصادر عام 1967م تحت رقم 242/ , والذي يعيد التاكيد على منظور وعد بلفور الجيوسياسي, وصيغة مقولة حل الدولتين المنطوي على اقامة دولة فلسطينية مستقلة, من حيث انه يعطي مقولة حل الدولتين نفس المعنى الذي حمله وعد بلفور
3- ان قرار فك الارتباط الاردني الذي بقي في اطار منح الفلسطينيين حكما ذاتيا اداريا قانونيا, دون تفكيك الارتباط السياسي الاقتصادي, تعارض معه اعتراف الجمعية العامة بفلسطين دولة مستقلة, حيث فكك عمليا ونسخ الاشتباك السياسي الاقتصادي الاردني الفلسطيني, وخرج بالوضع الفلسطيني عن قيد منظور وعد بلفور والقرار 242
4- ن للمسالة الفلسطينية حجما دستوريا واقتصاديا وسياسيا رئيسيا في الصورة السياسية الاردنية, وانعكاسها في مطالب حراك الاصلاح السياسي فيه, ولا وجود لمثيل لها في الصورة السياسية الفلسطينية
5- احتمال ان يقبل الكيان الصهيوني حل التقاسم الوظيفي مع الاردن في الضفة الغربية, حيث لا يقبل بقيام دولة فلسطينية مستقلة بها
6- ان الاردن بشخص الامير حسن هو من بادر لتجديد الدعوة لعودة الضفة الغربية الى الاردن, كما جاء في خطاب الامير في جمعية عيبال النابلسية,
7- ان الموضوع طرح مباشرة بعد زيارة الملك عبد الله الثاني لرام الله, وليس بعد زيارة الرئيس عباس للمملكة اثناء عودته من نيويورك,
ان المؤشرات السابقة , لا تذهب باتجاه القول ان القيادة الفلسطينية, هي التي اثارت موضوع الكونفيدرالية, خاصة ان اثارته في هذا التوقيت تحديدا, يحمل اختراقا للقيم والمضامين السياسية للانجازات الفلسطينية على الصعيدين:
الدولي: حيث سيطرح التساؤل عن معنى السعي الفلسطيني لنيل الاعتراف العالمي بفلسطين دولة مستقلة, طالما ان القيادة الفلسطينية ذاهبة باتجاه الكونفيدرالية مع الاردن, وسيعكس ذلك ظلالا من الشك العالمي على المضامين الايديولوجية السياسية للنضال الفلسطيني, اهي في سياق حق تقرير المصير ام في سياق طلب تساوي المواطنة الفلسطينية مع المواطنة الاردنية في كونفيدرالية محتملة ؟؟؟؟
الداخلي: حيث سيطرح موضوعا جديدا على الحوار بين حركتي فتح وحماس حول البرنامج السياسي المشترك, والذي لم يكن لموضوع الكونفيدرالية مع الاردن موقعا له من قبل, بل وسيطرح على هذا الحوار مجموع المواقف الفصائلية منه, اي انه سيعرقل موضوع المصالحة, ولا يمكن اغفال تاثير اجندات اقليمية اخرى بهذا الصدد وانعكاسها في المواقف الفصائلية, وهنا سنجد موقعا لعلاقة موضوع الكونفيدرالية باشارة الملك عبد الله الثاني عن المحور التركي المصري القطري ومواجهته بالمحور الاماراتي السعودي الاردني في المنطقة وعلاقتهما بالقضية الفلسطينية
ان كل المنظور السابق يؤكد ان موضوع الكونفيدرالية طرح على القيادة الفلسطينية, وكان من الطبيعي ان تبادر القيادة الفلسطينية الى اجراء الدراسات والبحوث حوله, وليس من الغريب ان يطرح ايضا في سياق الترويج لاستعادة مسار التفاوض واجهاض الابعاد السياسية الاستراتيجية لواقعة الاعتراف العالمي بفلسطين دولة مستقلة, والتي كان من اول مردوداتها تجميد العمل بالمشروع المشترك بين الاردن والكيان الصهيوني المعروف بمشروع البحرين, علما انهما كانا بصدد مباشرة تنفيذه سابقا ووضع الفلسطينيين امام الامر الواقع
اننا نشعر بالاسف لبعض الاقلام التي يرى اصحابها العالم من المنظور التامري, ولا يقيمون وزنا لقوة للانعكاس السياسي لحركة الواقع الموضوعية, حيث سارعت هذه الاقلام الى اللمز من قناة القيادة الفلسطينية, ووطنيتها, خصوصا الاقلام الفلسطينية منها, والتي لم يعد يهمها سوى الحط من شأن هذه القيادة, وفي هذا السياق نجد ان السيد عبد الباري عطوان يخوض بكل اخلاص تنافسا يحسد عليه








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينهي الرد المنسوب لإسرائيل في إيران خطر المواجهة الشاملة؟


.. ما الرسائل التي أرادت إسرائيل توجيهها من خلال هجومها على إير




.. بين -الصبر الإستراتيجي- و-الردع المباشر-.. هل ترد إيران على


.. دائرة التصعيد تتسع.. ضربة إسرائيلية داخل إيران -رداً على الر




.. مراسل الجزيرة: الشرطة الفرنسية تفرض طوقا أمنيا في محيط القنص