الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وليد يريد أن يكون قائد سفينة قصة للأطفال

خالد جمعة
شاعر ـ كاتب للأطفال

(Khaled Juma)

2012 / 12 / 17
الادب والفن


وليد يريدُ أن يكونَ قائدَ سفينة كبيرة في البحر.
أبوه يقول: لا يمكن أن تكون قائد سفينة ونحن نسكن الصحراء.
أمه تقول: لا يمكن أن تكون قائد سفينة وأنت في الحادية عشرة.
أخته تقول: واااااااااااااع، فهي ما زالت رضيعة ولا تستطيع الكلام.

وليد فكّر في كلام أمه وأبيه ووجد أنهما محقان.
فلا يمكن أن يكون الإنسان قائد سفينة بينما لا توجد سفينة من الأصل.
كل ما في الأمر أن وليد شاهد صورة ماء كثير وتسبح فوقه بناية من طوابق عديدة.
كان هذا في كتاب المدرسة، بالتحديد في كتاب الصف الخامس الابتدائي.
وعندما سأل الأستاذ عن الصورة قال له: هذه اسمها سفينة، وهذا الماء اسمه بحر.
وليد كان يعرف سفينة الصحراء وهذا الاسم يطلقه سكان الصحراء على الجمل.
لكن البناية في الصورة لا تشبه الجمل، ولا تشبه أي شيء رآه قبل ذلك.

وليد لم يرَ البحرَ في حياته.
لكنّه كان يحلم كل ليلة بالبحر والسفينة.
وصار يحضر كتباً من مكتبة المدرسة تتكلم عن السفن والبحار.
دُهش وليد من كثرة البحار في الدنيا، إنها أكثر من الأرض بكثير.
أحد الكتب جاءت فيه معلومة أن البحار تساوي أربعة أخماس الكرة الأرضية.
إن هذا كثير، وهو يعرف الأربعة أخماس، لأنه يعيش في البيت مع أمه وأبيه وأخيه وأخته الكبيرة وأخته الرضيعة، وعندما تقسم أمه الدجاجة على خمسة، يبقى منها أربعة أخماس، وهذا كثير بالنسبة لوليد.
سيسأل أحدكم ولماذا تقسم الدجاجة على خمسة وعدد أفراد الأسرة ستة؟
لو فكر السائل قليلاً لما احتاج أن يسأل، فالرضيعة لا تأكل الدجاج، ولذلك لا يتم حسابها في القسمة.

وليد ما زال يحلم أن يكون قائد سفينة، وهو يعرف أن هذا يشبه المستحيل.
الكتب وحدها لا تكفي لأن تصنع قائد سفينة، ولا حتى تكفي لصنع بحّارٍ صغير يعمل في مطبخ السفينة.
وليد يحكي عن البحر والسفينة طوال اليوم، حتى صار أصدقاؤه ينادونه، وليد القبطان، وهو كان سعيداً بهذا اللقب، وقال لنفسه: المهم أنني حصلت على اللقب وبعد ذلك سأحصل على السفينة والبحر وأصبح قائدا.

ذات مرة، قرر أبوه أن يذهب لبيع الأغنام في المدينة، وليد يعرف الجغرافيا جيداً كما يتوجب على كل البحارة بالطبع.
وليد يعرف أن المدينة تقع على البحر، البحر دائماً بلون أزرق على الخارطة.
وليد طلب من أخته التي طلبت من أخيه الذي طلب من أمه أن تطلب من أبيه أن يأخذه معه إلى المدينة كي يرى البحر، هكذا هو التسلسل في العائلة، فلا يستطيع وليد أن يخبر أباه بما يريد مباشرة، يجب أن يمر الطلب عبر سلم العائلة.

الأب أخبر الأم التي أخبرت الأخ الذي أخبر الأخت التي أخبرت وليد بأن طلبه قد تمت الموافقة عليه.
وليد لم ينم تلك الليلة، هذا ما قاله لأمه في الصباح، ولكنه في الحقيقة نام حتى كادت الرحلة أن تفوته.
وصل وليد مع أبيه إلى المدينة وهناك رأى السفينة لأول مرة في حياته، كان عليه أن يمشي ساعة ونصف حتى يصل من أول السفينة إلى آخرها، لقد كانت صغيرة في الكتاب، حجمها لا يتعدى نصف صفحة، أما في الحقيقة فهي كبيرة لدرجة أن وليد لم يعد يريد أن يكون قائد سفينة.

لكن وليد شاهد رجلاً يجرّ وراءه قرداً بسلسلة طويلة، ويطبل له على طبل صغير، والقرد يرقص والناس تدفع المال للرجل وهم يضحكون.
وليد عاد مع أبيه إلى المنزل وهو سعيد، ولم يعد يريد أن يكون قائد سفينة.
وليد يريد أن يكون لديه قرد ويلاعبه مثل ذلك الرجل.
أبوه قال: لا يمكن لقرد أن يلاعب قرداً مثله.
أمه قالت: لا يمكن لولد في الحادية عشرة أن يلاعب قرداً.
أخته الرضيعة قالت: واااااااااااااع، فهي لم تتعلم الكلام بعد.

الثالث عشر من كانون ثاني 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إعلام إيراني يناقض الرواية العراقية حيال -قاعدة كالسو- وهجما


.. شبّه جمهورها ومحبيها بمتعاطي مخدر الحشيش..علي العميم يحلل أس




.. نبؤته تحققت!! .. ملك التوقعات يثير الجدل ومفاجأة جديدة عن فن


.. كل الزوايا - الكاتب الصحفي د. محمد الباز يتحدث عن كواليس اجت




.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله