الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غبائنا القديم

وليد فاروق

2012 / 12 / 27
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يبدوا أننا كبشر حقاً أغبياء!!

إن كنا ليس فعلا بهذا الغباء، فلماذا إذن ننقاد وننساق ونضل هكذا؟ لماذا نجهل ونقسو ونظلم هكذا؟ ثم نعترف بيننا وبين أنفسنا أن معظم قرارات حياتنا "حتى القرارات الشخصية" كانت خاطئة .. لكننا مازلنا مصرّين أننا أعلم العالمين بكل الأمور.

لماذا لم يشفع الدين في تقويم حياتنا؟ ذلك الدين المغلوب على أمره.. الذي لخصناه في بضع حركات وكلمات وتيمات، لماذا نتحدث في الدين بتلك الثقة المطلقة بأننا نعلم مقدرات الأمور؟

لماذا لا نعترف بأي خطأ ارتكبناه؟ هل نظن أننا معصومون من الأخطاء؟ لا يوجد بشر لا يخطئ حتى الأنبياء أخطئوا. لكنهم لم يظلموا الإنسانية بأخطائهم.. لم يتحدثوا بما ليس لهم به علم ولم يفتروا على الله كذباً ويتحدثون باسمه مغرورين بالنبوّة يتباهون بها على أقوامهم.

كان الأنبياء فقط كلمة .. كلمة الله الثابتة عبر الأزمان والتي لا تتغير.. كانوا كلمة واحدة تقال ولو كانت مستضعفة.. كانوا كلمة رافضة لأي عنف وتكبر وكراهية وظلام عقول... كانت كلمة الرحمة فقط من الإله الخالق .. الإله الذي تناسيناه في غمرة كل شيء وهو ناظر إلينا من كافة الزوايا.. هو ناظر إلينا يراقب من السماء ظلمنا وجحودنا وكفرنا بجميع الأنعم والعلامات الصادقة ويرصد استعلائنا وجبروتنا على هذا الكوكب البائس .. لكن أكثر ما يؤلم التجربة البشرية على الأرض.. أنها استخدمت أرقى وأنبل وأجمل الأشياء ألا وهو الدين، وحولته إلى شيء مليء بالكراهية تراق باسمه الدماء في شتى بقاع الأرض ثم يدعون أن الله يأمر بهذا.. نحن كبشر مجرمون بالفطرة.. بأمارة ابني أدم قابيل وهابيل اللذان لم يصبرا وهما الأوحد على وجه الكوكب بأن يقتل احدهما الأخر.. نحن أشقياء دائماً لذلك لن يدخل الجنة أحداً بعمله أبدا.. أبدا..

كل منكم حر في الإيمان بما يعتقده.. لكن رجاء.. لا تمزجوا الله بغباء الفكر المحدود.. لا تخلطوا اسم الله في الألاعيب والتكبر والتعالي والاستخدامات الشخصية.. فما أقبح وأضل أن نستغل أقدس وأعظم الأشياء في تحقيق أي شيء أخر..

ليتنا نفيق من كبريائنا ونعترف أمام أنفسنا بأخطائنا وجهالتنا وغبائنا البشري القديم... فليس من الممكن معالجة اي مشكلة دون معرفه أسبابها أولاً..
فلنراجع دساتيرنا السماوية التي نسيناها تحت أكوام التراب.. فربما ندرك كم ضللنا وبعدنا عن الشاطئ مجدفين في الظلام.. وكل نفس هي أدرى بنفسها....

ودمتم
وليد فاروق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل


.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت




.. #shorts - Baqarah-53


.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن




.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص