الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة المصرية.. تصحح مسارها بعيدا عن النخبة

محمد دوير

2013 / 1 / 14
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


في ليلة العاشر من فبراير من العام 2011 كانت ميادين مصر مكتظة بملايين المصريين من تيار الإسلام السياسي والقوي المدنية وشباب الثورة وكافة فئات الشعب. ثم قرر الإسلاميون الخروج من دائرة الفعل الثوري صبيحة التنحي مباشرة ، ويبدو أنهم قد قرروا التوجه مباشرة الي أقصر طريق للحكم وهو المسار الديمقراطي عبر صناديق الانتخاب والاستفتاءات، حيث ظلت القوي المدنية والشبابية تبحث عن أدوات صراع أخري سواء مع العسكر أو الفلول، وبقي الميدان هو رقعة الشطرنج التي يصرون علي إكمال الدور عليها كي يسقطوا كافة قطع الخصم ، فلا يكفي انتهاء الدور بـ " كش ملك "
دارت الدنيا .. عبر الشهور الماضية بين كر وفر وجرت خلالها عدة انتخابات وأكثر من استفتاء انتهت جميعها بمزيد من تمكين تيار الإسلام السياسي وانتهت بأن أصبح بين يديه رئيس الدولة وحكومته ودستور البلاد ، ويتأهب الآن لإكمال عناصر التمكين بانتخابات برلمانية قادمة تتم في ظرف استبدادي قهري لا يقل بحال عن الظروف السابقة من العهد السابق.
ويبدو أننا إزاء تحول آخر من تحولات الثورة المصرية ، تحول قد يضعفها عددا ، وحجة وقناعة لدي المصريين بالتضامن مع بقايا قوي الثورة بعدما قررت القوي المدنية متمثلة في جبهة الإنقاذ خوض الانتخابات القادمة علي جميع المقاعد، ستخوض الانتخابات بقاعدة أساسية والتي بموجبها يجب أن تكسب أكبر عدد من المقاعد ، وحديث كهذا يعني أنها ستدفع بالأكثر شهرة إعلامية وجماهيرية غالبا هم ليسوا من شباب الثورة الذين ظلوا يهرولون في الشارع السياسي بحثا عن مطالب ثورته التي أشعل فتيلها وقدم شهداء كثر من أجلها.. هنا سيحدث التخلي الثاني ، الأول كان من تيار الإسلام السياسي صبيحة التنحي والثاني عندما تخرج القوي المدنية الشباب من قوائمها في جميع المحافظات – ربما يضعون القليل منهم أو من النساء علي القوائم – وفور انتهاء العملية الانتخابية ، سيطرح الشباب علي أنفسهم السؤال التالي .. أين الثورة ؟؟ وأين نحن من هذا الوطن ؟؟ والإجابة ، أن المسار الديمقراطي ينتصر علي المسار الثوري ، ولا أحد يحاول إقناعي أن المسار الديمقراطي هو السبيل الآن لإحدث تغير منشود لأننا لا نسير بالفعل في ظل مسار ديمقراطي حقيقي فكل شيء يحدث الآن هو مزيف بدرجة كبيرة منذ لجنة طارق البشري حتي الآن ..نحن لا نخوض انتخابات في ظل تكافؤ فرص عادية ، لقد قبلنا منطق تيار الإسلام السياسي فيما وضعه للوطن والثورة من ملامح خارطة طريق تعيد البلاد إلي الوراء لأكثر من مائتي عام ، والأخطر من ذلك قبلت القوي المدنية الانسلاخ عن شباب الثورة بحجج واهية أو بضعف البصيرة السياسية أو ضعف الارداة الثورية واعتقدوا في كل مرة أن بإمكانهم التغلب علي فصيل سياسي لا يتورع عن استخدام كافة لغات التخوين والتكفير بل والضرب والحصار والتعدي علي الممتلكات العامة والخاصة ..
إذن لم يبق من الثورة غير مطالبها التي لم تتحقق وشبابها الذين لم ينجحوا بعد سوي في إفساح الطريق أمام الإخوان لتولي الحكم بفعل عوامل كثيرة من أهمها أن الوطن قد أصيب بنخبة هي نكبة عليه وعلي ثورته وعلي شبابه..واعتقد أن هذه الانتخابات المنتظرة في مارس القادم ستكون نهاية حقيقية لكثير من القوي المدنية – إلا من رحم ربي – وسف يدرك الشباب حينها أن من يصنع المستقبل ليسوا هؤلاء المرشحون بمتوسط أعمارهم الذي يقارب السبعين بل سيصنع المستقبل من سيعيشه . سوف تنتهي الانتخابات القادمة ويتجاور المدني والمتأسلم داخل القاعة العامة للمجلس أو في اللجان النوعية يثرثرون بكلام فارغ .. وتبقي الثورة نار مستطيرة تحت رماد هؤلاء الذين ركلوها بأحذيتهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي


.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا




.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024


.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال




.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري