الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخطاب الدولاتى بين قداسة الأمة ووطننة التاريخ والمجتمع العصبوى:

عُقبة فالح طه

2012 / 12 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


الخطاب الدولاتى بين قداسة الأمة ووطننة التاريخ والمجتمع العصبوى:

إنّ القوة الشرعية للدولة هي ما يؤسس لها مشروعيتها، ولكن رغم قصر زمن الدولة الحديثة، فإنه يجب ألا يؤخذ هذا التعليل الزمني إلى تأسيس خطاب دولة تبريري يلتمس الأعذار الواهية لتخلف الدولة عن أداء وظائفها أو لتمسكها بمضمون سياسي معاد للحداثة والتقدم، فيما الأمة مفهوم شامل قادر على أن يتحمل في مضامينه كل المكونات الأساسية للدولة بالمفهوم المعاصر، ولقد أختفى خطاب الدولة الحديثة في العديد من الدول العربية بعد الاستقلال وأحل محله نموذج التوسط والعلاقة بين الشيخ والمريد في مركز الحياة الدينية والسياسية، كما أن تراجعا كبيرا في سيادة الدولة القومية وسلطتها حديثا جعلت بعض الكتاب يقولون بفكرة تلاشي الدولة وخطابها بفعل العولمة، وتحت شعار قداسة الأمة خيضت المعارك الكبرى، مرة من أجل الديمقراطية ومرة أدت إلى الحمية القومية التي غذت الانحرافات التي تتميز برهاب الأجانب، ولما كان الوطن العربي مجزءا إلى ولايات وأقطار، فقد كانت مهمة الفكرة القومية مهمة مضاعفة وثلاثية الأبعاد: نشر الوعي بوحدة الوطن، وبضرورة توحيد الأمة، وإقامة دولة الوحدة التي تتطابق معها، فيما يرى راشد الغنوشي أن مفهوم الأمة لا يجب أن يقوم على أساس العقيدة في دولة الإسلام، بل يدخل معه أبناء العقائد الأخرى في أمة سياسية واحدة ، أما ماركس فيرى أنه في آخر مراحل الفكر الشيوعي يجب اختفاء الدولة وعدم الحاجة إليها في ضوء الوعي الإنساني الذي يكون قد بلغ ذروته من التنظيم والمسؤولية وفيما يعني الاستقلال أن الأمة الجديدة تتمتع بدولة تخصها، ويستطيع قادتها بفضل هذه الدولة أن يفرضوا إرادتهم على كل السكان الذين يحيون على الأرض التي يسيطر عليها هؤلاء القادة. ومن أجل تشكيل هوية قومية أو وطنية لا بد من صياغة رؤية تاريخية تميز الشعب عن الشعوب الأخرى، وهنا يبرز دور النخب السياسية والدولة الحديثة فالفرنسيون يدعون أنهم أحفاد (الغولوا) وما ادعاه هتلر من أنه حفيد (الرايخ) وما يعتز به الفلسطينيين من كونهم كنعانيين، وما يفعله الصهاينة باختراع هوية قومية وهذه الرؤية تتخذ طابعا اسطوريا مزعوما، أما المجتمع العصبوى فهو المجتمع الذي يعاني من عسر حاد في الاندماج بين جماعاته، على النحو الذي يتضاءل فيه الاعتصاب لعلاقات غير عامة إلى حدود الزوال والانمحاء، أي إلى حيث تقوم علاقات الانتماء والولاء للكيان والدولة مقام أي علاقة أو ولاء فرعيين، كما أن وجود المجتمع العصبوي قد يكون ناتجا عن عجز الدولة في توليد ديناميات توحيد وتجانس في النسيج الاجتماعي، لكن المجتمع متعدد التكوين لا يصبح عصبويا لمجرد ازدحامه بجماعات اجتماعية فرعية (دون وطنية) تعرف نفسها كوحدات مختلفة عن غيرها بالدين أو المذهب أو الإثنية أو روابط القرابة، بل حينما تتحول هذه الجماعات إلى كيانات ذات طبيعة مؤسسية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي