الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيها السادة.. النظام لم يسقط بعد

محمد دوير

2013 / 1 / 12
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


في الكيماء، تتكون الذروة من نواة والكترونات ، تحمل النواة شحنة موجبة وتحمل الاكترونات شحنة سالبة ، وكلاهما يشكلان قوام الذرة وتعادلها ونشاطها من حيث القدرة علي الخول في تفاعلات كيميائية اخري . وفي علم السياسة هناك أيضا نواة تمثل السلطة الحاكمة ، والالكتورنات التي تحمل شحنة سالبة معارضة لهذا النظام وكلاهما يكون وحدة معرفية وسياسية واحدة تكسب هذا النظام السياسي قوامه وصورته وشكله . وحينما نريد التخلص من نظام فلا يصح أن نتخلص من النواة فقط بل يجب التخلص بكل تأكيد من قانون العلاقة بين النواة ومحيطها لان هذا المحيط هو جزء من قواعد اللعبة ولا يفهم الا وفقا لتلك القواعد التي تشكل نظرية المعرفة لديه وتكون وعيه السياسي. والثورة هي بالاساس تغيير ليس في درجة الوعي ولكنها تغيير نوعي فيه ، والتغيير النوعي هنا يعني اعادة انتاج لفهم جديد وعقول جديدة ، وهذا الشرط لا يمكن أن يتوفر فيمن قبل قواعد اخري صارت قديمة وبالية جدا علي تجاوز محن الماضي..وبالتالي فادارة الصراع الثوري – ان كنا نعترف بالثورة المصرية – كتغير جذري تستلزم بالضرورة الخروج من اوهام كثيرة أهمها أن معارضي النظام السابق هم ثوار اليوم ، فلا الاخوان ثوريون ، ولا معارضيهم ممن كانوا يعارضون مبارك هم أيضا ثوار حقيقيون ، فكل ما تموج به الساحة اليوم ليسوا أكثر من وجوه اعتقدت ان بامكنها ان تتحول لتصبح ثورية بمقاييس جديدة طالما يجيدون الحديث عن الحريات والديمقراطية وتداول السلطة وتمكين المراة والعدالة الاجتماعية .. الخ .. ولكن يبقي الخلاف الاساسي ان من ادار صراعا توافقيا في يوم ما مع نظام سابق لا يمكنه ادارة صراع ثوري جذري مع مستقبل مجهول.. هنا فانني لا افهم النظام سوي بشقيه الحاكم والمعارض .. فكلاهما يفهم نفس اللغة ويعي نفس قوانين الوعي الخاصة بمرحلته .. واذا اردنا أن نتحدث عن ثورة ، فمطالبها فقط ليس هي حجر الزاوية ، بل أيضا ممثليها ونوابها ... فالفكرة وحاملها وجهان لعملة واحدة وكم من الافكار سقطت لان من يتبناها ليس مؤهلا لتطويرها أو الدفاع عنها ، وجزء كبير من أسباب تراجع ثورتنا أنها صارت في يد من كان جزءا من النظام القديم .. ومن هنا اقو لان النظام السابق مازال يحكم .. المعارضة جاءت الي الحكم .. والشباب – الثورة الفعلية – كانوا في النظام السابق مهمشين .. وفي النظام الحالي ايضا مهمشين .. وان اختلفت مواقعهم .. ربما هو اسوأ حالا اليوم مما سبق ، لانهم في هذه المرة قدموا تضحيات حقيقية ولم يحصدوا ضمان المستقبل الذي هو ملكهم بالاساس..النظام لم يسقط بعد أيها السادة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري