الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جولة في رحاب التراث المعماري لمدينة فاس العتيقة (2/2)

جواد التباعي

2013 / 1 / 11
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


أثناء التجول في المدينة العتيقة تلاحظ بعض البنايات وقد دعمت جدرانها بالأخشاب تفاديا لخطر سقوطها على المارة . وعلى المستوى التنظيمي تم تخصيص شارات مميزة لكل مسار بالمدينة الأصيلة الزيارة وضبط المجال الحضري وهي كالتالي :
 الشارة الحمراء : مسار الصناعة التقليدية
 الشارة الزرقاء :مآثر تاريخية وأسوار
 الشارة الخضراء :القصور وحدائق عدوة الأندلس
 شارة بأزرق مفتوح : عدوة الأندلس
 الشارة البنفسجية :فاس الجديد
الشارة البرتقالية : الأسوار والتحصينات
لتستمر الجولة عبر المعالم التالية:
ـ فندق النجارين: هو أحد المعالم الحضارية للمدينة العتيقة يوجد بالقرب من القرويين ،يعود بناءه الى القرن 17م ،كان مخصصا لإيواء التجار والسلع غير الملوثة ولا تحدث ضررا .يتكون الفندق من فناء مفتوح توضع به البضائع وغرف للنوم تشرف عليه،أرضية الفناء مبلطة بالحجارة لمنع انزلاق الدواب وفي جنابته موازين وسفلي وطابقين .تم ترميمه بمساعدة خبراء أجانب وبنفس المواد التي شيد بها .هو الآن عبارة عن متحف للصناعة التقليدية الخاصة بالنجارة ومركز استراحة للسياح لأنه يشكل نقطة تقاطع بين مسارين الصناعة التقليدية والمآثر التاريخية.تشرف على الفندق اليوم مؤسسة محمد كريم العمراني .
ـ سوق النجارين:يرجع تاريخ بناءه إلى العهد الإدريسي يوجد وسط حي سكني فالطابق السفلي به حوانيت للنجارة والطابق العلوي مخصص للسكن يستخدم للتزود بالماء تقنية عبارة عن قناة عمودية لسحب الماء من البئر تقع وسط الجدار.تم ترميم السوق وتشبيب العاملين به .

ـ مارستان سيدي فرج : بني سنة 685 هـ خلال عهد يوسف بن يعقوب المريني ليصبح مستشفى متعدد الاختصاصات ، هو الأول في العالم لعلاج الأمراض النفسية، به مسجد ملحق وسقاية .
ـ سوق الحنة :مستطيل الشكل يقع قرب المارستان تنفتح على ساحته حوانيت متعددة ،لازال الى اليوم مخصصا لبيع الحنة ،وأدوات ومستحضرات الزينة ،وبالقرب منه توجد كانت توجد رحى مائية لطحن الأعشاب الطبية .
ـ زقاق الفخارين:يتميز بكثرة المنتوجات الفخارية رغم تحويل هذه الصناعة من وسط المدينة الى عين النقبي ثم الى كدية بن جليق مؤخرا لتفادي مشكل التلوث .
ـ دار الدبغ سيدي موسى : تعتبر من أقدم دور الدباغة بالمدينة العتيقة ،لازالت تعمل بنفس الطريقة التقليدية مع إدخال بعض الآلات الحديثة مثل "الفونة" واستعمال بعض المواد الكيماوية الملوثة ك:الأسيد والكلور والكاينور ... يتم العمل عبر مراحل فمن "المجاير" حيث يتم نزع الصوف الى وضع الجلد في حفر الصباغة ثم مرحلة التجفيف ثم ازالة الرواسب ...ونسجل هنا الحالة المتهالكة لهده المعلمة التقليدية، علما أن معظم دور الدباغة تم نقلها خارج أسوار المدينة بعيدا عن الأحياء السكنية لتجنب ما تصدره من روائح كريهة .
ـ ضريح مولاي إدريس:وهو ضريح مولاي إدريس الثاني الذي يرجع إلى القرن 9 م تحيط به مجموعة من الأعمدة المثبتة بين الجدران لمنع دخول الدواب إلى مايعرف ب" الحرم الإدريسي" .
ـ سوق الشماعين:هو سوق مخصص لمنتوجات الصناعة التقليدية النسوية كالشرابل(بلاغي) والتكاشط(قمصان نسائية من قطعتين داخلية وخارجية) وأدوات الزينة ....
ـ القيسارية: تشكل المركب التجاري للمدينة، وتضم غالبية الحرف والبضائع والمواد التجارية من حلي وملأ بس وغيرها ، شوارعها تتخذ نظاما شبكيا تعكس فيه طبيعة التنظيم والتوزيع الجغرافي لمجالات الإقتصاد الحضري، هذا المركب أعيد بناؤه سنة 1947م بعد الحريق الذي تعرض له ، حيث تم تعويض سقفه الخشبي بأخر إسمنتي .
ـ مسجد وجامعة القرويين: يعد هذا المسجد الجامعة في الآن نفسه ، من أبرز معالم المدينة الفاسية الأصيلة، والذي يعود تأسيسه إلى المرأة الفاضلة فاطمة الفهرية التي وضعت أول نواة علمية جامعية في العالم داخل هذا المجال، وقد تعذر علينا الدخول بسبب الزحام ، حيت اكتفينا بالوقوف عند باب الحفاة ودلالاته ، تم أهم المدارس المحيطة بالجامعة ، منها: مدرسة الصفارين، المصباحية، الشرطين، العطارين، كما أشار إلى الطاقة الاستيعابية للمسجد التي تتجاوز 20000 مصلي ومساحة تقدر ب 7000 متر مربع .
ـمحلات الدرازة: (صناعة الثوب بالطريقة التقليدية) قصدنا في وجهتنا التالية محل أحد الدرازين الذي وجدناه مغلقا ، لنتجه صوب محل أخر خاص بهذه الحرفة، هناك تولى أحد" المعلمين" تقديم معلومات وافية عن هذه الحرفة من حيث الآلات التي تستخدمها، والتقنيات والعناصر المكونة لها مثل" النزق" ، " المشطة" ،"الصابرة"،"المرمة"،والمنتوجات التي يتم صنعها حسب نوعية الخيط،وطول وعرض المنتوج(الجلابيب، الأغطية، الأثواب،...)، كما أشار إلى أهم الحرف التي يرتبطون بها ، خاصة النجارين والنيارين، رافق ذلك طرح عدة أسئلة من قبل الطلبة ، أجاب عنها المعلم .
ـ حدود المدينة التاريخية: حدود المدينة الإدريسية ،والمدينة التي بنيت في عهد المرابطين، تحدها أحياء التيالين ، الطرافين، الشرابلية ،عند زقاق الرواح
ـ سقاية الكلاب:تعكس هذه المعلمة المهجورة رمزا من رموزالتراث الثقافي،وأحد أهم مقاصد وقيم أبنية الوقف في المجال الحضري للمدينة القديمة موضحة اهتمام المسلمين بالجانب الأخروي في حياتهم ، هذه السقاية المخصصة لسقي الكلاب يتجه مسار مياهها نحو الماء المضاف مباشرة تبعا للحكم الشرعي فيها، عكس السقايات الأخرى، إلا أن مكانها يستغل حاليا من قبل أحد الباعة ، مما يحول دون رؤيتها ، ومعرفة مكانها من طرف الزائرين .
ـ مسار الصناعة التقليدية: عند قنطرة باب بوروس اتضح لنا الدور التكاملي الذي تلعبه الحرف التقليدية في علاقتها بالتنمية المجالية والسياحية، خلال هذا المسار ، تم المرور بفندق التازي المخصص لبيع الآلات الموسيقية ، وفندق السمن والعسل ، وبعض الأضرحة كضريح سيدي أحمد التيجاني ،مرورا بالمخرج الجديد الذي تم إحداثه بالمدينة القديمة في إطار مشروع تهيئة وإنقاذ المدينة الذي يتخذ بداية ونهاية للمسار الخاص بالزائرين إليها .
ـ دار ابن خلدون: قرب أحد دكاكين خراطي الخشب ، أشار الأستاذ إلى هذا المنزل الذي شكل سكنا لعلامة التاريخ وعلم الاجتماع إبن خلدون ، وضعت في بوابته ، لوحة تعريفية ، إلا أن المالكين الحاليين اعترضوا عليها بسبب ماتثيره لهم من إزعاج مما جعل هذه الدار التاريخية غير معروفة
لتنتهي الخرجة عند مكان انطلاقها عند باب بوجلود التاريخي بعد مسار قصير لم تتح لنا فيه زيارة مجموعة من المعالم العمرانية إما لضيق الوقت،أو إغلاق أبوابها لتزامن الجولة مع عطلة نهاية الأسبوع ، خاصة الموزع المائي للمدينة. فغادرنا المدينة الأصيلة أملين أن نعود إليها في القريب العاجل لاكتشاف المزيد من أسرارها .
فاس : 29/05/2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رداً على روسيا: بولندا تعلن استعدادها لاستضافة نووي الناتو |


.. طهران تهدد بمحو إسرائيل إذا هاجمت الأراضي الإيرانية، فهل يتج




.. «حزب الله» يشن أعمق هجوم داخل إسرائيل بعد مقتل اثنين من عناص


.. 200 يوم على حرب غزة.. ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية | #




.. إسرائيل تخسر وحماس تفشل.. 200 يوم من الدمار والموت والجوع في