الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما هو مكون المشهد السياسي الفلسطيني عام 2013م؟ وما هو الموقف الوطني منه؟

خالد عبد القادر احمد

2013 / 1 / 2
القضية الفلسطينية


هذا هو السؤال الذي يجب على الفلسطيني ان يطرحه على نفسه ويجيب عليه في مطلع العام الجديد, حيث تنازع نهاية العام الماضي الانجازان الوطنيان, اعتراف الجمعية العامة للامم المتحدة, بفلسطين دولة غير عضو, وصمود المقاومة الفلسطينية في غزة في مواجهة العدوان العسكري الصهيوني, وحيث ان لكل منهما قيمته ووزنه الجيوسياسي الخاص, مما دفع الاجندات الاقليمية والعالمية الى التعامل مع هذين الانجازين من منطلق التوظيف, الذي يسهل له الامر وجود حالة الانقسام الفلسطينية ووجود نفس الحسابات الفصائلية الفئوية, ولكن....
رغم ما لانتصار غزة العسكري من وزن وقيمة سياسية, الا انه لا يمكن الا الاقرار ان وزنه السياسي اكتسب قيمة مضاعفة كونه جاء في سياق مسار توجه قيادة الشرعية الفلسطينية لنيل انجازها الديبوماسي وهو اعتراف الجمعية العامة بفلسطين دولة مراقب غير عضو في الهيئة الدولية, الامر الذي دفع بالولايات المتحدة الامريكية والتي كانت على يقين من نجاح مسعى القيادة الشرعية الفلسطينية, وفي شخص وزيرة الخارجية للاشراف المباشر على تحقيق وقف اطلاق نار فلسطيني صهيوني, رفع نسبيا عن حركة حماس وصف الارهاب كما رفع من مستوى اعتراف الولايات المتحدة والكيان الصهيوني بوجود كيانية سياسية مستقلة لقطاع غزة عن الضفة الغربية, وتلقفه ووسع توظيفه المحور التركي القطري المصري, مما اعاد توجيه راس حربة الانتصار العسكري ليطعن صدر الشرعية الفلسطينية, وهو ما لم تنتبه له للاسف قيادة حركة حماس التي لم ترى في انجازها العسكري الا ما يمكنها من اعادة صياغة اتجاه المصالحة السياسية الفلسطينية, وشروطها, حتى لو على جثة قرار اعتراف الشرعية الدولية بفلسطين دولة, دون ان تنتبه الى ان وزيرة الخارجية الامريكية اعادت تشغيل نفس قرص لعبة السفيرة الامريكية مع الرئيس الراحل صدام حسين حين شجعته على غزو الكويت ومن ثم وظفت هذا الخطأ ضد العراق الذي لا يزال الى الان يعاني من نتائجه المدمرة, وها هو انجاز قطاع غزة العسكري والذي انجزته كل الفصائل ودفع ثمنه تضحيات شعب القطاع, يصبح:
1- انجازا فئويا خاصا بحركة حماس, يجري استخدامه من اجل اضعاف الشرعية الفلسطينية واجهاض الاعتراف الدولي بفلسطين كدولة, الامر الذي حول الانجاز من عامل مساعد على التصالح السياسي الى عامل معيق لهذه العملية
2- وعوضا عن ان يشكل الانجاز العسكري لقطاع غزة خط امامي يدافع عن استقلالية المصالح الوطنية الفلسطينية, بات للاسف مدخلا ولجت منه الاجندات الاقليمية والعالمية للعبث بالعلاقات الداخلية الفلسطينية , يتصدر هذه الاجندات الاجندة السياسية لقوى الاسلام السياسي ذات التفاهمات الخاصة مع الولايات المتحدةالامريكية, والتي تتمحور حول وضع حركة حماس في صورة الطرف الفلسطيني الرئيسي القادر على التراجع عن مقولة حل الدولتين لصالح مقولة الدولة ذات الحدود المؤقتة, وهي المقولة السياسية الراهنة المؤطرة للتفاهم بين ادارة نتنياهو الصهيونية و ادارة اوباما الامريكية, ومحتوى عملية التصالح السياسي بين الادارتين, اي ان حركة حماس تقدم تنازلات الاستقلال والسيادة من المصلحة الوطنية الفلسطينية لحساب فاتورة التصالح الصهيوني الامريكي, وبذلك جسرت الطريق الى علاقة خاصة بها مع الولايات المتحدة الامريكية
3- ان هذه الحسابات الفئوية الحمساوية دفعت الى الخلف اصوات التصالح السياسي الفلسطينية والى الصدارة الاصوات الحمساوية المعارضة لها, واستبدلت التصالح السياسي الفلسطيني برفع مستوى التفاهم السياسي مع بديله الصهيوني والذي كان قبل ذلك محدودا بتفاهمات امنية فحسب
لكن ما لا تدركه قيادة حركة حماس, خصوصا الرموز التي جرى تجميعها من عدة اقطار من قبل, في عهد الملك حسين ملك المملكة الاردنية الهاشمية, وفي مقدمتهم السيد ابو مرزوق الذي يعلن استعداده لتسلم مؤسسة السلطة الفلسطينية تحت ظل الاحتلال الصهيوني وسياساته المعلنة, هو ان حركة حماس وللاسف تبدي مستوى كبير من الطفولة السياسية, في المجالات التالية
1- ان الانجاز العسكري يبقى ثانوي الاهمية ازاء القوة الجيوسياسية للانجاز الديبلوماسي, وعليهم في قيادة حماس تذكر ان سنوات من الانشقاق وادعاء المقاومة الوطنية. لم يستطع ضرب ولا انهاك الشرعية الفلسطينية, علما انه عمل جاهدا على ابتزازها بوضع العراقيل في مسارها
2- ان كافة اشكال الحصار الراهنة المضروبة حول الشرعية الفلسطينية لن تسقط حقيقة القوة الجيوسياسية التي امتلكتها هذه الشرعية الفلسطينية بنيلها الاعتراف العالمي بفلسطين دولة, وان على كافة الاجندات الاقليمية والعالمية الاقرار بهذه الحقيقة والخضوع لها, وخصوصا الولايات المتحدة الامريكية, ومن الصحيح ان هذا الحصار سيعيق مؤقتا قدرة القيادة على زيادة حجم ووزن وهامش الرسمية السياسية للشرعية الفلسطينية كدولة في المنظور العالمي, واستبدال صورة الشعب والمنظمة وتنازع الارض الى الصورة القومية المستقلة والدولة والوطن المحتل, غير ان ذلك لن يمنع ملاحظة ان جدار المعارضة الاقليمي بدأ في التهاوي, فزيارة نبيل العربي امين عام الجامعة العربية , ورغم المساومات التي تحملها وتهدف الى ان تجمد القيادة الفلسطينية العمل بمخرجات الاعتراف العالمي بفلسطين دولة, الا انها تبقى بذاتها خرقا لجدار المعارضة هذا
3- ان على قيادة حماس ان تدرك ان ادارة اوباما والكونغرس الامريكي, جرد نفسه من اوراق الضغط على القيادة الفلسطينية, ولذلك هو يشدد ضغوطه على ادواته الاقليمية لتزيد من ضغوطها ( خاصة المالية ) على القيادة الفلسطينية, غير ان هذه الاطراف نفسها هي عرضة للعقاب الفلسطيني, فعلى قيادة حماس ان تدرك ان القيادة الفلسطينية لا تزال الى الان لم تستخدم الا ادنى مقدرات قوتها الجيوسياسية, وتلميحا لما يمكن لها ان تفعله يمكن ان يصدر عن القيادة تصريح سياسي عن نية دولة فلسطين وانسجاما مع ترقي صيغة تمثيلها السياسي الفلسطيني ان تبدأ مراجعة الاتفاقات التي عقدتها اطراف ثالثة مع الكيان الصهيوني وهي اتفاقات تمت بمعزل من المشاركة الفلسطينية رغم انها وثيقة الصلة بها, لينفتح بذلك باب جهنم على ادوات وخدم الولايات المتحدة في المنطقة

لقد اشرنا من قبل الى ان الفلسطينيون يجمعون على المبادرة والانجاز الوطني الفلسطيني, حتى لو اختلفوا وتفرقوا على الاطراف الفلسطينية, وهذه هي عادة الشعوب في معاقبة قواها السياسية, فهل تصل هذه الحكمة لعقلانية حركة حماس, نرجوا ذلك فحركة حماس هي بذاتها على مسار الفرز وعلى درب التمييز بين الوطني والاممي شاءت الاقرار بذلك ام ابت,
اننا نقف بكل وضوح الى جانب الاعتراف العالمي بدولة فلسطين, باعتباره بندقيتنا السياسية في المرحلة القادمة, وايضا وبكل وضوح لجانب البندقية العسكرية طالما لم تكن اساسا للرؤية السياسية بل انعاكسا لتوجهات برنامجية وطنية, لا طائفية, فمرحبا بالعام الجديد ولشعبنا الحرية و الاستقلال والسيادة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان


.. أثناء زيارته لـ-غازي عنتاب-.. استقبال رئيس ألمانيا بأعلام فل




.. تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254