الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رئيس اتحاد البرلمانيين العراقيين (منتصر الإمارة) في حديث بلا رتوش

عادل علي عبيد

2013 / 1 / 5
مقابلات و حوارات


رئيس اتحاد البرلمانيين العراقيين (منتصر الإمارة) في حديث بلا رتوش
حاوره : صادق جعفر العلي

السياسي يكسب الجماهير بطريقتين أما بانجازه او بسوء إدارة خصمه
اعتقد أن الأحزاب التي تحكم العراق وبلا استثناء لا تستطيع أن تقود ركب العملية السياسية وقد أضرت بالبصرة
البصرة تنجب قادة ولكن القرار ليس بيد أهل البصرة
لا يمكن للبصرة أن تتطور طالما بقيت تحت سيطرة الأحزاب
نتمنى على السيد محافظ البصرة أن يختار فريق عمل مؤهل قادر يليق بالبصرة ولا يتعكز على أفراد لا يمتلكون أهلية

اعترف انني ولفترة خلت عملت معه مصادفة التقيته وهو في زيارة خص بها السيد صبيح الهاشمي رئيس اتحاد رجال الأعمال في البصرة استوقفته مستأذنا إجراء لقاء سريع معه ، إلا ان اللقاء امتد ليشمل قضايا كنت بحاجة لان اعرفها من ذات ضيف صفحتنا الأستاذ المهندس والنائب السابق منتصر الإمارة .
* في البدء بودنا أن نتعرف على نبذة من تاريخك السياسي ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
لم يكن في يوم من الأيام في ذهني أن أكون سياسيا ، كانت كل أمنيتي أن اعمل كمهندس ، وفعلا ، عملت في شركة نفط الجنوب ، كما عملت في أوقات أخرى بأخذ مقاولات بسيطة ، وفتحت ورشة في تصليح ولف الماطورات الكهربائية وتصليح الغسالات والثلاجات ، ولا أخفيك من أنني أبدعت لفترة ما في تصليح التوربينات . توفرت لي مبالغ لا بأس بها ، كان كل هدفي بل كل حلمي محددا بان ابني مجموعة من العقارات . كان ذلك الحلم يراودني في مرحلة الصبا والشباب ولطالما كان يشغلني .كنت أجهد لأن أوسع مكتبتي الخاصة والتي كانت تؤلف لي حلما خاصا ، ومن خلالها انطلق بعملية التثقيف الذاتي .الكتابة كانت حلمي المتجدد ، معززة بان يكون لي مكتبة عامرة تضم تصنيفات معرفية وعلمية وكتب في تخصصي . فضلا عن أن هذه المكتبة ستنتج كتبا تنتج ثقافة وفي كافة مجالات الثقافة . وكنت أحب كثيرا قراءة كتب الثقافة والسياسة ، ولكن مع الأسف في لحظة من اللحظات حدث ما لم يكن في الحسبان ، فقد اتهمت بتعاطفي مع صديق سياسي كان يعمل ضد السلطة ، وحينها اتهمت معه وسجنت لفترة قصيرة . كان هذا السجن بمثابة صعقة لي لن انسها ، لذا وجدت ضرورة أن انتبه إلى كل حركاتي والتي كانت حينها ترتهن بحالات وطقوس الشباب الأولى ، أدركت حينها بشاعة ذلك النظام ، وانتبهت لنفسي وكأني لم اكتشف حقيقة ذلك النظام الفاشي ، بعد مرحلة الجامعة في بداية ثمانينات القرن المنصرم . كان لذلك التوقيف وقعة في نفسي وتأثير كبير من خلال خدمتي كضابط في الجيش العراقي ، تبلورت بعدها لديّ فكرة معارضة النظام ، كنت اخدم ضمن دورة الاحتياط 34 كضابط احتياط ، ولطالما التقيت بمآس كبيرة لاسيما وعالم الجيش يجبرك على التقاء مختلف الشرائح الاجتماعية ومن مختلف محافظات العراق . كانت عيني تركز وتؤكد على مساوئ النظام ، وأتذكر أنني التقيت شخصية كان لها أثرا في مقارعة النظام ، وهي شخصية العقيد هلال ابو أرغيف ، ومجموعة من الشهداء الذين مازالت صورهم ماثلة أمامي ، كان من بين من التقيت النقيب الركن مضر نوري حمد الإمارة ، والرائد ساري السعد وعدد آخر مثل العميد المرحوم مهدي الدفاعي والعميد الركن سعدون محسن شلش والعقيد الركن حسين علي وكانوا جميعا ضباط منظمين للتمهيد لأحداث انقلاب عسكري على النظام ، وكان العقيد الركن هلال ابو أرغيف يؤلف حينها رأس التنظيم ، كان قائدا متدينا ، وكان يعتقد ويثقف على ضرورة التخلص من جور النظام الصدامي . من هناك بدأت مسيرتي السياسية الحقيقية والتي تأكدت أكثر بعد حكمي بالإعدام من بين 50 شخصية ، خمسة منهم تغير حكمهم إلى السجن المؤبد ، وسجنت ، وخرجت في 27-9 عام 1990 بعد غزو الكويت ، وبعد أن استقدمت السلطات مجموعة من الأسرى الكويتيين ليحلوا محلنا ، وقد شملت مع 67 شخصا بقانون العفو العام من سجن أبي غريب . بعد ذلك حاولت أن أكون قريبا من الاهوار وبحكم واقع منطقتي الجغرافية والتي تقع قريبا من هور المديّنة ، لاسيما وان مديرية الأمن ألزمتنا بان نراجعها دوريا او المرور عليها أسبوعيا والتوقيع بالحضور الشخصي ، واعتقد أن العاقل حينها يدرك خطورة الوضع كونه مرشح لدائرة السلطة والتي لم ترحم أحدا حينها ، فضلا عن إيجاد الملاذ الأمن والذي يخلصنا من عيون السلطة . وفعلا فقد كان الهور ملجأي ، حينها حدثت الانتفاضة الشعبانية والتي كنت أشكل احد المشاركين ، وكان لي دورا واضحا فيها ، استطيع أن أضعه ضمن تقييم الآخرين الذين شاركوني فيها ، وبعد الانتفاضة بدأت مرحلة سياسية جديدة
* عند انتقالك إلى الاهوار هل كنت تتجه إلى جهة سياسية ما ؟
لا ، كنت ومجموعة من شباب منطقتي وغيرها لا نعرف هذا الأمر ، ولم ننتم إلى جهة ما ، ناهيك من كثرة الأحزاب المنتشرة في الهور والتي كانت تقارع السلطة ، كنا كشباب متعاضدين متعاونين ، ولم نخض أي من الأحزاب المناوئة للسلطة على الرغم من وجودها وكثرتها ، مثل المجلس الأعلى وحزب الدعوة ومنظمة بدر ومنظمة العمل والحزب الشيوعي وغيرها من الأحزاب . لا أخفيك أن هما وطنيا وتآزرا كان يجمعنا ، وان هم العراق هو ما كان يربطنا ببعضنا ، ويشدنا لنستحضر الهم الكبير والذي كنا نتحسس غليانه من داخل الوطن ، وكنا نلتمس أن في يوم ما ستنزل الرحمة على شعبنا المظلوم لا محالة .
* هل كنت مرتبط بجهة سياسية ما ؟
أنا متدين ، وهذا هو حال عائلتي التي ورثت ذلك منها .
* هل كان هذا التدين سياسيا ؟
لا ، كان ذلك معزز بظروف انعطافية حدثت في حياتي ، فبعد وفاة وكيل السيد الصدر في المدينة وهو السيد علي (رحمه الله ) والذي كان له وقعة على أبناء المدينة وكنت منهم ، بعد هذه الفترة خلت المدينة من مرجع او رجل يحسم تساؤلات الناس هناك ، كان ذلك الرجل مرجعا ومنهلا تغترف منه المدينة كل معلوماتها . استطيع أن أقول إن إعدام هذا الرجل كان له فضل في تأكيد هويتي في المعارضة . كنت حينها أقلد ميتا ، ذلك هو الشهيد الصدر ، ولطالما وضعني الآخرون ضمن دائرة من المسائلة والتشكك ، كنت متتلمذا على الفتاوى الواضحة للسيد الصدر ، قرأت كل الكتاب ، ولا أخفيك هنا أني املك حفيظة راجحة ، لذا صرت مهتما بهذا الأمر وأجيب على جل الفتاوى التي اسأل عنها ، ولا ادري وضمن دائرة تفكيركم و تفسيركم أن يسمى ذلك تدينا سياسيا او غيره ، إلا أنني أدرك أن لإعدام وكيل المرجع الخوئي (قد) أثرا في حياتي وحياة الكثيرين من أهل منطقتي .
* متى عدت إلى العراق ؟
بعد التسعين بقينا في إلهور ثم التجأنا إلى الجمهورية الإسلامية في إيران ، كان بودي أن أتعرف على أجواء المعارضة وأنوعها ، وكيفية المعارضة التي كنت اسمع بها في العراق . وفعلا وفقت لان أكون قريبا من احد الأقطاب الكبار والذي كان يؤلف رأسا لمعارضة ومقارعة النظام المقبور ، لا أنكر إني أحبه إلى هذه اللحظة حبا جما ، واقتدي به ، بل اثر في حياتي وحقق لها مكانة خاصة ، وهو قائد لن ولم يتكرر في تاريخ العراق ، ذلك هو الشهيد محمد باقر الحكيم (قد) . والذي عرفته وكنت قريبا منه ومعتقدا به ، نعم ، عن قرب تأثرت أيما تأثير بشخصه ، ومارسنا العمل الجهادي من خلال هذا الرجل الكبير . وعرفت ما يتمتع به من فكر ديني وعسكري ثاقب وكبير .
* أنت عضو جمعية وطنية ، هل تم ترشيحك من المجلس الأعلى ؟
لا ، أنا رشحت كمستقل ، ولم ترشحني أي جهة لا في الجمعية الوطنية ولا غيرها .
* من خلال مسيرتك ومنذ عام 2003 كنت من السياسيين البارزين ، ولك فيها نشاطا واضحا ، ترشيحك على تجمع عراق المستقبل مع السيد إبراهيم بحر العلوم ، اعتقد أننا كنا نرصد لك نشاطا خاصا ضمن نواب المحافظة في البرلمان ، ونستطيع أن نقول انك صعّدت عنصرين إلى مجلس محافظة البصرة ، بعدها هنالك إخفاقات لا على المستوى الشخصي ، حدثت ، بودنا أن نتعرف عليها ، هل أن القوة الوطنية آنذاك بدأت تتضاءل ؟
استطيع أن أفسر سؤالك بطريقة أخرى ، وكأنك تريد أن تقول إن الخريطة السياسية في العراق وفي البصرة كجزء من العراق قد وضحت معالمها ، وانتم كمستقلين ضعفتم ، وخرجتم مخذولين من خلال بروز الأحزاب الدينية ، إذا كان هذا سؤالك فاسمح لي أن أقول :
في تصوري ، السياسي يكسب الجماهير بطريقتين ، أما بانجازه او بسوء إدارة خصمه . كنت حقيقة مع هذه الأحزاب الإسلامية ، وتاريخي معها ، ولكني وبعد أن عدت إلى العراق وبفترة ستة أشهر ، انفصلت عنها ، لأنني أدرك أن أشياء لمستها لا تحقق طموح أهلي وشعبي وحتى طموحي الشخصي ، بل وجدت سياسات وأنت عملت معي ، وكنت ترقب أننا كنا نعمل بجد من اجل إخراج البصرة إلى سبل الإشراق والنور والعمل ، واعتقد أن هذا العمل لا يمكن لأفراد لا يوجد لديهم تاريخ ولا تجربة أن ينهضوا به . أنا اعتقد أن هذه الأحزاب التي تحكم العراق وبلا استثناء لا تستطيع أن تقود ركب العملية السياسية ، وقد أضرت بالبصرة بعمد او بغير عمد . واسمح لي أن أقول : إن هذا العمد جاء باعتقاد خاطئ ، وهو أن البصرة هي مصدر رزق ومصدر لتمويل وثراء قيادات الأحزاب ، والأحزاب لا تستثنى عن بقية المحافظات بأي شيء . البصرة مركز اقتصادي لا يمكن بأي حال من الأحول إغفال دوره ، ولا بمعيار من معايير الفكر ومعايير ان تتجاهل دورها . ظلم أن تكون منطقة تجهز العراق بأكثر من 95%من حاصلاته الاقتصادية أن تساوى مع محافظة أخرى .. ظلم أن نجد محافظة تشكل نصف سكان البصرة حتى 5%من ما تقدمه البصرة من الموازنة تمتلك من الموقع السياسي في الدولة العراقية ما لا تمتلكه البصرة.. أسهمت البصرة بتغيير العراق على المستوى الثقافي والأمني والاقتصادي والفني ، وهي مهملة ، أنا اعتقد أن هذه الأحزاب لم تلتفت إلى البصرة ، والدليل هنا عندما يتخذ قرار سياسي مهم في العراق لا يوجد بصري واحد يناصر او يعاضد هذا القرار ، والسبب هنا مباشر وغير مباشر ، فالسبب المباشر أننا أهل البصرة بسطاء نثق بالآخرين ، ونحن في عالم يجب أن لا يكون هكذا !
* أنا أعارضك هنا ، وهي نقطة مهمة ، لا بأس أن نتوقف أمامها ، القول القديم أن أهل البصرة ناس طيبون اثبت لنا أن ذلك يرتهن بالاستغفال ، فلطوال فترة التاريخ لم تستطيع القيادات البصرية قيادة البصرة ، الآن تبدو البصرة مدينة خربة شبه ملغاة ، ولقد سمعتم عن التقييم الأخير لإحدى المنظمات العالمية ولعله لمجموعة (ميرسر) الاستشارية والذي يجعل بغداد أسوأ مدينة للعيش ودبي الأفضل و تجعل العراق ثاني أسوا المدن من حيث الترتيب والتنظيم والاهتمام العمراني ، فكيف بحال البصرة .
* باعتقادك هل أن أهل البصرة لديهم القدرة والكفاءة لقيادة مدينتهم ؟
جل أحداث التاريخ تقول إن البصرة معطاء ، وأنها مدينة ولود ، وأنها تنجب القادة . التاريخ القريب يؤرخ أن السيد النقيب كان مرشحا لقيادة مملكة العراق .
* ولكنه لم يحصل على هذه الملوكية ؟
أنا أقول واعزز قولي ، إن البصرة تنجب قادة ، ولكن القرار ليس بيد أهل البصرة . أنا أقول : أن قرارانا الآن بصري وأنت تدرك ذلك ، وثق ، وأقولها أسفا ، إن البصرة لم ولن تتطور طالما بقيت تحت سيطرة الأحزاب ، هذه الأحزاب تضع رجالا يقودون البصرة ولكن ولاءهم لغير البصرة ، وولاءهم تحديدا لأحزابهم وليس للبصرة . علينا أن يكون قرارانا السياسي بأيدينا ، يعني أننا في الانتخابات ننتخب مجموعة من أهل البصرة عندما يتخذون قرارا بتعيين محافظهم لا يرجعون إلى جهات أخرى مثل بغداد او كربلاء او النجف .. وأبناء تلك المحافظات يقررون من هو محافظ البصرة ، وهذه جريمة وجناية كبرى يرتكبها أبناء البصرة بحق مدينتهم .. استطيع أن أقول إنني اعتقد أن الأحزاب التي حكمت البصرة قد أضرت البصرة ، وأنا هنا احشد واعبيء أهلي وناسي أن ينتخبوا بصريين بالقرار لا بالانتخاب ، والولاء بصري . عندما يقررون قرارا سياسيا بعيد عن وصاية الآخرين ، وهذا القول سأبقى مصرا عليه ، وهو رسالتي إلى كل أحبتي وناسي ، فطالما كانت البصرة بيد المحافظات الأخرى لم تقم لها قائمة ... قد تسألني سؤالا يقول ولكن من ننتخبهم هم من أبناء البصرة ؟ أعضاء مجلس المحافظة والنواب هم من أبناء البصرة ، أنا اقصد الموضوعة السياسية ، في الموضوع السياسي اقصد أن ابن البصرة يقرر بعد التشاور مع أهل البصرة ، وليس يملى عليه من آخرين . فهؤلاء الذين هم موجودون في مجلس النواب ومجلس المحافظة ، اغلبهم أبناء الأحزاب وليس أبناء البصرة ، فولاءهم أولا لأحزابهم ومن ثم البصرة . وفي الموضوع السياسي العام استطيع أن أقول إنهم جميعا ليسوا أبناء البصرة .
*24 نائبا بصريا ، كل المحافظات فيها من يمثلها ويدافع عن حقوقها ، لم نجد ذلك الدفاع بائنا في تصريحات نواب البصرة إلا ما ندر ، كما أن نوابا تعتمدهم الحكومة المركزية لإدارة دفة الدولة وفي مهام استثنائية ، ما هي الأسباب التي تجعل الحكومة لا تعتمد النواب البصريين ؟
أولا النواب هم مجموعة من أبناء البصرة ، وعندما نعيد القول السابق إن القرار السياسي ليس بيد أبناء البصرة ، فهم جزء من هذا النسيج البصري ، بعضهم يريد أن يكون قراره بيده ، والبعض الآخرين يكون تابعا وذيلا لآخرين . في تصوري هم كمجموعة بعضهم يعمل والبعض الآخر قليل الإنتاج ، والبعض الآخر لا يعمل بالمرة ، والسبب أن النائب من أبناء البصرة عندما يقدم مقترحا ينتظر موافقة حزبه لذا يخرج القرار من دائرته الصميمية والانتمائية البصرية ويتبع إلى قائد حزبه ، أي هو يجهد بان يقنع قائد حزبه بمشروعه ، وهنا تكون الفجوة بين مدينته ومرجعيته السياسية ، قائد الحزب هنا غير بصري ، لذا فاهتمامه بالموضوع سيكون باردا غير فاعل ، ولو أن هذا المشروع قد اقترح من قبل محافظته ، أي محافظة ذلك القائد السياسي . في تصوري نحن لا نمتلك قادة أنبياء (يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) وبالتالي اعتقد أن النائب ولان ولاءه لهذا الحزب لن ينتج ، لأن الأولوية هنا تعود إلى دائرة حزبه وليس لمصلحة حافظته .
* الآن بدأت المرحلة الانتخابية ، الوضع ساخن ، والناس تتأمل وتتطلع أن يكون لهذه الانتخابات وجود ، هنالك كتل وأحزاب تسمى تارة وطنية وإسلامية وليبرالية ومستقلة ، ما أهي قراءتك للساحة السياسية ، لاسيما وأنت تقود كتلة ستدفع بها إلى الانتخابات ، وهل باعتقادك أن يكون للقوة الوطنية ثقلا في هذه المرحلة ؟
العراق مر بتاريخ يمكننا من قراءة الأحزاب بتوجهاتها ، من أسميتهم بالليبراليين والوطنيين قد حكموا العراق في مرحلة ما ، وكان الإسلاميون هم الخصوم لهم ، ولقد زجوا بالإسلاميين وقتلوهم ، وانتهكوا حقوقهم وحقوق عوائلهم وأعراضهم ، وبالتالي فانا لا اطمئن لمنظمة هؤلاء الفكرية . عندما جاء الإسلاميون ومسكوا السلطة ، ومن يحكمنا الآن هم أنفسهم ، ولهم وجود كبير ايضا على المستوى الكردي ، من يحكم العراق اليوم هم الإسلاميون ، وان كفتهم هي الأرجح ، ولكن تجربة الإسلاميين أثبتت لنا أن هذا البلد عندما يمسكه مثل هؤلاء يصبح البلد الأول في العالم على مستوى سرقة المال العام ، وهو تجاوز على الناس ، وهو ايضا خارج عن دائرة الثقافة الإسلامية . لقد تسببوا بمقتل الكثير من أبناء الوطن بسبب سياسة خاطئة ، وهو ايضا ما يرفضه الإسلام ، طبعا هناك مصاحبة لانتهاك العرض و ما يخرج عن أدبيات وفكر ومنهج الإسلام . أقوى حدود الله تتعلق بالمال والدم والعرض ، وجميعها تم التجاوز عليها بشكل سافر غريب ، هم لهم مبرراتهم ، نحن نقول وبقوة هنا أنكم قد اساتم لإدارة البلاد ، واساتم للمواطن والناس ، نحن بالعراق لسنا بحاجة إذ لأمثالكم . تتذكرون أن قائدا امتلك قلوب الناس لفترة ما زالت تتجدد ، ذلك القائد هو عبد الكريم قاسم ، لم يكن إسلاميا ، ولم يكن ليبراليا ، كان يصلي ويصوم ويغازل ويتعامل مع الشيوعيين كمنظومة فكرية ومع غيرهم .العراق اليوم بحاجة كبيرة إلى أشخاص نزيهيين علميين مثل عبد الكريم قاسم ، ولا نحتاج إلى منظرين في الإسلام والليبرالية والقومية وغيرها ، ولا يمكن أن ينهض العراق من دون أناس نزيهيين وعلميين ، ومن طبيعة العلمي أن لا يفرق بين احد وآخر على مستوى الدين والعرق والمذهب وغيره ، ومن طبيعته ايضا أن يحترم الدستور ولا يتجاوز عليه ، نستطيع أن ننهض بأمورنا وشؤوننا وبناء دولتنا العراقية ، لا يوجد قائد استطاع أن يحتضن كل العراقيين ، نحن بحاجة إلى القائد الحقيقي ، لقد دمرتنا السرقات والسراق وجميعهم انضووا تحت أجنحة أحزاب حاكمة أوغلت في السرقات او أخذت أموالا من دول أجنبية ، مثل هؤلاء لا يمكن أن يبنوا العراق ، نحن بحاجة إلى أناس استثنائيين وعاملين ، وللأسف أقولها وبمرارة : نحن نحس بنقص لمثل هؤلاء وأمثالهم .
* الآن طفت مجموعة نعرات طائفية في ساحات متعدد ، الدولة وبقيادة دولة السيد رئيس الوزراء تتهم بافتعال الأزمات ، بل أن حالات الغليان وسلسلة التوترات والأزمات تتصاعد مع قرب الانتخابات ، أين يكمن سر خلق وافتعال الأزمات ؟
اعتقد أن الابتعاد عن الله والتمسك بالرغبة الجامحة بالسلطة وحبها حال دون ذلك ، وجعل غشاوة بين الوطن وعيونهم ، او مصلحة الوطن ونزعاتهم . كل الأطراف تعتقد أن السلطة هي أن تمسك بصوت الناخب وتحفزه باتجاهك بأي أسلوب كان ، ولو كان ذا مردود سلبي على الوطن ، لا ينطبق ذاك على المالكي فقط ، فالآخرون يفعلون ذات الشيء ، كلهم يفعلون ذلك ، ولكن نتيجة أفعالهم ترتهن بنفس قدرتهم بالتأثير . دور رئيس الوزراء بأنه أعلى سلطة في الدولة ولكن الآخرين ليسوا بأفضل منه ، كلهم يعملون على كسب الأصوات ولو بطريقة تضر بالوطن ، المهم جيوبهم ومصالحهم وأحزابهم ومن بعدها يأتي العراق . مكمن الموضوع أن هناك بوادر على عودة الأزمة الطائفية إذا ما عرفنا أن الطائفية في مرحلة الانتخابات هي طائفية النخب وليس الشعب ، أنها طائفية تريد أن تسّير العملية السياسية لمصالحها ، لا أخفيك أنها سلسلة من زوبعات إعلامية وقتية تنتهي حتما بعد انتهاء الانتخابات .
* كيف تقيمون عمل الحكومة المحلية في البصرة ؟
الحكومة المحلية ورثت مأساة وماس . المأساة أنها تستقبل أوامرها من خارج المحافظة ، والمآسي أن تأثرها جاء من كونها غير متجانسة اتخذت من الإعلام والتهجم على الآخر أسلوبا لديمومة عملها ، وهذا الأسلوب لا يبني ولا ننسى الفترة السابقة كان فيها المحافظ ومجلس المحافظة على تقاطع ولم تكن علاقتهم تكاملية وهو ما يرجح سلبا ويعود بالضرر على صالح هذه المحافظة . الحكومات التي سبقت هذه الحكومة كانت أسوأ منها .. نحن نعرف أن السيد المحافظ هو من الشخصيات التي تتمتع بتاريخ مشرف ، وميزته انه نزيه ، وهو شيء جيد ونفخر به ، ولكن نتمنى عليه أن يختار فريق عمل مؤهل قادر على قيادة وإدارة محافظة إستراتيجية وحيوية كالبصرة ، ولا يتعكز على أفراد لا يمتلكون أهلية بل أن مواصفاتهم لا تقل عن مواصفات تغليب مصالحهم الشخصية ، ولو كان ارتزاقهم يؤلف سببا لتدمير المدينة ، استطيع أن أقول إن من يحيط السيد المحافظ فريق عمل لا اطمئن إليه ، والمحافظ هنا تحت تأثير المحاصصة وقد فقد من حيث لا يعلم الشيء الكثير في تنفيذ برنامج الإصلاحي والعمراني .
* أنت تقود قائمة ؟
كلا ، أنا واحد من قائمة .
* بودنا أن تعطينا لمحة عن هذه القائمة ، وأرجو وأتمنى أن لا يحسبها الأخر دعاية انتخابية لكم ؟
الحقيقة أن هذه القائمة هي صفوة من السياسيين تجمعت تحت شعار (قرارنا بصري ) أي ان يكون قرارانا بصري صرف ، وليس بأيدي الأحزاب . نحن نعتقد بدور بصرتنا ، وان المصالح الأخرى التي اعتمدها الآخرون قد أضرت بالبصرة ، وان الأوان قد حان لان ننهض بمدينتنا على الوجه الذي تستحقه ، وان نعمل من خلال قائمتنا (ائتلاف البصرة المستقل ) لأن ننهض بواقع بصرتنا المزري ونعيد لها مجدها الاثيل . وهذه القائمة تضم مجموعة طيبة متجانسة من الشخصيات والنخب والكفاءات التي جعلت البصرة ضمن أولى توجهاتها ورأس برامجها ، وهي لا تقبل أي وصاية او شخصية من خارج البصرة ، إلى أن نختار شخصيات فاعلة ذات تجربة ومعرفة ، وان نسّخر موقفنا السياسي وعلاقاتنا لصالح البصرة .. نريد أن ننصف البصرة ، ونعيد لها حقوقها ، البصرة لم تكن مظلومة فحسب ، بل هي الأكثر مظلومية من بين كل محافظات العراق ، كما أن محافظاتنا العزيزة قد شهدت حيفا كبيرا مثل البصرة ، ونحن نتعاضد ونتآزر معها ، سنعطي ونجسد إن شاء الله درسا في الوحدة والوقوف على توظيف وتمتين وتعضيد المصالح التي تخدم مدينتنا بعيدا عن الأحزاب التي لم تخدم العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفكيك حماس واستعادة المحتجزين ومنع التهديد.. 3 أهداف لإسرائي


.. صور أقمار صناعية تظهر مجمعا جديدا من الخيام يتم إنشاؤه بالقر




.. إعلام إسرائيلي: نتنياهو يرغب في تأخير اجتياح رفح لأسباب حزبي


.. بعد إلقاء القبض على 4 جواسيس.. السفارة الصينية في برلين تدخل




.. الاستخبارات البريطانية: روسيا فقدت قدرتها على التجسس في أورو