الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما كان لأحد أن يدعي ،!!

محمد زكريا السقال

2012 / 12 / 19
مواضيع وابحاث سياسية



لا نريد الدخول بتعريف السياسة ، فنحن لا نملك الوقت من اجل نجتر أن مفاهيم ونظريات ، مدرسية ، وفلسفية واعتقد جازما ان الكثير من نخبنا ومثقفينا يعون هذه التعاريف والمصطلحات ، نحن نريد تشخيص واقعنا ووضع حلول ناجعة وشافية ، لهذا الدمار والعسف الذي مارسه نظام استبدادي شمولي امني ، وضع نفسه بمقاييس التأبيد ، بمعنى نظام ذو عقل ربوبي ، هيأ لتأبيد سلطته كل عوامل التحصين ، من تخريب المجتمع لأسترقاق البشر ، للفتك بكل حس وطني .
أكيد مما لا شك به عمل المناضلون السوريون ، على التصدي لسياسة هذا النظام ، وواجهوا عسفه وقمعه ، ولكنهم للأسف استعملوا نفس السلاح والأداة بمعنى ، أحزاب بنيت بنفس هيكلة العبادة للفرد والتفرد بالقرار ، والتأمر على كل من يريد التطوير ونفض العقل السائد ، لهذا فتاريخ الحركة الوطنية السورية تاريخ من الأنشقاقات والمحاكمات لأفرادها ، وكون النظام أكثر قدرة لتطوير أسلحته فأمكانية انتصار النظام كانت قائمة بل واستمرت لأعوام طويلة ،، فألغاء القانون وتفرد القائد بالسلطة باسم قانون الطوارئ مارسته الأحزاب بألغاء المؤتمرات الحزبية وتابيد القيادة باسم ، الظروف الأمنية وتعقيدات المكان والتنقل ، لهذا لم يسد هذه الحركات التي كانت تتماهى مع مركزها أمميا كان أو أقليمي حيث ألغي الحزب والمجتمع لصالح القيادة الرشيدة ،، لهذا لم يكن أمام المنتقدين والمتضررين من هذه السياسة إلا الأنشقاق .
كما أن هذه الأحزاب لم تكن ديمقراطية ، ولا تعرف من هذه الديمقراطية سوى الألتزام بقرارات القيادة التي هي الحزب وهي المرشد وهي التي لا تخطأ .
لم تنتج الأنشقاقات عن هذه الأحزاب التي شكلت مدارس بيروقراطية قمعية ،، ملمحا أو توجها مبررا لأنشقاقها ، اللهم إلا باللفظ والتهجم على القيادة القديمة واتهامها بالأستبداد والسيطرة والأقصاء نفس الكلمات والتعابير سيقولها أخرون بعد ان ينشقوا ،، إلا اذا أضيفت كلمة ستاليني وهي تعبير ابتدعه الشيوعيون تعبيرا عن القمع والصلف ، وأذا اعتبرنا الموقف من السلطة ، فهذا لم ينتج على المستوى النضالي تعبأة ولا حشد ،، لذلك بقي هذه الأحزاب نخبوية قاصرة ومقتصرة بالوقت الذي دخل كثير من مناضليها السجون و خرجوا وكأن شيئا لم يحدث ،،،!!
لم تستطع هذه الأحزاب ان تأتلف بتحالف ولا بجبهة ، نتيجة عقلها واذا افترضنا تجربة التجمع الوطني الديمقراطي واعلان دمشق هما محطتان ،، فدور التجمع كان من الهشاشة بحيث يمكن القول ان مهمته كانت الحفاظ على الأسم وانتظار كوادره كي تخرج من المعتقلات وعند خروجهم كانت لحظة الحقيقة كي يتلاشى ويبقى على مستوى الهيكل ، حيث ظن بعض اطرافه أن استبدال التجمع بأعلان دمشق ينهي هذه التركة ، فكان الأعلان محطة واضحة لهشاشة هذه القوى ومدى القصور الذي اعتراها .
لهذا جاءت الثورة والحركة الوطنية هي ، بقايا أحزاب نخبوية ، بعيدة عن الشعب لا تمتلك حساسية المبادرة ، ولا دماء جديدة تخولها اللحاق بهذا الشعب الذي خرج يعتصر الزمن .
عوارض الأمراض بالمعارضة .
1 ـ الخطاب الغير منسجم ، بمعنى تحديد الهدف وهنا يجب الأنتصار لقضية الشعب بانتزاع الحرية والكرامة ،، وذلك من خلال الأنغماس بالنضال مباشرة ،، ولكن بعقل العارف والخبير بكل أساليب النظام وخبائثه ، كي نكون أولا موضع ثقة واحترام والتفاف من الشعب ، ثانيا ان نكون مدركين تماما اية نظام نواجه وماهي أساليبه الخبيثة والقميئة التي يمكن ممارستها لسحق الحراك ،،، كان علينا ان نحتمي بالشعب ونقوده ونطور نضاله .
كان علينا ان نتوقع ما الذي سيفرزه القمع مضاره ومحاسنه ، بمعنى كان علينا توقع حمل السلاح وكان علينا ان نؤطر السلاح ونحدد أهدافه ومضاره وسؤ استعماله ، والتدخل الحاسم لتوجيهه وتجنيبه الأنحراف .
كان علينا بناء قيادة حقيقية قادرة على قيادة الحراك وقادرة على الخطاب وقادرة على توزيع النيران بالمعنى السياسي ، بمعنى ان لا نسمح لكل الأمراض الذاتية والعقد الموروثة ،، ان تتفشى وتسود وتشتت خطابنا ورؤيتنا للهدف الأساس وهو اسقاط النظام وبناء الدولة الحديثة دولة المواطنة .
بسوريا بالتحديد يعرف الأخوة الأسلاميين ، وهنا نقصد الأخوان انه لايمكن لهم قيادة ثورة لو توفر للحركة الوطنية السورية فهم دقيق للواقع والمستقبل ،، وهذا لايعني الأقصاء ولا الأستفراد بل على العكس تماما ، وهو الأعتراف المتبادل وتحديد التخوم والدوائر وآلية مركزته وأتخاذ القرار ، وتوزيع الأدوار ، هذا واقع طبيعي فرط به العقل المعارض حيث فرط بصيغة كانت على الأهمية بمكان وهي الحديقة السورية للمعارضة الحديقة المنسقة وذات التربة الخصبة ومحاربة الأستفراد ، بمعنى الوهن لبعض الأفراد والقوى المحسوبة على العلمانية والديمقراطية والدخول لدائرة السياسة دون حساب وارتجال كما يحصل دائما ، بذريعة و مبرر انهم يجمعون الطيف السياسي والأجتماعي ، هذا المأزق الذي اصبح يرتكز على الأمتياز والمكاسب ، ويبتعد عن مستقبل الوطن ، حيث نحن نؤمن أن الأخوة الأسلاميين موجودون وهم شركاء ونريد لهذه الشراكة تنظيما وعقدا ومسارا .
لهذا فأن الحراك وافرازاته لن يكون غافلا عن كل هذا العقل وهذه الممارسة وهو يرصد حالة التشظي والفراغ بالحركة والقوى ، حيث تكثر الأنسحابات والأنشقاقات ، والتداعي لهيكلة وبناء تنظيمات وتجمعات ، إلا ان محاسبته ومحاكمته لكل هذه الأطر وخطابها وسلوكها ستكون بعد ان يهد معبد سندة الطغيان ويرحل نظام الأستبداد عندها سيعطي ولائه وصوته للذين وقفوا الى جانبه وناضلوا من اجله بل سيبني قواه الحديثة والديمقراطية مستفيدا من كل خيباتنا ، وفشلنا ،،!!
يراد لهذا الكلام على قساوته ان يقول ،، أنه من العبث ان يعتقد أي كان أنه قادر على ألغاء أي طرف ، وكلنا نسعى لبناء وطنا يجمعنا ويحمي حقوقنا ويأمن مستقبلنا بكرامة وحرية ، مستقبل تستطيع أجيالنا به ان تعيش تطوره وتنميته كي يوكن وطنا وتكون مواطنة ،، هذا هو الرهان ولأنه رهان واقع وتحد قائم علينا ان نتخلى عن كل هذه المواربات والحذلقة والأدعاء ،، نريد قيادة تتوافق على كيفية قيادة هذه المرحلة التي اصبحت حساسة ودقيقة ، من أجل الألمام والأحاطة ووضع تصور لحل كل مشاكلها وبناء أطرها ومؤسساتها ، ووضع العتبة الأولى في بناء الدولة فاسحين المجال لكل أبناء بلدنا بكل تجربتهم وخبرتهم ، ما عدا اللذين قاموا بسفك دماء شعبنا واسترخاص حياته ، حيث القضاء والقانون سيفصل بهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التجسس.. هل يقوض العلاقات الألمانية الصينية؟ | المسائية


.. دارمانان يؤكد من الرباط تعزيز تعاون فرنسا والمغرب في مكافحة




.. الجيش الأمريكي يُجري أول قتال جوي مباشر بين ذكاء اصطناعي وطي


.. تايلاند -تغرق- بالنفايات البلاستيكية الأجنبية.. هل ستبقى -سل




.. -أزمة الجوع- مستمرة في غزة.. مساعدات شحيحة ولا أمل في الأفق