الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا نحن هكذا

كاظم الخفاجي

2013 / 1 / 8
المجتمع المدني


الكل يلعن الطائفية صباح مساء ويدعو بالويل والثبور لكل من ينادي بها وهذا شىء حسن ومطلوب ومرغوب وهو الاساس الذي يبني العراق حاضرا ومستقبلا وبخلافه نحن مقبلون على ايام سوداء ، لكن هذه المناداة والدعوات بنبذ الطائفية تبقى صيحات ونغمات نشاز في فضاء واسع لا يسمع صداها لدى المتلقي الاخر مالم تكن مقرونة بسلوك وطني يبتعد قولا وسلوكا عن كل مايثير لدى الاخر شعورا بأن المتحدث غيرمؤمن بما يقول ، فلو أقترنت أقوالنا بأفعالنا اليومية وسلوكناالدائم بأننا نفعل ما نقول وحقا نقول ، فلوو عبر أحدنا حدود محافظته الى محافظة أخرى فيجب النظر اليه على أنه عراقي يملك الحق في التنقل والعيش والعمل في أي بقعة من العراق ، نعم الدستور لا يوجود فيه مايحرم ما أسلفنا ولكن الكلام جميل ولكن الفعل غير ذلك فما معنى أنك تعيش في محافظة وتعمل فيها لمدة أكثر من ثلاثين سنة ولايحق لك الحصول قطعة من الدولة كونك غير مولود فيها ، وهذا يولد لديك شعورا بالاغتراب في وطنك ،كل القوانين والدساتير الملكية والجمهورية الدكتاتورية والثورية ولاحقا الديمقراطية بها مشتركات كثيرة وكلها تدعي لنفسها بأنها لا تحبذا الطائفية والاثنية والجفرافية وتكتب بين دفتيها كل ما هو جميل لكن سلوك الحكام غير ذلك فهم الذين يعملون على الاطر الطائفية والاثنية والجغرافية فهذا الحاكم بسلوكه يمالي طرفا على حساب طرف أخروهذا يولد للاخر شعورا بالتميزهذا التصرف من الوزير الفلاني والعلاني موجه ضده بدافع طائفي أو قومي شوفيني أو تمييز جهوي ، هكذا دفع الناس للاحتماء بالطائفة والعرق والعشيرة ، هذه المصائب هي من صنع الساسة ذوي النفوس المبتلية بنرجسية الطائفة، الكل منا يعتز بأصلة وعشيرته وطائفته وعرقة ولغته ولكن الهوية الوطنية هي خميتنا الكبرى هي أمنا وأبونا هي الحرف لنا في أبجدية الوطن ، الوطن أن ضاع ضعنا وأن تمزق ضعفنا وأن قل عطائه جعنا وأن شح مائه عطشنا ، ما أحلاه من وطن به السهل والجبل والصحراء والاهور به الشقراوات والسمراويات والمحخبات السافرات ، حلقي اللحى وغير ذلك من أشكال ، أنها فسيفساء وطني ، نداء الى كل أبناء وطني لا توقدوا تنانير الطائفية فلا يوجد رابح يمكن أن يخرج من هذة التنانير ، وعازفي هذه النغمات النشاز زائلون والشعب هو الباقي وقدرنا أن نعيش في هذا العراق الجميل رغم كل ما فيه وكل ما مر عليه من ظلم الحكام وغدر اولاد العم ونهب من الغرباء ولكن نحن هنا باقون لانه العراق الكريم بلد الحضارات وباني لحضارات قادمة لان قدره أنه مصدر الاشعاع الفكري والحضاري ولان دورة الحضارة دائرة مغلقة ولابد من عودتها مجددا ولكن بدون طائفية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية
عبد الرضا حمد جاسم ( 2013 / 1 / 9 - 02:50 )
تهنئه بالعام الجديد وامنيات بتمام العافيه
عزيزي انت اعرف مني بان البلد ذاهب الى المجهول
اكرر التحية


2 - شكر وتقدير
كاظم الخفاجي ( 2013 / 1 / 9 - 10:27 )
كل عام وانتم بخير أتمنى لكم مزيد من التقدم والرفاه وان المخفي أعظم وأمر

اخر الافلام

.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل


.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون




.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة


.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟




.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط