الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
القرب المكاني للموقع الجغرافي وبعد الزماني للقرار السياسي الأردني
خالد عياصرة
2012 / 12 / 24مواضيع وابحاث سياسية
خالد عياصرة – خاص
الموقع الجغرافي لأي دولة هو العنصر الأهم في بناء شخصيتها السياسية الخارجية والداخلية. فمنه تبنى قرارات.
فالجغرافيا تهتم بدراسة طبيعة العلاقة بين الإنسان والبيئة، ومدى تأثر كلا منهما بالأخر( ثابت )، في حين تهتم السياسة بعلاقة الدول فيما بينها ( متغير ).
الجغرافيا السياسية تعتمد على تحليل المكاني للسياسات الدولة الخارجية وانعكاساتها على سياساتها الداخلية.
أردنيا: يعد الموقع غاية في الخطورة، فمجرد نظرة واحدة على الخارطة يجده حاجزا بين دول المنطقة، ونقطة فصل بين الكيان الصهيواسرائيلي ومنابع النفط من جهة، وبين مناطق الكثافة السكانية والوفرة المالية من جهة أخرى، اضافة إلى كونه يتوسط ويفصل بين مدارس الفكر الوهابي والبعثي والقومي والاشتراكي والاسلامي بأنواعه.
هذا البعد الوظيفي حدد طبيعة القرار "المؤجر" كما حدد الدور الأردني السياسي، ليسهم بشكل أو بأخر في توتير اجواء العلاقات الاردنية مع جيرانه، نتيجة القلق والاضطراب المتزايد والريبة والشك التي تحيط بالدولة.
يقودنا هذا إلى أن فهم الظروف السياسية الحالية ودوافعها، يرتبط ارتباطا مباشرا بفهم الظروف الجغرافية، فكلاهما مكملا للأخر.
من يدقق بطبيعة القرار من الخارج يعي طبيعة الوظيفة الخطرة التي يقوم بها الموقع في الداخل، لصالح غيره طبعا لا لصالحه، والتي لا يمكن التخلي عنها بأي حال من الاحوال، بسبب أهميتها.
تجدر الإشارة أننا عندما نقول بالوظيفة لا نعني تلك التي يقوم بها النظام، بل تلك المتعلقة بالموقع الجغرافي، باعتباره حدا فاصلا بين المشاكل التاريخية.
هذا قاد إلى اعتبار النظام انطلاقا من أهمية موقع الدولة جزء متقدما من مخططات " الغرب " لذا كلف بـ" إدارة " للمنطقة، مع عدم الاعتراف به كدولة من قبل الغرب !
الموقع الخطر مع وجود إدارة بمثل الصفات حال دون استغلال الامثل له، لذا كان دائم التبعية، فاسقطت عناصر القوة الكامنة التي منحها الله للبلد، لمصلحة البلد وشعبها .
ليس هذا فقط، بل ولإسقاط اهمية الموقع الجغرافي تم الترويج عبر العالم أن الأردن بلد يفتقر لأسباب الحياة والاستمرارية كما يفتقد للموارد، مع أن الحقيقة غير ذلك.
الاسقاط هذا دُعم بسياسات عدم استغلال الموارد، لتأكيد الاكاذيب لتضمن له البقاء في بعض الاحيان، وفي احيان اخرى إنكار وجودها، لكنه في عين الوقت سمح بسرقتها، للإبقاء على فكرة الحاجة الدائمة للدعم الخارجي.
ماذا لو تم استغلال الموقع الجغرافي للأردن ؟
لكن ماذا لو تم استغلال الموقع الجغرافي للأردن، استغلال العامل المكاني في معادلة إنتاج عوامل القوة باتجاه الدولة السعودية وحدودها مثلا، كان سيسهم في إعادة نظرها لأهميته الموقع والاستراتيجية.
ولو تم استغلال هذه الميزة باتجاه اسرائيل، بحيث تركت الحدود تحت رحمة منظمات المقاومة لتحولت أيام اسرائيل إلى كوابيس لا نهاية لها.
هذا يعطي البلد أفضلية لا تجعله يتكل على المنح والمساعدات المبنية على القرارات السياسية والبرامج الدولية التي تسلبها - الإدارة – هيبتها وأهميتها، وتعسكرها لحساب غيرها رغما عنها.
هذه الوظيفة لم تأت وليدة اللحظة، بل نتيجة سذاجة قياداته ورمادية قرارته السياسية المبني على سياسة الرضا بالأمر الواقع القادم من الخارج، التي وجدت من يتبناها ويدعمها من فاسدين وعصابات في الداخل بما يحقق مصالح كلا الطرفين، لا مصالح الدولة العليا.
لكنها لم تلتفت يوما إلى بناء موقفها السياسي انطلاقا من موقعها الجيوسياسي وأهميته التاريخية ودورة المرتبط بالجذور قبل الاغصان.
إلى متى سيبقى التفريط بأهمية بموقع الأردن الاستراتيجي، ومن المستفيد من الوظيفة الإدارية، خصوصا في ظل الفترة الحرجة من عمر المنطقة، التي باتت تقترب من الانفجار العظيم.
خالد عياصرة
[email protected]
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فرنسا.. عمل أقل، حياة أفضل؟ • فرانس 24 / FRANCE 24
.. جنوب لبنان جبهة -إسناد- لغزة : انقسام حاد حول حصرية قرار الح
.. شعلتا أولمبياد باريس والدورة البارالمبية ستنقلان بصندوقين من
.. رغم وجود ملايين الجياع ... مليار وجبة يوميا أُهدرت عام 2022
.. القضاء على حماس واستعادة المحتجزين.. هل تحقق إسرائيل هدفيها