الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسد ونبيل فياض والعلمانية الطائفية

عمر سعد الشيباني

2012 / 12 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


بعد أن شاهدت حلقة الاتجاه المعاكس التي كانت بين نبيل فياض الباحث السوري والمعارض حبيب صالح. تذكرت كتابات فياض المسعورة والتي وظفها الرجل لنقد الاسلام والمسلمين والعرب بشكل عام مثله مثل نضال نعيسة. واستثنى من نقده بعض الطوائف والاقليات الاسلامية وصب جام غضبه على الطائفة السنية وكل رموزها. وكل هذا الهجوم الطائفي والاصطفاف الطائفي مع النظام يجعل الفرد يطرح على نفسه سؤال: ماهي العلمانية التي يتكلم عنها نبيل فياض؟ أنا أعرف أن العلماني يقف حيادي من الدين ومن الطوائف ولا يعلو من شأن طائفة فوق اخرى، ويمجد رموز طائفة ويبخس رموز طائفة اخرى. أليست هذه هي علمانية الاسد ولفيفه القريب. هي علمانية عرجاء، طائفية في المضمون وفاجرة في الشكل. علمانية فياض مثل علمانية الاسد يتحالف مع حزب طائفي مثل حزب الله ويعجب بدولة طائفية مثل ايران. هذا هو الاسد. يتحالف مع الاقرب له طائفيا ويقتل ويغتصب الطائفة الكبرى في سوريا. لقد شوهوا العلمانية وشوهوا مفرداتها واصبح معنى العلمانية أن تمارس حقدك الطائفي ضد طائفة بعينها وتتاجر بالوطن ومفرداته تحت مسميات كبيرة وتتعامل مع الد اعداء الوطن تحت مفاهيم خرقاء. ألم تمارس وفاء سلطان ذات الشيء وتدعي العلمانية واللادينية. تعلو من شأن الدين الفلاني والزعيم الديني العلاني وتهاجم الاسلام السني بكل رموزه. اليست هذه طائفية مبطنة تتخفى تحت مسميات عصرية، لكنها في صميمها متخلفة وفاجرة. ألم يديق ناقوس الخطر عند ادونيس الذي يدعي العلمانية خوفا على نظام وجد نفسه في خندق واحد معه ضد الطائفة الاخرى.
أنها فعلا علمانية مريضة تقول أن هؤلاء الفئة من الناس مهما حاولوا أن يبدون متحضرين، يغلبهم شعورهم الطائفي الداخلي كي يتسيد مواقفهم كلها. الثورة السورية لن يضرها عدائية هؤلاء ولن ينفعها تعاطفهم، لكن هي مواقف تاريخية تسجل عليهم وعلى غيرهم. فالتاريخ لم يعد من صنع الاسد واجهزته الامنية، بل تصنعه أطفال وشعب سوريا بكل اعمارهم ضد هذا المغولي الحاقد.
ونرجع إلى حبيب صالح الرجل الذي رفض أن يصطف مع الاسد كما فعل الالاف بسبب التماثل الطائفي وغيره الكثير من العلويين الذين رفضوا أن يختزلهم الاسد وعصابته بمجرد انتماء إلى الطائفة. العلماني كما اراه هو من امثال جلال صادق العظم – رغم اختلافي مع افكار الرجل، الا انه يقف حيادي من الاديان والطوائف.
ونبيل فياض رجل مشبوه بعلاقته مع جهاز الامن السوري، فقد ذهب الى امريكا وقابل رجال من الكونغرس الامريكي مثل كمال اللبواني، فسجن اللبواني اكثر من اربع سنوات ولم يعكر صفو نبيل فياض. الحقد الطائفي من الاسد هو الذي اوصل البلد إلى الدمار.
واقول في النهاية، بأن من سيقرر مستقبل سوريا هم الذين يموتون من أجلها. وكل هؤلاء الذين يتفاخرون بأنهم من مثقفي الطائفة لن يغفر لهم التاريخ زلاتهم. تماما كما سجل التاريخ من قبل مواقف العلقمي والطوسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية على مستوطنين متطرفين في الضفة الغربية


.. إسرائيلي يستفز أنصار فلسطين لتسهيل اعتقالهم في أمريكا




.. الشرطة الأمريكية تواصل التحقيق بعد إضرام رجل النار بنفسه أما


.. الرد الإيراني يتصدر اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية




.. الضربات بين إيران وإسرائيل أعادت الود المفقود بين بايدن ونتن