الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معركة قرية باب الشمس النضالية, ابداع شعبي, وتخلف قيادي:

خالد عبد القادر احمد

2013 / 1 / 13
القضية الفلسطينية



في سجل وواقع صراع التحرر الوطني الفلسطيني مع الاحتلال الصهيوني, وثق وجسد ( شعبنا ) الفلسطيني دائما, وهو يعيد ويؤكد بمعركة قرية باب الشمس وجود ابداع نضالي جديد متميز غير مسبوق, وكالعادة يسجل لشعبنا منها كل ما هو ايجابي فيها, ويسجل على القيادة الفلسطينية كل ما احاطها بها من سلبيات,
فلقد امتلكت مبادرتنا الشعبية الجرأة الوطنية على تحدي الاحتلال الصهيوني وسياسته الاستيطانية, ورفضه الاعتراف الدولي بفلسطين دولة تحت الاحتلال, وجسد على ارض الواقع وفي قلب الصراع تجسيدا ماديا المضمون العملي الذي يتيحه القرار الدولي من خلال بناء قرية باب الشمس, وفرض بذلك معركة احسن الاعداد لها على العدو, الى درجة انها فاجأت ليس العدو فقط بل والقيادة الفلسطينية على السواء واربكتهما, وفي حين يمكن القول ان القيادة الصهيونية استعادت سريعا زمام المبادرة, الا انه وللاسف فقد استوطنت المفاجأة والارباك القيادة الفلسطينية الى درجة منعت عنها ( الالمحية وسرعة البديهة والالتقاط الوطني) في كيفية التعامل مع مثل هذا المستوى من المفاجاءات, واجبرتنا على استذكار سرعة بديهة المرحوم القائد ياسر عرفات, والذي لم تكن بديهيته تعجز عن التعامل مع مثل هذه المفاجأت, فكان سريعا ما يتخذ الاجراء ويطلق التصريح السياسي المناسب الذي يخلق الالتفاف الشعبي حول المبادرة الوطنية ويوجهه توجيها خلاقا,
اننا نوجه تحيتنا وتقديرنا لمن طرح فكرة معركة قرية باب الشمس, ولمن اعد لها, ولمن شارك بتجسيدها في الواقع, ولمن صمد في القرية وهو يدرك ان قوات الاحتلال ستتصدى لهذه التجربة النضالية الفلسطينية وستعمل على انهائها بكافة سبل القمع, وفي المقابل نسجل على القيادة الفلسطينية عجزها عن الارتقاء لهذا المستوى النضالي الشعبي المتميز, وعجزها عن تقديم ابسط اشكال الدعم والاسناد لها, بل حتى العجز عن اضفاء الشرعية عليها
ان المفارقة المبكية في هذه الواقعة هي ان الحس الشعبي ادرك جوهر القرار الدولي بالاعتراف بفلسطين دولة تحت الاحتلال, والذي من ابسط المعاني له حق الشعب الفلسطيني في التصرف بحرية في وطنه, وفي حقه في مقاومة الاحتلال باشكال النضال التي يراها مناسبة لتحقيق هدف التحرر ومنها حق البناء وحق التصدي لسياسات الضم والاستيطان الصهيونية, وقد جسد ذلك في معركة بناء قرية باب الشمس حيث خلق
1- التفاف كافة اتجاهات الطيف السياسي الفلسطيني وتوحدت على خوض هذه المعركة الوطنية, دون الحاجة الى التفاوض على التصالح والمحاصصة كما تفعل قيادات الفصائل المنتفخة وطنية زائفة لا يهم اكانت علمانية او طائفية الاتجاه, فقد التقط اولوية اداء الواجب على تحصيل المردود السياسي, واولوية ان يكون المردود السياسي لعموم فلسطين لا اوسمة تتقاسمها حركتي فتح وحماس
2- تجاوز منطق المناطقية في العمل الوطني والتمسك بمنحى وحدة التوجه الوطني العام, مما يوجه لطمة وصفعة كبيرة للمقولات المهينة لوحدتنا الوطنية التي قسمت الوطن والشعب الى نطاقات الضفة الغربية وقطاع غزة, حيث تشارك اداء هذه المهمة الوطنية الشباب الفلسطيني من كافة المناطق,
في مقابل هذه الصورة المضيئة, نجد هبوط كبير في مستوى قيادة المؤسسة الرسمية السياسية الفلسطينية لهذه المعركة, فقد تخلت هذه المؤسسة عن دورها كمؤسسة دولة في الاشراف على قيادة المعركة وانفرطت الى ( رموز ) حكومية وفصائلية تنافست على السبق الاعلامي منها, وفي حين كان مفترضا ان تعقد الحكومة الفلسطينية فورا اجتماعا خاصا بهذه المعركة نراها و نرى مؤسسة الرئاسة في غياب عن اداء دورها, حيث لم يصدر عنهما مرسوم واحد يضع المعركة في اطار ممارسة الدولة الفلسطينية لشرعيتها على ارض الوطن كمؤسسة ادارة شأن وطني, وعوضا عن ذلك نجد الاسماء الحكومية والفصائلية اللامعة تتوجه لاثبات تواجدها في المعركة ومحاولة نيل نصيبها من مردود المعركة ووصل الامر حد ان احد القيادات الفصائلية لم يغادر الصورة الاعلامية لها, وكان هذا هو جوهر مهمته القيادية
في المقابل لا بد من مقارنة السلوك القيادي الصهيوني الذي وإن كنا نكن له الكره والعداء الوطني, الا انه لا بد من الاعتراف له بان قيادته للمعركة كانت بمستوى رجال الدولة, حيث بادر الى اتخاذ القرارات التي تتناسب وقناعاته الايديولوجية السياسية, الى درجة تحدي نتنياهو لقرارات محكمة العدل الصهيونية والاصرار على ازالة القرية, فهل امتلكت قيادتنا الايمان الايديولوجي السياسي اللازم للارتقاء الى مثل هذا المستوى في ادارة الشأن الوطني.....؟ ومقابلة التحدي الاستعماري الصهيوني بتحدي وطني فلسطيني......؟
لقد عرت معركة قرية باب الشمس الشعبية الفلسطينية اهلية القيادة على كافة مستوياتها, الرسمية والفصائلية واثبتت ان الشعب الفلسطيني بحاجة الى قيادة جديدة شابة قادرة على قبول التحدي الاستعماري واطلاق المبادرة الوطنية, وهي حقيقة يجب ان تعصف وجه كل اسماء من يطرحون انفسهم رموزا للعمل الوطني ونضال التحرر الفلسطيني, لا نستثني منهم امردا ولا ملتحيا,
ان ما يمكن ان يقال في هذه المعركة اكثر بكثير مما جاء في هذا المقال, الا اننا احببنا ان نسلط الضوء على اهم ما في التجربة, فمن المتوقع ان يكرر شعبنا الفلسطيني خوض معارك اخرى من نفس نمط هذه المبادرة, ولذلك نلفت نظر القيادة الفلسطينية الى ضرورة ترقية ادائها القيادي ليكون على مستوى رقي المبادرة الشعبية, فقد قدم الشعب الفلسطيني الدليل تلو الدليل على ان الانخراط في اداء المهمة الوطنية هو طريق التوحد, اما التفاوض على ربط المصالحة اما بمقولة حل الدولتين او مقولة الدولة المؤقتة, فهو هدر للقدرة الفلسطينية على التحرر, وتقييد لها برؤى فئوية فصائلية كلاهما خاطيء وفاشل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفكيك حماس واستعادة المحتجزين ومنع التهديد.. 3 أهداف لإسرائي


.. صور أقمار صناعية تظهر مجمعا جديدا من الخيام يتم إنشاؤه بالقر




.. إعلام إسرائيلي: نتنياهو يرغب في تأخير اجتياح رفح لأسباب حزبي


.. بعد إلقاء القبض على 4 جواسيس.. السفارة الصينية في برلين تدخل




.. الاستخبارات البريطانية: روسيا فقدت قدرتها على التجسس في أورو