الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يستهدفون الوحدة الوطنية؟

مجدي مهني أمين

2013 / 1 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


أولا لأن الإتحاد قوة، وهم يريدون الوطن ضعيفا، ولماذا يريدون الوطن ضعيفا؟ لأن لديهم مخطط لاحتواء الوطن، والناس لا تمضغ الطعام مرة واحدة بل تقضمه مجزء، بالشوكة والسكين، والسيف، والرصاص، والهروات، واختطاف البنات، والموضة الأيام دي هي اختطاف الشباب.. وسائل عديدة ولكن اقواها أثرا في إضعاف الوطن هو شق وحدته الوطنية.

- طيب ألا يدركون أن إضعاف الوطن سيضعفه أيضا لتحقيق مخططات لجهات أخرى قد تلتهم الوطن وتلتهمهم هم أيضا؟
- قصر نظر يا سيدي، بل من قصر نظرهم، تجدهم يؤلبون الجهات الأخرى كي تأتي وتستوطن مصر، يستدعون الفلسطنين واليهود في نفس الوقت، بل ويحاولون تهريب وثائق لليهود كي يأتوا ويأخذوا حقهم من مصر، مصر بتاعة طظ في مصر،
- أيصْدُق فيهم قول مظفر النواب، "ووقفتم عند الباب تسترقون السمع لصرخات بكارتها".
- نعم يصْدُق، ولكن هذه المرة مصر مش القدس، لأنهم يذهبون لكل مكان كي يمتهنوه ويسلموه فريسة لفض بكارته وطهره ونقاءه وشموخة.
- أيه الكلام الغريب ده؟
- مش عملوا كدة في ثورة طاهرة!! شوهوها وتحالفوا عليها، وركبوها، مشكلتهم أنهم يريدونها راضية بركبوهم كي يستقر مقعدهم، لكنها أبية، وفي إبائها رعبهم وخوفهم، يعلمون أنهم سيسقطون من فوق ظهرها مهما طال تشبثهم ومراوغتهم وانبطاحهم فوق ظهرها الأبي الحر.

يطول الكلام وتبقى الوحدة الوطنية صخرة الصخور، كان النظام السابق يوجه ضرباته للأقباط، ويحول الضربات اللي بفعل هذا النظام ويدّعي أنها مشكلة وحدة وطنية، في حين أنها كانت مشكلة تمييز من النظام ضد الأقباط، وجاء هذا النظام كي يعلن تمييزه ضد الأقباط وكل الأقليات وكل الديانات، ولكن والمذهل، أو الطبيعي، هو تماسك الأقباط والمسلمين، نسيج الوطن الواحد، خرج دعاتهم يطالبون المسلمين كي لا يهنئوا الأقباط بعيدهم، فخرج لهم المسلمون، وعندما أقول المسلمين لا أعني الصفوة، بل أعني عموم الناس؛ ونكاية في هذا النظام العنصرى قاموا بالتهنئة أضعافا مضاعفة. أجمل ما سمعته وقرأته، عندما يقول المسلمون: نحن نهنئ الأقباط أهلنا.

- نعم أهلنا، مش جدودنا هم نفس الجدود، مش آثارنا ملكنا جميعا، إحنا إخوات، هذه هي الحقيقة.

لذا لا أرى غرابة أن يطالب دعاتهم بهدم الهرم وأبو الهول، وكافة المعابد، ليس لأنها أصنام، ولكن لأنها كلها شهادات ميلاد أخوّتِنا وانتسابنا لنفس الأجداد، لنفس الهامات، لنفس الحضارة والرفعة والفن والرقي والإيمان والتقوى والطيبة والحنية، ونبذ العنف.

هم يريدون استفزاز الكتلة القبطية كي تشق الصف ، يستفزنوها ويدعون بعدم تهنئتها، فيتحدث المسلمون ويهنئوا أهلهم المسيحيين، ويردد المسلمون قصصهم المفرحة مع المسيحيين أبناء وطنهم، لعل آخرها ما قرأته في قصة العالم المصري عصام حجي الذي استضافه في باريس المصري القبطي كمال سعد بطرس، في الوقت الذي تنكر له الملحق الثقافي المصري في فرنسا، أو قصة الشيخ الجفري الذي أجرى له مجدي يعقوب عملية قسطرة وعمره 12 سنة دون أن يسأله عن ديانته. عندما قرأت لزوجتي هذه القصص الإيجابية، قالت:

- كلنا مسيحيون ومسلمون عندنا نفس القصص الإيجابية.. أنا مين أنقذني لما إبن أخي اتجرحت إيده؟ مش محمد وسلوى جيرانا؟ ساعتها محمد أخد الواد وجري زي المجنون في الشارع على أقرب مستشفى، وأنا بجري وراه مش قادرة أحصله، وسلوي مراته خدت بنتي معاها لغاية ما نرجع.. كلنا عندنا قصص حلوة.

نعم، كلنا عندنا قصص حلوة، ولأننا شعب عنده تاريخ فلن ننسى قصصنا الجميلة، ولأننا شعب عنده حضارة فلن يتمكنوا من وحدتنا الوطنية، ولن تكون كما يريدونها مقسمة ضعيفة فيسهل عليهم وعلى غيرهم إلتهامها، سنظل أقوياء؛ وستبقى مصر كما أرادها مينا وحدة واحدة تعمل كي تسترد ما فاتها كي تكمل ثورتها وتصنع حضارتها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو العسكرية شمال محافظة بابل ج


.. وسائل إعلام عراقية: انفجار قوي يهزّ قاعدة كالسو في بابل وسط




.. رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل: قصف مواقع الحشد كان


.. انفجار ضخم بقاعدة عسكرية تابعة للحشد الشعبي في العراق




.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي