الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاحتفالات الفلسطينية بداية الهجوم الفلسطيني المضاد:

خالد عبد القادر احمد

2013 / 1 / 5
القضية الفلسطينية


لم تبخل في المحاولة حتى نهاية العام الماضي, الاطراف, التي عملت على منع القيادة الفلسطينية من نيل الاعتراف العالمي بفلسطين دولة, فمن الحصار والارباك المالي, وحتى محاولة جر المخيمات الفلسطينية في سوريا الى معركة لا ناقة للفلسطينيين فيها ولا جمل, ولا حتى في العدوان الصهيوني الاخير على قطاع غزة, ولا حتى في محاولة اعاقة وصول الوفد الفلسطيني للجمعية العامة للامم المتحدة, بل وحتى في التخلي عن الوقوف الى جانبها هناك, وحتى بعد صد العدوان الصهيوني على القطاع حاولت هذه الاطراف انهاك القيادة الفسطينية بمحاولتها اللعب على خلافات حالة الانقسام وعملها على رفع الوزن السياسي الفئوي الخاص على حساب الوزن السياسي للوطني العام, وهي حتى بعد نيل الاعتراف العالمي بفلسطين دولة مستقلة, لا تزال تحاول اجهاض القيمة السياسية لهذا الانجاز بالسكوت عن ممارسات الاستيطان الصهيوني, بل وحتى مكافئته, بالعمل على عزل القيادة الفلسطينية الشرعية.....الخ
كل ذلك, والقيادة الفلسطينية تلتزم اللياقة والادب الديبلوماسي في ابداء الملاحظات, ردا على هذه السلوكية العدائية التي باتت الحصة الاكبر منها من نصيب الانظمة العربية الربيعية والخريفية والنفطية, فلم يتعدى رد الفعل الفلسطيني على كل ذلك اكثر من مساحة من العتب على اشقاء فقدوا الحياء من ربهم وشعوبهم, وتعروا بوقاحة منقطعة النظير من الادب الديني والوطني, بل وعملوا على نشر هذه الوقاحة في المساحة الشعبية التي خدعوها بديماغوجيتهم الدينية, وفي المقابل ابدوا التزاما بما يقول سيد البيت الابيض في الموقف من القيادة الفلسطينية اكثر مما هم عليه من التزام بما بقول الله والرسول في اخوة الايمان واكثر مما تتطلب مقولة الاخوة العرقية العروبية من الالتزام المتبادل
لكنه في مقابل الادب واللياقة الديبلوماسية التي التزمتها القيادة الفلسطينية, فان العاطفة الوطنية الشعبية الفلسطينية لم تكن على تلك الدرجة من الاستعداد لبلع وهضم هذه النذالة من الاطراف التي تدعي العروبة والاسلام والوطنية, حيث انفجر الالتزام الوطني الشعبي الفلسطيني على شكل صفعة لهذه الوجوه, بهذا الحشد والالتفاف الواسع الذي ابدته جماهير شعبنا في احتفالات الذكرى الثامنة والاربعين لانطلاقة الثورة الفلسطينية, حيث اختفى مطلب الراتب والشكوى من الضيق المعيشي وحل محله سعة الالتفاف حول الشرعية الفلسطينية ليشكل مفاجأة لكل هذه الاطراف القذرة فما الذي قاله الالتفاف الشعبي الوطني الفلسطيني الواسع حول القيادة والشرعية الفلسطينية
1- ان النصر الذي رسمه نتنياهو لعدوانه على قطاع غزة اجهضه الفلسطينيون عن طريق
أ‌- عن طريق اجهاض العملية الصهيونية عسكريا بصمود قطاع غزة امام العدوان بل وبتقليص مساحة التفوق العسكري الصهيوني الى نطاق فاعلية سلاح الطيران, وفي المقابل فان سلاح الصواريخ الفلسطيني مس بهيبة الجبهة الداخلية الصهييونية التي كانت محرمة على العمل العسكري الاقليمي
ب‌- ان قرار الاعتراف العالمي بفلسطين دولة مستقلة, وحالة التقارب على طريق التصالح الفلسطينية اجهضت مؤامرة محاولة خلق تعددية كيانية فلسطينية وتعددية شرعية وتعددية تمثيل سياسي فلسطيني
2- العزلة الخانقة التي بات العالم يفرضها على الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الامريكية ( بخصوص القضية الفلسطينية ), والتي باتت تتعدى وتتجاوز مواقف الاستنكار والادانة الى مواقف اتخاذ اجراءات مقاطعة عملية وان تكن في بداياتها بعد
ان السؤال الذي بات يطرح نفسه الان على نتنياهو, هو, ما الذي ستجيب به المجتمع حين يسالك عن ما وعدتهم به في مؤتمرك الصحفي ليلة وقف اطلاق النار؟؟؟؟؟؟, فلربما انك نجحت في تضليلهم حينها بادعاء مقولة هدوء مقابل هدوء, ولكن ماذا عن البندقية السياسية الفلسطينية التي منحتها حرية الحركة واطلاق النار؟؟؟؟
اما على الصعيد الامريكي فمن الواضح انه بات مطلوبا من ادارة السيد اوبابما الاجابة على بعض الاسئلة من مثل:
1- هل ان اخلاقية السياسة الامريكية تتعلق فقط بالموقف من الكيان الصهيوني؟
2- هل ما زال احترام الطرف الفلسطيني للوساطة الامريكية هو على نفس القدر والمستوى الذي كان عليه من قبل؟ وكيف سيؤثر ذلك على مستقبل هذه الوساطة
3- ما الذي استفادته الولايات المتحدة بتجريدها نفسها من اوراق الضغط التي كانت بيدها وكانت تستخدمها في الضغط على الطرف الفلسطيني
4- هل تراجعت الولايات المتحدة عن قناعتها بحل الدولتين واعتمدت بديلا عنه حل الدولة المؤقتة الذي تطرحه اسرائيل ثمنا للتصالح بين الادارتين الاسرائيلية والامريكية
5- كيف ستؤثر حالة عدم الثقة بالمواقف الامريكية على المصالح الامريكية بالمنطقة وعلى ثقة شعوب المنطقة بها
اما على صعيد الدول العربية فمن الواضح ان هذه الدول ستواجه ما يلي
1- رغم علم القيادة الفلسطينية ان هذه الدول لا تملك قرار التصرف باموالها, فهي اموال معتقلة بمستودعات البنوك الامريكية والاوروبية, الا ان الفلسطينيون لن يكفوا عن احراج هذه الدول فيما يتعلق بالضمانات التي اخذتها على عاتقها بخصوص شبكة الامان المالي,
2- ان هذا التخاذل سيكون من الادوات التي ستستخدمها المعارضة السياسية ضد هذه الانظمة اثناء صراعها معها
3- ان هذا التخاذل سيوسع مساحة تحرر القيادة الفلسطينية من ضغوط هذه الانظمة
4- ان هذا التخاذل سيضيق من قدرة هذه الانظمة على العبث بالخلافات الداخلية الفلسطينية, لان الاطراف الفلسطينية ستكون اكثر حذرا في تعاملها معها مستقبلا
نعم رب ضارة نافعة, ومن الواضح ان الضرر الذي حاولت الاطراف السابقة الذكر الحاقه بالشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه سيرتد عليها لا محالة, وها هو شعبنا وقيادتنا بدءا هجومهم المضاد, وكانت احتفالات ذكرى انطلاقة الثورة مدخلها لذلك, وها هو الرئيس محمود عباس اصدر مرسوم اعتماد اسم دولة فلسطين ترويسة لورق مراسلات الدولة الفلسطينية مع الدول الاخرى, وها هي دولتنا بدأت اجراءات الانضمام لباقي المنظمات الدولية لا يعوقها في ذلك سوى توفير السيولة النقدية
ان الازمة المالية مهما كانت عصية ستكون طارئة مؤقتة وقابلة للحل والتصرف, لكن غياب موقفا وطنيا استقلاليا سياديا هو الذي لا يمكن استرداده من الفقد, ونحمد الله اننا لا نعاني هذا الفقد,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلتنا: مقتل شخص في غارة استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأسود ج


.. مشاهد جديدة من مكان الغارة التي استهدفت سيارة بمنطقة أبو الأ




.. صحفي إسرائيلي يدعو إلى مذبحة في غزة بسبب استمتاع سكانها على


.. هجوم واسع لحزب الله على قاعدة عين زيتيم بالجليل وصفارات الإن




.. شمس الكويتية تسب سياسيي العراق بسبب إشاعة زواجها من أحدهم