الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة

طالب عمران المعموري

2013 / 1 / 15
الادب والفن


قصة قصيرة
خائف مخيف
تحدث وعينيه تدمع، ويقشعر جسده، كأنه البارحة، تلك السنين العشرون المنصرمة.. كان هو اليوم الثالث بعد دعوتنا للخدمة العسكرية الإلزامية ، في مركز تدريب المشاة ، وسط صراخ وأوامر ضابط الصف المعلم الأجش،.. انزع التجهيزات.. تراجع عن قوله .. البس التجهيزات ، قادنا إلى ساحة الميدان ، أمرنا بالجلوس وبصفوف منتظمة ، بعد لحظات دخلت إلى الساحة سيارات لاندكروز بيضاء ذوات الزجاج المظلل وبسرعة جنونية ، والتي طالما كانت مصدر إثارة خوف المواطن وتردده إذا حاول عبور الخطوط الحمراء، نعم (الخوف أكثر دواما من الحب)، ترجلوا من العجلات ، رجال يلبسون الملابس المرقطة والأحذية الحمراء ببنادقهم، يقتادون أناس مدنين، يصرخون .. ماذا قلتم لنا ..ماذا فعلنا ..أوثقوهم إلى الأعمدة بوحشية ، أصابنا الخوف والذهول ، أغميّ على الكثير من الجنود ومنهم من أصابهم الرجع ، وهم جنود جدد في الثامنة عشر من عمرهم ، شعور كل واحد منهم بأنه قد يكون الضحية القادمة، وسط أصوات الرصاص وصراخ الضحايا ، فارقوا الحياة ، بيد إن عيونهم مفتوحة بوجوه القتلة السفاحين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فعلاً خائف مخيف
محمد الياسري ( 2013 / 1 / 17 - 07:10 )
الاستاذ طالب عمران المعموري
صباح الخير
على الرغم من السرد الا ان نصكَ القصصي خائف مخيف أمتاز بحبكة عالية الجودة ، وواقعية الأحداث . لذا كانت بوابة خائفة مخيفة فعلاً لرصدها حالات لم تزل عالقة في الذهن البشري، فعلاً أنها كانت كالبارحة ،لأن مرارة الوحشية لم تزل أيضاً واضحة في جسد العالم ،تتناقل عبر أجيال مختلفة . ارى ان القصة جميلة أمتازات بالتكثيف اللغوي وتقارب الاحداث رغم بعدها الزمني ،سطورها جميلة أمتازات بالأيجاز، عالجت جانباً مأساوياً مظلماً،الاحداث فيها لم تشرق سوى برها من الوقت، الا ان مداها أخذ بعداً زمناكياً ممتد على طول جسد التأريخ الانساني.
أرى أنكَ قد وفقت في تجسيد الاحداث وتوثيق فلسفي لبقايا ذلك العهد النتن ، ارى وغيري قد لايرى ماراها وجب على الاديب والمثقف والكاتب أن يخلق سيطرة توازنية للأجيال على مر الزمان ، بيد ان يتعامل مع المفردة بدقة وشفافية في التعابير كي تصل جاهزة للمتلقي والقارىء على حدٍّ سواء. اراها قطعة فنية رائعة قد جسدت فيها سباقاً جميلاً بهذا اللون وهذا العنوان المرعب.
تحيتي ومحبتي
محمد الياسري
العراق/بابل
[email protected]

اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - بكاء الفنان أحمد ماهر على الهواء بعد عرض مشاهد


.. كلمة أخيرة - إزاي تحب واحدة تصطاد العقارب؟.. لميس الحديدي تس




.. كلمة أخيرة - أصعب مشهد مع رياض الخولي في صيد العقارب كان في


.. تلقائية سيمون في المسلسل مكانتش بتخلي المخرج أحمد حسن يعيد ا




.. كلمة أخيرة - غادة عبد الرازق تصفق للفنان محمد علي رزق على ال