الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القيادات السياسية: شيعية وسنية ...وحربهما المستعرة ضد النظام الجديد ... الى أين؟ ألجزء الثاني ...

حسين حامد

2013 / 1 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



من المعروف تأريخيا أن الصراع ألسني - الشيعي في العراق يمتد الى عقود طويلة بسبب هيمنة الطائفة السنية على مقاديرالحياة من خلال الاستئثاربالحكم والسلطة والحريات السياسية والتحكم بالثروات ومصير كل شيئ ، في الوقت الذي كانت المعاناة والحرمان والتهميش والسجون والاعدامات واحواض التيزاب من حظوظ الطائفة الشيعية وحدها وفي كل الحقب. والغريب في ألامر ، انه حتى بعد سقوط نظام صدام في 2003 والذي كان يمثل أبشع هيمنة للاستبداد والقمع ضد جميع مكونات شعبنا، والذي لم يسلم من ذاك القمع والاستبداد حتى بعض العسكريين الكبار من تكريت ومن هذه الطائفة ، حيث تم اعدامهم من قبل الطاغية المقبور، بعد اتهامهم بمحاولة قلب نظام حكمه ، ومع ذلك ، فأن غالبية القيادات السياسية السنية في النظام الجديد ومنذ بداياته، قد تعاملت مع النظام الديمقراطي الجديد كأعداء لشعبنا ، مما يفسر لنا النوايا الخبيثة التي كان يضمرها هؤلاء كقوى تمثل النظام البعثي البائد من اجل استمرار تسلطهم كأقلية مستبدة. إذ لم يعترفوا بحقيقة ان الطائفة الشيعية هم أيضا شعب العراق وشركائهم في هذا الوطن، وأنهم يمتلكون الاحقية في الحكم لكونهم وصولوا للسلطة من خلال صناديق الاقتراع ، وأن السيد ألمالكي رئيس الحكومة ، قد حصل على قرابة المليون صوت في بغداد وحدها. كما ولم يثنهم عن مواقفهم العدوانية حقيقة أن سقوط نظام صدام قد منح شعبنا بكل طوائفه واعراقه ومعتقداته ، نظاما يسود فيه العدل وألاخاء والمساوات بين الجميع، بعد أن كان نظاما كهذا بالنسبة للجميع ، حلما بعيد المنال!!.

وهكذا وقفت أغلبية القيادات السياسية للطائفة السنية موقفها الذي اتسم بالانحياز التام ضد شعبنا وابتعادها عن علاقات الروح الاخوية والمصاهرات بين عوائل الطائفتين من شيعة وسنة . كما وأن قيمنا الوطنية التي كنا نعتقد استمرار توقدها في الروح العراقية بغض النظر عن الانتمائات الدينية والعرقية والطائفية والسياسية ، قد اتضحت انها محض هراء لمجرد ان هذه القيادات السياسية من الطائفة السنية وبعد السقوط ، قد وجدت من يتولى دعمها وشراء ذممها من أنظمة دول الجوار التي هالها أن ترى الطائفة الشيعية تقود العراق الجديد. ومن اجل عودة النظام البعثي ، فأن هذه ألاغلبية من القيادات السياسية السنية تبنت المواقف التدميرية ضد (الشيعة الفرس المجوس) والتي لم تتبناها حتى اسرائيل مع كل سجلات اجرامها ، مع الشعب الفلسطيني !!!. وراحت تتصرف وكأن نظام صدام الفاشي كان ملكا صرفا من ممتلكات هذه الطائفة ، وأن سقوطه قد ألغى أحقيتهم لهذا الامتلاك !! .

قيادات ألكتل السياسية والزيارات للسعودية :

من بين الامور التي أصبحت جلية ، ان جميع زعماء الكتل السياسية العراقيين من شيعة وسنة ممن زاروا السعودية و قطر و تركيا، يقبعون في دائرة الشك . فقد عاد الجميع بعد تلك الزيارات بمواقف سياسية شديدة التطرف ضد حكومة المالكي!!! وعندما نحاول التقصي عن حقيقة ذلك التصعيد في العمليات الارهابية بعد تلك الزيارات ، فاننا لا نجد سوى تفسيرا واحدا لاغير: أن هؤلاء (ألزوار) لم يكونوا من اجل التبرك باداء مراسم الحج او العمرة ، بل كانت أهداف تلك الزيارات تتعلق بتكليفهم بأدوار ومهمات لتخريب العملية السياسية ، والتي تقاضوا عليها أجورا كأي مجرمين خونة. ولكن المؤلم في كل ذلك ، أن ما مر على شعبنا من ارهاب وكان نتيجة لتلك الخيانات، فأن شعبنا سيرى قريبا (بلاوي) كبرى تخص نواب ومسؤولين في أعلى السلطة التشريعية والتنفيذية من هؤلاء خونة شعبنا.
فهناك وباعتقادنا، حلقة وصل سواءا من عراقيي الداخل أو ربما من سفارات دول قريبة ، تقوم بادارة وتنسيق مهام هذه النشاطات الارهابية من قبل المسؤولين الحكوميين ممن تم تكليفهم بتلك الخطط بالتنسيق مع أعضاء سفارات تلك الدول. والان ، وقد تم الاعتراف على وزير المالية، الدكتور رافع العيساوي، فانه من المتوقع أن تتكشف أدوارا بشعة لهؤلاء المسؤولين ، وما كان يعده "ألسيد الوزير" من ويلات جديدة لشعبنا. فقد كان السيد رئيس الاقليم مسعود برزاني صادقا حينما صرح في الشهر الماضي ،وبما معناه ( ان هناك مخطط (رهيب) قادم وقريب ، وأن المخطط سوف يحرق الاخضر واليابس). ولكن الشيئ المفرح بعون الله تعالى، ان حكومة المالكي (ظلت عيونها مفتوحة) ، وأن الحكومة تدرك كل ما كان يجري جيدا ومنذ زمن بعيد ، لكنها لا تستطيع الافصاح عن ذلك لاسباب تخص ألامن الوطني.

ما هي قناعات الطائفة السنية بحكومة المالكي ؟

من اجل توخي الدقة، فاننا لا نتحدث هنا ضد مواقف اخوتنا من الطائفة السنية باجماع في تحميلهم مسؤولية مأساة ما يجري في العراق. بل باعتقادنا، ان هناك شخصيات من الطائفة السنية قد برهنت تحت هذه الظروف المصيرية ، أنها أكثر نبلا ووطنية وشهامة وشرفا حتى من رؤساء واعضاء كتل شيعية في السلطة والبرلمان. وربما قد نستطيع أن نقوم بفرز لهذه الطائفة من أهلنا، من خلال مواقف وقناعات البعض ازاء النظام الجديد ، ولفئات ثلاث :

-- فئة الاخيارالشرفاء ممن برهنوا على وطنيتهم واخلاصهم للشعب والوطن تحت هذه الظروف الصعبة وجعلوا من مواقفهم الشجاعة في تصريحاتهم العلنية ما يفخربه شعبنا لهؤلاء وأمثالهم لما يستحقونه من ثقة شعبنا في حماية هذا الوطن الممزق، امثال الشيخ المفتي الشيخ مهدي الصميدعي، والشيخ خالد الملا، والشيخ حميد الهايس، والكاتب حارث رسمي الهيتي والكاتب إبراهيم الصميدعي وغيرهم. فهؤلاء الأخيار وغيرهم كثيرون لم تنطلي عليهم محاولات الوقيعة والغدر بشعبنا من خلال التظاهرات في الانبار واندساس عناصر البعثيين بينهم لاستغلال الفتنة الطائفية وحرف التظاهرات عن اهدافها، بغية رمي شعبنا في محرقة الارهاب والحرب الاهلية وتحميل الطائفة السنية مسؤولية ذلك. فوقوف هؤلاء الشرفاء المواقف الوطنية المتوقعة، قد فوتوا على اولئك العملاء من قيادات التظاهرات، الاهداف السياسية التي رسمتها لهم أنظمة السعودية وقطر وتركيا وبالتحالف مع شراذم البعث، والتي غرضها الرئيسي هوالبحث عن سبب مهما كان تافها من اجل اندلاع شرارة الفتنة الطائفية، لتقسيم العراق الواحد والقضاء على النظام الجديد.
فهذه القيادات السياسية المحرضة لاشعال الفتنة الطائفية في هذه التظاهرات قد ربطوا مصيرهم مع مصيرالبعثيين والقاعدة من لهم مراكزكبيرة في السلطة، وبتخطيط وتمويل من انظمة السعودية وقطر وتركيا . ولحسن الحظ أن الاردن كجبهة معادية أيضا، فقد تم تحييده وشراء صمته من خلال صفقة النفط التي تمت عن طريق السيد رئيس الوزراء المالكي، وهي خطة سياسية كانت في غاية الذكاء.

- والفئة الثانية تتمثل في بعض المواقف الانتهازية لاؤلئك ممن يقفون موقفا وسطا بين هؤلاء وبين هؤلاء ، ولا يترددون بدعم الجانبين عند الحاجة. وهذه مجموعات تتسم بالتردد والصمت تجاه ما يجري . حيث تعتقد ان مواقفها الصامتة قد توفر لها حماية من توريط نفسها في تلك المشاكل، وتعتقد أنها تستطيع الفوز برضا من يفوز بالجولات الحاسمة من خلال ألاعتقاد أن (لها الصافي) . وأحيانا ، ومن خلال بعض الاخوة (الكتاب) ، فان هذه المجموعات عندما تتحدث عن الاوضاع فأنها تراعي المزاج لكلا الطائفتين ، لكنها أيضا وفي بعض ألاحيان، تحاول (خلط السمن بالعسل) . فكتاباتها قد تبدوا انها متعاطفة مع الديمقراطية ، لكنها في نفس الوقت، تكيل الاعتراضات والاتهامات للحكومة (الشيعية) . وتلك الانتقادات لا تنطلق من وجهة نظر أمينة.

- أما الفئة الثالثة ، فهي التي تمثل الغالبية في القيادات السياسية السنية . وهؤلاء هم من يجاهرون بعدائهم وتحديهم للحكومة المنتخبة . وهم وراء كل اسباب الارهاب والفوضى والاغتيالات والفساد والدمار الذي لحق بالعراق وأثبتوا تصميمهم المطلق، ليس فقط من اجل تخريب العملية السياسية ، بل وأيضا تخريب الحياة برمتها لشعبنا، من اجل عودة الحكم السني متمثلا بالنظام البعثي.
فهؤلاء يعتبرون الفوضى في الانبار هي الشرارة التي ستمتد الى باقي محافظات العراق ، فنراهم يستميتون من اجل ان تزحف هذه الفوضى بحجة الطائفية من اجل اشعال نار الحرب الاهلية. وهؤلاء لا يستطيعون تحقيق مأربهم وحدهم ، ومن اجل ذلك ، جاء تهديد الجربوع عزت الدوري بجعل مجموعاته المسلحة في خدمتهم. ولكن المشكلة الكبرى ، وكما أسلفنا أعلاه، ان بينهم رؤوسا كبيرة وشخصيات في اعلى مراكز السلطة ، والسلطة التشريعية بالذات وفي بعض الوزارات أيضا. وهذه الرؤوس هي وراء ما يجري الان ومن قبل معا. ولكن الحكومة لا تستطيع التصريح باسماء هؤلاء تحت هذه الظروف الحرجة. فهذه الشخصيات السياسية هي حلقة الوصل بين البعثيين في الخارج و الانظمة التي تم ذكرها أعلاه.

وفي الختام ، فمن اجل الارهاب والتخريب واسقاط الحكومة المنتخبة والنظام الجديد ، استعانت هذه القيادات الارهابية من السنة بانظمة السعودية وقطر وتركيا. فتلك الانظمة كانت ولا تزال من يقوم بدعم وأدامة ارهاب هذه القيادات السياسية ، كما ولا تزال وراء جميع الكوارث والمصائب والارهاب والمفخخات والاسلحة الكاتمة والقتل لمئات الالوف من شعبنا ، فضلا عن هدرها للثروات الوطنية وتعطيل الاعمار وتشجيع الفساد في مرافق الدولة والوقوف ضد اي انجاز للحكومة يهدف خدمة العراقيين.
ولكن محاولات هذه القيادات السياسية الدموية بائت بفشل ماحق في تحقيق أهدافها من اجل عودة الحكم السني – البعثي ثانية، بعد ان واجهت جهودا عسكرية وطنية جبارة من أبطالنا ألاشاوس في القوات المسلحة وقوات الامن ، فضلا عن مواقف الشرفاء الخيرين من القيادات الوطنية السنية التي كان لتصريحاتها الوفية دورا كبيرا في أسقاط شرعية تلك القيادات السياسية العميلة. فشعبنا لا يمكن ان تقوده مجاميع باعت ضمائرها للوهابيين من اجل قتل العراقي البريئ ، أو تقسيم العراق ، ثم بعد ذلك تستمر تلك القيادات في مراكزها السلطوية وتمثيلها للنظام الديمقراطي في العراق الجديد وهم اعداء وخونة شعبنا.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط