الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور الجيش العراقي على مر التأريخ إقتصر على حماية السلطة وقمع الشعوب العراقية

قاسم محمد علي

2013 / 1 / 13
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


إحتفلت الدولة العراقية في 6 كانون الثاني بالذكرى ال 92 لتأسيس الجيش العراقي. لقد شاهدنا وسمعنا شعارات "البطل والباسل والبار والأغر" الذي أطلق على هذا الجيش، الذي تأسس أصلاً بقرار وبموافقة بريطانية، وكما أشار الأستاذ حسن العلوي ويعترف في كتابه "الشيعة والدولة القومية في العراق"، "الجيش العراقي لم يكن يتشكل بدون موافقة الإدارة البريطانية، وحيث نصت الإتفاقية العسكرية الملحقة بإتفاقية عام 1922 "ربط الجيش العراقي بالمعتمد السامي البريطاني" الذي له الحق وحده بإصدار الأوامر للجيش العراقي بالتحرك" . وبالتالي ما كان يصبو اليه الإحتلال البريطاني آنذاك والأهداف الكامنة وراء الموافقة البريطانية لتأسيس الجيش العراقي كانت لحماية مصالحها وإبعاد الدور البريطاني من ان يكون طرفاً مباشراً في قمع الشعوب العراقية، وإنما الذي سوف يقوم بالقمع هو الجيش العراقي الذي تشكل. إن الجيش العراقي لم يتشكل من اجل حماية حدود العراق الخارجية، لأن الحماية الخارجية كانت وظيفة الإحتلال البريطاني آنذاك، وبالتالي كانت كل حروب الجيش العراقي داخلية لقمع الشعوب العراقية، وهكذا أصبح هذا الحيش الذي تتباهى به السلطة الحاكمة في العراق اليوم أداة القمع بيد الأنظمة العراقية المتعاقبة منذ زمن الملك فيصل الأول وحتى اليوم، ودوره إقتصر فقط في حماية السلطة وضد مصالح الجماهير والقوى الوطنية والحركات التحررية للشعوب العراقية وبندقيته كانت متجه بطول تأريخه الى صدور العراقيين.

إن تشكيل الجيش العراقي لم يكن على أسس وطنية وبالتالي مهماته لم يكن وطنية على الإطلاق. أيادي هذا الجيش ملطخة منذ تأسيسه بدماء الشعوب العراقية وبإرتكابه أبشع المجازر البشرية بحق العراقيين وبحق الشعوب الكوردستانية. وبالتالي الإحتفال بذكرى تأسيس هذا الجيش هو إهانة الى أرواح المناضلين والوطنيين العراقيين، إهانة الى أرواح شهداء الحركة التحررية الكوردستانية والذين ناضلوا جميعاً ضد الأنظمة العراقية الإستبدادية وضد الظلم والإضطهاد وضد إغتصاب الحقوق الوطنية والقومية للشعوب العراقية.
قام الجيش العراقي في تموز عام 1924 بقمع الإنتفاضة الجماهيرية للشعوب الكوردستانية التي طالبت بتشكيل الدولة الكوردية في حدود ولاية الموصل (كوردستان الجنوبية او كوردستان العراق) بقيادة الشيخ محمود الحفيد.
إستمرار بريطانيا على نهج سياسة دمج الكورد بالعراق ومنع قيام دولة كوردية مستقلة في المنطقة، قام الجيش العراقي في عام 1943 بأوامر الإحتلال البريطاني بقمع الإنتفاضة الجماهيرية للكورد في منطقة بارزان.

أيادي الجيش العراقي ملطخة كذلك منذ تأسيسه بالإنقلابات العسكرية السوداء، حيث إشترك الجيش العراقي في عام 1936 بأول إنقلاب عسكري بقيادة بكر صدفي. في نفس العام قام الجيش العراقي بالهجوم على الجماهير العراقية في الرميثة وسوق الشيوخ وأقدم على مذبحة هناك بشكل لم يقوم به حتى الجيش البريطاني.
في عام 1963 نفذ الجيش العراقي إنقلاباً عسكريا أسود بقيادة عبد السلام عارف الذي أطاح بنظام حكم عبد الكريم قاسم، رغم التظاهرات وحرب الشوارع ضد الإنقلاب، وتم إسكات وخنق صوت الجماهير الغاضبة برصاص الجيش العراقي الذي إرتكب المجازر والمذابح بحق المناضلين العراقيين.
في عام 1968 إشترك الجيش العراقي مرةً أخرى في إنقلاب عسكري أسود وأوصل حزب البعث الى السلطة وأزاح بنظام عبد الرحمن عارف.
في عام 1974 شارك الجيش العراقي في حرب داخلية دموية ضد الحركة التحررية الكوردستانية وضد تطلعات الشعوب الكوردستانية الى الحرية والديمقراطية والمساواة في الحقوق القومية.
في عام 1988 إستخدمت القوات المسلحة العراقية الأسلحة الكيمياوية المحرمة دولياً ضد الشعب الكوردي الأعزل في مدينة هه لبحة الكوردية مما أدى الى مقتل اكثر من 5000 كوردي من النساء والأطفال والشباب والشيوخ من أهالي المدينة والذي هز الضمير البشري في العالم، حيث آثار ومخلفات تلك المجزرة البشعة التي إرتكبتها القوات المسلحة العراقية الفاشية بحق المواطنيين الكورد العزل باقية حتى يومنا هذا.
في عام 1988 ايضاً بدأ الجيش العراقي بعمليات الأنفال السيئة الصيت بشكل مبرمج ومنظم لإبادة الكورد في كوردستان العراق أرضاً وشعباً. راح ضحية تلك الحملات وسياسات التطهير العرقي، والتي هزت الضمير البشري في العالم مرةً أخرى أكثر من 180 الف كوردي، من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، وتم دفنهم في المقابر الجماعية ورفات غاليبيتهم غير معروفة حتى اليوم. هذا بالإضافة الى إن الجيش العراقي دمر أكثر من 5000 قرية كوردية آمنة خلال تلك العمليات وقضى كلياً على مقومات الحياة في مناطق عمليات الأنفال ولم ينجو من شراسة ودموية هذا الجيش الفاشي حتى الحيوانات البرية في تلك المناطق الكوردستانية. وبالتالي إعتبار يوم 6 كانون الثاني عطلة رسمية في إقليم كوردستان بمثابة الخزي والعار لحكومة إقليم كوردستان، بل على العكس كان يتوجب على حكومة إقليم كوردستان ان تعتبر هذا اليوم يوم الحداد والحزن ورفع راية سوداء في كل بيت في الإقليم وتقديم التعازي للشعوب الكوردستانية ولأهالي وذوي شهداء هه لبجة والمؤنفلين والكورد الفيليين وذوي شهداء البارزانيين، بمناسبة هذا اليوم المشؤوم والأسود.

في 2 آب عام 1990 إحتل الجيش العراقي دولة الكويت وقام بالقتل والنهب والسرقة ودمر الدولة وبنيتها التحتية وجميع مؤسساتها.
في عام 1991 قام الجيش العراقي بقمع الإنتفاضة الشعبانية في مناطق الوسط وجنوب العراق و إرتكب أبشع المجازر بحق الأخوة من شباب الشيعة في تلك المناطق ودفن غالبية المواطنين المدنيين أحياء تحت التراب.

هذه هي أمجاد وبطولات الجيش العراقي في الماضي حتى سقوط النظام العراقي البائد عام 2003 ولم يقف هذا الجيش يوماً مع شعبه رغم كل ما يقال ويكتب عن امجاده وبطولاته المزيفة ولا يتذكر الشعوب العراقية ولو حالة واحدة تشير الى عصيان أو رفض هذا الجيش لقرار السلطات الحاكمة بضرب الإنتفاضات الجماهيرية والحركات التحررية الوطنية والقومية في العراق.

إن وضع الجيش العراقي اليوم ليس أفضل مما كان عليه في السابق، من ناحية تم زج الجيش مرةً أخرى في القضايا السياسية ويستخدم أداة بيد السلطات الحاكمة لحسم القضايا السياسية الخلافية ومن ناحية اخرى تم تحويل هذه المؤسسة العسكرية الى أداة قمع لحماية النظام وضد المصالح والحقوق الوطنية والقومية للشعوب العراقية، حيث تقمع قيادة عمليات الأنبار والموصل وصلاح الدين، الجماهير العراقية الغاضبة التي تطالب بالحقوق الدستورية والقانونية المتمثلة بالإفراج عن أبنائها وذويها من السجناء والسجينات الأبرياء (ونكرر الأبرياء)، كما تطالب هذه الجماهيرالدولة بتقديم الخدمات وتوفير فرص العمل لها. من جانب آخر تحاصر قيادة عمليات دجلة التابعة للجيش العراقي، المناطق الكوردستانية المستقطعة عن الحدود الإدارية لإقليم كوردستان، حيث يحاول رئيس الحكومة بهذا الأسلوب العسكري والديكتاتوري وبإستخدام المؤسسة العسكرية، القفز على الدستور وحسم قضية المناطق المتنازع عليها حسب المادة 140 من الدستور وفرض سياسة الأمر الواقع في تلك المناطق بالخيار العسكري.

مع سقوط النظام العراقي البائد عام 2003 كنا نتمنى أن ينتهي معه دور الجيش العراقي من أداة القمع بيد السطات الحاكمة ويتحول الى جيش الشعب لحماية المواطنين وتوفير الأمن والإستقرار لهم ولمكافحة الإرهاب وحماية حدود العراق الخارجية من إحتمال الخطر الخارجي والتصدي للعناصر الإرهابية القادمة من خارج الحدود، كنا نتمنى ان يكون ولاؤه للأرض والشعب في العراق الجديد وليس للأنظمة الحاكمة. لكن للأسف الشديد الجيش العراقي ماضي في إداء نفس الدور القديم في خدمة النظام وفي حماية النظام وإن هذا الجيش اليوم أيضاً أداة بيد السلطات الحاكمة لقمع الشعوب العراقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إنسحاب وحدات الجيش الإسرائيلي وقصف مكثف لشمال القطاع | الأخب


.. صنّاع الشهرة - تيك توكر تطلب يد عريس ??.. وكيف تجني الأموال




.. إيران تتوعد بمحو إسرائيل وتدرس بدقة سيناريوهات المواجهة


.. بآلاف الجنود.. روسيا تحاول اقتحام منطقة استراتيجية شرق أوكرا




.. «حزب الله» يشن أعمق هجوم داخل إسرائيل.. هل تتطورالاشتباكات إ