الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرة أخرى - سمفونيا المرجعية - تعزف على جروح الشعب

عادل امين

2012 / 12 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مرة أخرى " سمفونيا المرجعية " تعزف على جروح الشعب


ليست هي المرة الأولى ولا هي نهاية الأمر كما يبدو فقد عادت " مرجعية السيستاني في العراق "
ومن يلوذ بعبائتها المتعاونين في " أدارة الشعب الروحية " ( إن جاز لنا التعبير ) كالشيخ البشير
الباكستاني - والشيخ الفياض الأفغاني - والسيد محمد سعيد الحكيم - ذو الأصول الفارسية .....
للمتاجرة بجروح الشعب العراقي والأستهانة به وبمطالبه وبتطلعاته في العيش الرغيد .... في بلد
طالما عصفت به العواصف وألمت به الجروح - جروح وآلام لازال ينأى تحت وطئتها وأثقالها -
عادت مرجعية السيستاني مرة أخرى لتعزف من جديد - سمفونيتها القديمة - على جروح الشعب
العراقي البائس - : بضرورة أنتخاب الساسة أنفسهم وإن كانوا مفسدين بدعوى وذريعة - حماية
المذهب - فرغم ما بان وأتضح للشعب العراقي بشكل خاص وللعالم الآخر بصورة عامة ......
فشل النظام الأسلامي الشيعي في العراق الذي يقوده - حزب الدعوة الحاكم والذي المفروض
وفي أقل التقديرات وهو ما يجدر به التنحي عن الحكم بعد أن أخذ فرصته في تجربته القيادية
والأدارية بشؤون العراق - الأمر الذي يعد من أبسط مقومات الديمقراطية المزعومة في البلاد

رغم أن قيادة البلد وأدارته لا تعتمد في أساسياتها ومرتكزاتها على قوانين أو دوافع أثنية أو دينية
بحد ذاتها - طالما كان النظام القائم للدولة يعتمد النيابة الممثلة لكل طوائف وأثنيات مجتمعها
الراعية لمتطلبات الشعب والمطالبة بحقوقه من خلال مجلس النواب وقبة البرلمان ضمن برنامج
تشكيلة الحكومة في المقاعد البرلمانية الذي يجمع تحت قبته كل المكونات النيابية لشرائح
المجتمع ضمن قانون دولي أقر دستورياً لتسير في أطاره البلاد ....
فكما في الحملة الفتوائية الأولى التي حشدتها المؤسسة الدينية في العراق المتمثلة - بمراجع الدين
الأربعة - التي أوجبت على الشعب وألزمته أن ينتخب القائمة ( 555 ) فقد أوجب أحدهم معتبراً
أن التصويت على هذه القائمة - أوجب من الصوم والصلاة - وأوجب الآخر معتبراً أن من لا
يصوت وينتخب - تحرم عليه زوجته - وأوجب الآخر - أن على المريض ولو كان على فراش
الموت وغرغرته - أن يصوت وينتخب - وغيرها الكثير من الوجوبات التي ما أنزل الله بها
من سلطان ضمن حملة ونشاط وتعبئة مكثفة - يضاف لها الأموال الطائلة التي بذلتها المؤسسة
الدينية بالتعاون مع ممثليها من الرموز السياسية في بذل العطايا والمكرمات المصلحية على
المستفيدين والمنتفعين من مؤيدي تلك القوائم ومريديها .... من صوبات وبطانيات وأموال
وأموال طائلة لشراء ذمة من لا ذمة له .

وما أن أنتهت تلك الفترة التي ثبت للشعب العراقي والأمة الأسلامية والعالم الآخر فشل الساسة
في أدارة الدولة وما ترشح عن حكمها من مفاسد ومظالم لحقت بالشعب العراقي - بدأً من النهب
والسلب والسرقات والتلاعب بمقدرات البلاد وموارده وثرواته وتصديرها وبيعها الى دول عالمية
وأقليمية وتأسيس وزرع البغظاء والشحناء بين مكونات الشعب العراقي الواحد وطائفية خبيثة
مقيتة قد أتت أكلها في البلاد - فأحرقت الأخضر واليابس - من قتل وتقتيل وتعذيب وتهجير وسفك
الدماء البريئة ..... الخ - فضلاً عن معانات البلاد وتراجعها في المستويات الخدمية والصناعية
وتفشي الفساد الأداري والأخلاقي وأنتشار البطالة بشكل كبير وبصورة ملحوظة - يضاف لهذا
تردي الأوضاع المعيشية والصحية في البلاد ..... الشعب العراقي هو الوحيد المتضرر منها
حتى عادت نفس المؤسسة لتعزف نفس السمفونيا القديمة لتتراقص على آلام وجروح الشعب المظلوم
فقامت بتحشيد كل طاقاتها - المادية والمعنوية والروحية - وتسخير ترسانتها المؤسساتية الأعلامية
وتعبئة أجندتها فقامت بما لم تقم به أي جهة أخرى اكثر مكراً وخديعة - فقد قامت بتعطيل حوزاتها
العلمية لأكثر من اسبوعين - وتجنيد كل وكلائها وممثليها ومعتمديها في المحافظات والاقضية
ونشرتهم في القرى والأرياف العراقية - بل بثتهم بكل قصبة من قصبات العراق في دعوة الناس
وتحشيدهم لأعادة أنتخاب نفس الوجوه الكالحة ونفس المتسلطين ونفس المتنفذين ونفس الفاشلين
الفسدة ... حتى صرح بشير الباكستاني أحد أقطاب المؤسسة الدينية بهذا الفيديو ::
أنه أتفق هو وباقي المراجع المذكورين في دعوة الناس لأنتخاب القوائم الكبيرة :
http://youtu.be/aAsglt5Il3s
والذي يحرض فيه على ضورة انتزاع الكراسي من الأخوة السنة في دعوة شعوبية طائفية مقيتة
ضارباً بذلك كل - القيم والاعراف والنواميس السماوية والعقلية والأخلاقية وحتى القوانين الوضعية -
في حرية الناس والأمة في الأختيار - الأمر الذي يعبر بشكل أو بآخر عن أنتمائهم وخضوعهم
وعملهم ضمن أجندة ودوافع عملائية خارجية وأقليمية لا تريد الخير للعراق ولا لشعب العراق
بل أن الواضح هو محاولة تلك الأجندة لجعل وتحويل العراق خاضعاً لولايتها ووصايتها وتحت
يدها

وهاهي الآن تعود المؤسسة الدينية بكل ثقل ترسانتها - فبدئت تعمل بشكل مخادع مسوف ومزور
يتلائم مع صورتها القبيحة التي وعى بعض الناس وعرفوا : شكلها الحقيقي الذي لم يعبر لحد الآن
عما هو ديني وأصيل في رسالتها وواجباتها نحو المجتمع الأسلامي بل ثبت لهم أنها الممثل الحقيقي
لأئمة الظلالة الذين بسببهم دمر العراق وشعب العراق - ولا خلاص إلا بتنحيتهم وطردهم ونفيهم
خارج العراق - ليعود العراق يديره أهله وعرفائه الأمناء الأصلاء العرب الحقيقيين وليس الأجانب
والمستعربين
فهاهي المؤسسة الدينية تعود من جديد وبثوب جديد وهي تستغل مراسم الشهر الحرام شعائره وطقوسه
مستغلة أربعينية الحسين - عليه السلام - وزيارته - ليس الأستغلال والأستفادة المعنوية والتربوية كما
يتبادر الى الذهن أو كما هو مفروض على الأمة تعاطيه في هذه الأيام الحزينة المؤلمة على المجتمعات
الأسلامية عبر الأستلهام والأستيعاب من خروج الحسين - عليه السلام - وثورته وتضحيته الجسيمة
التي قال مخاطباً الناس من اجل رسم وتوضيح الخطوط وترسيخ المنهاج الحقيقي للمباديء الأسلامية
الأصيلة ::
(( ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا ظالماً ولا مفسداً .... ولكن خرجت لطلب الأصلاح في أمة جدي رسول
الله - صلى الله تعالى عليه وآله وسلم - أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر .............................. ))
عادت المؤسسة الدينية في العراق لأستغلال هذه المناسبة ليس لدراسة وأستلهام وأخذ العظة والعبر من
تلك المعاني السامية وأهدافها والأستفادة منها في أطر التوعية الدينية أو الأجتماعية أو الأخلاقية أو حتى
السياسية ... بل أستغلتها على نحو أنتهازي غاية في المكر والدهاء ... فقد بثت أبواقها من قراء المنابر
وشيوخها ومعمميها وأرسلتهم ليس لقصبات العراق فحسب !! بل أرسلتهم لزيارة - المواكب الحسينية
التي تمتد من البصرة جنوباً ... وأنتهاءً بمدينة كربلاء - ضمن حالة أنذار وأستنفار قصوى أعتمدتها
- مؤسسة مراجع الدين الأربعة في مدينة النجف الأشرف - لتحشيد الناس وتعبئتهم عبر طرح ما يتناغم
مع روح ومشاعر الشيعة ودغدغة عواطفهم بما يعبر عن حزنهم لما جرى على الحسين - عليه السلام -
ومصيبته وتحفيزهم بنحو عصبي جاهلي ورسم صورة في أذهانهم بضرورة التصويت وأعادة أنتخاب
الحكومة الشيعية حتى لو كانوا مفسدين وهو الأمر الذي عبر عنه أحد ابواق المؤسسة الدينية عبر أحدى
الفضائيات المدعو صلاح الطفيلي :: ( انتخبوا الحرامي والسارق نصرة للمذهب )
http://youtu.be/uGgY_lpY7sw
أو ما عبر عنه المدعو جعفر الأبراهيمي وهو يحرض العراقيين على ضرورة أنتخاب الحكومة حتى مع
فشل أدارتها بأحتواء مياه الأمطار التي هي إن عبرت ! فهي تعبر عن اصدق صورة رسمتها وبينتها
الطبيعة لفشل الحكومة العراقية الذريع في السيطرة على المياه ... الذي يقول بأحد الفيديوات والذي لم أستطع
الحصول عليه ::
(( هنة نكطة نكطتين أتحملوهة .. أهم شي الحكومة شيعية )
ما أن قربت الأنتخابات وما أن بدأ العد التنازلي لقبول المرشحين في أنتخابات المجالس النيابية حتى أعادت
المؤسسة الدينية في النجف للمراجع الأربعة : العزف على سمفونيا " جروح الشعب وآلامه " .
وهذا فيديو يعبر عن لسان حال العراقيين الذين عزوا أسباب الشقاء والظلم والحيف والفقر والعوز الذي
لحق بهم هو المؤسسة الدينية ::








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فاقد الشيء لا يعطيه !!!
سمير آل طوق البحراني ( 2012 / 12 / 29 - 12:09 )
عندما نقرأ ـ نحن الشيعة ـ تاريخ الخلافة الاسلامية يصيبنا الاندهش ونتشاءل لماذا لم يبايع مسلمو ذاك الزمان اهل البيت مع علمهم انهم عدول ويبايعو زيدا مه علمهم انه فاسق فالجواب هو ما يتحذه فقهاء الشيعة من ان ما قاموا به المسلمين الاوائل هو انتصارا للمذهب الذي يؤمنون به وهو لا غضاضة من مبايعة الفاسق اذا كان من نفس المذهب. فلمذا اذا التذمر والخروج في مسيرات مليونية استنكارا لقتل الحسين واصحابه؟.هل ان الفاسق جدير بالامارة وان كان شيعيا؟؟.اليست العدالة مطلوبة في من يتصدى للحكم او الفتوى؟؟. الم يرد حديث ما معناه : كافر عادل خير من مؤمن ظالم!!. لا خير يرجى للعراق الا بابعاد الاسلام السياسي عن ادارة البلاد واتخاذ العلمانية منهجا للحكم.
رحل دكتاتور باسم البعث وجاء دكتاتور باسم الله ودكتاتوربة اللاحق اسوا من دكتاورية السابق لان الاول يتكلم باسم ميشيل عفلق ـ وهي قابلة للطعن ـ اما دكتاتورية االلاحق فهو يتكلم باسم الله واي طعن لها هو مروق من الدين.ونقول:
ااودعت عقد جماني عند من جهلوا *** فضيعوا في ظلام الليل موقعه
فلم ازل لائما نفسي اعاتبها *** من باع درا على فحام ضيعه
شروى السراج الذي في دار عميان


2 - سمير آل طوق البحراني
عادل امين ( 2012 / 12 / 29 - 18:25 )
لابأس اخي أن أتخذت العلمانية للحكم كخيار من مجموعة خيارات بديلة من اجل أنقاذ البلاد
مما آلت أليه الأمور أو مما قد ينتظرها من مساويء وسفال - أو حتى حكماً فردياً لابأس طالما هو يصب في مصلحة الشعب مع إن هذا سيكون أهون الشرين - وفي كل الضروف فهي أهون مما سيرت له البلاد الآن : فهي تخطو خطوات حثيثة نحو الشعوبية تحت لواء خراساني شرقي من اجل بسط اليد والسيطرة والنفوذ على العراق _ ولا أظن اخي الكريم أن العلة سببها الأسلام ببساطة - لأنهم ليسوا في خدمة الأسلام ... بل أنهم جندوا الأسلام في خدمتهم - كما لايخفاك استاذي : أن عدم مبايعة الناس لأهل البيت ( عليهم السلام ) هم وعاض السلاطين الموجودين في كل زمان ومكان .
هذا وتقبل احترامي

اخر الافلام

.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص


.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح




.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة


.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س