الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما نحتاجه بعد المجزرة الانسانية في غزة!

سونيا ابراهيم

2012 / 12 / 18
القضية الفلسطينية


بعد أن تساءلت في مقال سابق لي - إذا كان الفلسطينيون مصابون بمتلازمة ستوكهولم ، و بعد أن تساءلت إذا كان الآباء الفلسطينيون يحبون أبناءهم ، شعرت بالحاجة للتطرق لموضوع جديد بعد الحرب على غزة .


و هنا سوف أتساءل معكم من ناحية سيكولوجية و اجتماعية أيضا عن مخاطر الحرب . حيث في العادة يخرج الكاتبون و الكاتبات ليتحدثوا عن الموضوع سياسياً ، و هم يصورون أهمية تبني مواقف بطولية ، و تقديم التضحيات ، و من ثم يجدون أنفسهم يعلقون صوراً أخرى هي ليست لأبنائهم ، بل لأمهات و أطفال يئسوا كثيراً بعدما فقدوه خلال الحرب المأساوية التي قتلت أحلامهم . و سؤالي هنا الذي سأبدأ به هذه المقالة : هل نستطيع الاستمرار بالحياة بشكل عقلاني بعد الحرب على غزة آخذين بعين الاعتبار كل المجازر و جرائم الاحتلال المستمرة حتى هذه اللحظة ؟؟

هل ما زلنا نقدر قيمة الحياة بالشكل الكافي ؟ و هل وجدنا ما كنا نبحث عنه في هذه الحياة قبلما أصابنا من هذه الحروب؟

هذه أسئلة أطرحها من ناحية إنسانية و لا أحاول فيها تبني أي موقف - باختلاف التحليلات و وجهات النظر - فهناك جاني واضح ، و هناك ضحية تعاني من جرائم الاحتلال و مجازره المتكررة ضد الإنسانية !

كان من المفترض علينا نحن الفلسطينيون - و نحن ما زلنا صامدين - رغم كل ما عانيناه أن نحاول خلق معان جديدة للحياة . لا تشمل القتال ضد الآخر .. بل إيجاد طرق جديدة نستطيع من خلالها أطفالنا - أبناء فلسطين - بناء الحياة من جديد !

الجد الذين احتلوا أرضه ، و تم تهجيره قسراً عن قريته ، الابن الذي أسروه و هو في الخامسة عشر من عمره في سجون القمع الصهيوني ، الأم التي ربت أبنائها وحيدة بعدما فقدت زوجها شهيدا دمه يعطر تراب الأرض ، الطفلة التي شهدت مقتل والدها بين يديها و هي عاجزة عن الصراخ بعد أن أصابها الشلل ، أبناء الجيل الجديد الذين كبروا بعد بدء الانتفاضة الأولى و هم يتذكرون فرض منع التجوال ، اعتداءات المستوطنين على الصغير قبل الكبير ، الجيل الذي أحبطه إهمال السلطة الوطنية الفلسطينية لمدة أربعة عشر عاما ، الأمهات اللاتي قُمِعن في مظاهرات قبل الحرب على غزة بأسابيع .. خرجن يدعون لإنهاء الانقسام ..


و ما زالت المآسي و النكبات تحتل جزءاً من قلوبنا و عقولنا .. كل هذا و مازال الفلسطينيون يعتبرون أنفسهم أبطالاً!

ما هي فكرة البطولة التي تستحوذ على شعب مُحتََل ؟

الفرق قد يذكره التاريخ بعد أن تم تطهير الفلسطينيين عرقيًا ، بعد أن بُنيت جدران الفصل العنصري ، و بعد أن تم بناء بانتوستونات في الضفة الغربية مع اتساع المستعمرات الصهيونية ... كيف تًعتبٍر المرأة العجوز نفسها بطلة و هي تعانق شجرة الزيتون ؛ لتمنعهم من أن يقتلوها ؟

نظرنا كثيرا في تاريخنا ، و قرأنا كثيرا عن امتداد عدد الشهداء الذين فقدناهم في كل هذه المجازر ، و شعرنا بخيبات كثيرة من مواقف مخالفة للحقيقة من قوي العالم " المغلف " .. شعرنا بيأس أكثر من ضعف مبادئ حكام العرب !! و بات الكل يفهم أننا عبيدًا حتى نتحرر من قيودنا الداخلية قبل مواجهة احتلال صهيوني – استعماري !

" لن تتحرر من عدوك.. قبل أن تحرر نفسك "

" لن تتحرر من عدوك .. قبل أن تعترف بنقاط ضعفك "

" لن تتحرر من عدوك .. قبل أن نتخلص من فساد السلطات تحت الاحتلال "

" لن تتحرر من عدوك .. قبل أن تواجه نفسك بالحقيقة "

سأوضح لكم ما أقوله باختصار .. بعد الاحتفالات التي راقبناها في شوارع غزة بعد انتهاء الحرب ، التي جاءت نتائجها مفاجئة لقادة الاحتلال و المجازر ... بدأت أشعر بالخوف أكثر من أن نصاب بالعدوى منهم ..

ما زال هناك فرق بين الجاني و بين الضحية ، لذلك و بناءً عليه نحتاج لحوار صريح ، و حديث مفتوح عمن سيمثلنا .. و عن مدى رضائنا عن هذا اللقاء المفتوح .. السؤال موجه لكل فلسطينية / فلسطيني مر بمأساة هذه المجزرة .. أم تأثر/ت بها .. كلنا متشابهون ..و كلنا نحتاج لفترة طويلة من التأمل و مراجعة النفس ..

" الحرب لم تكن خيارنا .. ما تم ارتكابه في غزة كان مجزرة "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة