الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طقطوقة الاجندات الخارجيه

جمال المظفر

2013 / 1 / 10
مواضيع وابحاث سياسية



كثر الحديث عن الاجندات الخارجيه في العراق وباتت سمة التخوين هي السائده ، الحكومه تتهم الجهات المعارضة لها بتنفيذ اجندات خارجيه فيما تتهم المعارضه الحكومة بالاستئثار بالسلطه والاقصاء والتهميش والخضوع لاجندات اقليميه ايضا وبهذا القذف المتبادل يختفي المشروع الوطني الذي هو ابعد مايكون في نظر الساسه ..
الاجندات الخارجيه تتداخل في العراق ولا احد ينكرهذا ، هناك تأثير كبير للقوى الاقليميه والدوليه في المشهد السياسي العراقي ، فالتغيير في العراق لم يأت بجهد نضالي داخلي كما حدث في تونس ومصر وليبيا واليمن وانما كان بجهد امريكي وتحت سرف الدبابات وهدير الطائرات وبالتالي خضعت العمليه السياسيه في العراق الى تأثير الاحتلال الانكلوامريكي ، وما اقامة اكبر سفارة امريكيه في العالم ببغداد الا دليل على ان هناك تأثيرا كبيرا للدبلوماسية الامريكيه في هذا البلد بصوره ظاهريه او مبطنه ويكذب من يقول عكس ذلك ...فالسفارة تمتلك كل الملفات القادرة على تحريكها متى تشاء كما ان لدول الاقليم تدخلا في السياسه العراقية الداخليه وتحرك بعض الاطراف والاحزاب الموالية لها او المرتبطة بمشروعها السياسي ، فيما يؤثر المال السياسي بقوه في صناعة القرار السياسي ايضا ، وبينما توجه الاتهامات لجهات مواليه للسعوديه وقطر ومن ورائهما تركيا بالسعي لافشال العمليه السياسيه عبر تحريك الاحزاب والكتل المواليه لها وتدخلها في الشأن الداخلي تتهم المعارضه الحكومه بالارتماء في احضان ايران وتمرير مشروعها في الداخل وهي تهم تلقى جزافا من الطرفين مثلما ترمى كرة القدم بين اقدام اللاعبين ..
الحديث عن الاجندات حديث عن عمليه سياسيه مشوشه ، لم تتضح معالمها النهضويه لحد الان ولم نر سوى عمليه فوضويه خلفها الاحتلال الامريكي وهي ترجمه فاعله لمصطلح الفوضى الخلاقه التي اطلقتها القطه السمراء وزيرة الخارجيه السابقه كونداليزا رايس ، هذه الفوضى التي عمت العراق وجعلته مسرحا للعمل المخابراتي الدولي بعدما حل الاحتلال كل اجهزته الامنيه والمخابراتيه وجيشه ودمرت الياته ومعداته وطائراته وصواريخه بحيث اصبح ضعيفا غير قادر على حماية حدوده وبأمكان دوله صغيره مجاروه ان تحتله في ليلة واحده ..
في العراق ازمة سياسيه واخلاقيه ، فالاولى ازمة ثقه ،اي ان الشركاء في العمليه السياسيه لايثق بعضهم بالبعض الاخر وكل جهة تتهم الاخرى بالارتباط بمشروع خارجي من اجل افشال العمليه السياسيه وادخال العراق في اتون حرب طائفيه لاتبقي ولاتذر ، والازمه الاخلاقيه عندما لايعير الساسة اي اهتمام للشعب ويحاولون جره الى حرب طائفيه لادخل له بها عبر تصعيد الخطاب الطائفي والضرب على الوتر الذي يهيج المشاعر ..
تنفيذ الاجندات الخارجية تهمة سهلة الطرح ، ولكن معناها الاصطلاحي اوسع واعمق ، تعني الخيانه العظمى والاخيرة تخضع للماده اربعه ارهاب ، اي ان من ينفذ اجنده خارجيه يجب ان يحاكم كعميل وهذه التهمه كافيه للف حبل المشنقة حول كل من ينتقد او يرفع صوته ضد الحكومه ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال