الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أبطال من كرتون

سيماء المزوغي

2013 / 1 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


يا من تنصّب نفسك ربّا علينا..يا من تبني بأوهامك عرش الألوهية على البسطاء الضعفاء المنسيين ، أنؤمن بالواحد القهّار أم نؤمن بذلك المتأله ،أشعث اللحية ، من يبغي بالدين عرض الحياة الدنيا؟ من يصنع بطولة من ألم التونسيين و ينتصب على عرشها ؟
سأقول لمن يولدون من كذبة ويموتون بكذبة ويحترفون النفاق ويتّخذونه فنّا من عام إلى عام أنا لن أكتب عن جنّة خرافية يتربّع فيها الخليفة وأمامه مؤمنون به يجترون الكلام وبخور تفوح منه رائحة الأفيون ، ولن أكتب عن عرين السباع ولا عن مغارة الضباع ـ مع أنّ الأقنعة سقطت وعرفنا من هم السباع و من هم الضباع ـ ، لذلك لننظر حولنا جيّدا ، لنعد الكَرّة مرّة أخرى ، هل بيننا نبيّ معصوم أو إنسان خارق ؟ إذن كلّنا متساوون ولن يمنعنا أحد من أن نكون كالوادي يسير إلى الأمام ولا يلتفت إلى الوراء..
القائد المثقف السياسي هو الرجل الجديد القديم، رجل الأمس واليوم ؛ رجل المنعرجات الصعبة ، الرجل الحكمة ،خطاه يجب أن تكون عصارة تجاربه المتعدّدة والمتنوّعة ..يجب أن يكون رجل الهدوء و التوتر يعرف تونس جيدا وتعرفه جيدا يحيط بها من الدّاخل والخارج .. رجل دولة و رجل قانون ورجل فكر و ذوق، دبلوماسي ورجل إنقاذ وطني ..لذلك نستسمحهم عذرا إذا حاولوا تشويه من تنطبق عليه هذه الصفات ونراعي مشاعرهم إذا حاولوا محاربته ونغفر جهلهم إذا كادوا له كيدا..يعرفون حجمه جيدا لذلك بدؤوا بالسقوط الواحد تلو الآخر ، فكما انتشل تونس من الخطر يوما ما يستطيع أن يغرقهم في أدرانهم يوما آخر..

إن المثقف الحقيقي لن يستطيع تجاهل الأحداث الطارئة ولن يستطيع أن يتركنا نواجه أشباح الماضي وحدنا، حتى لو سمعنا بانتباه ما تنطقه الألسن الأخرى وحتى لو تعلّمنا مبادئ المراوغات وحتى لو سمعنا أراء كل الجهات والفئات، لن يترك تونس تغرق في مثلث برمودا بعد ما سارت في طريق النجاة فشباب الثورة أدرك بعد خيبات الأمل التي صفعته أنّ المواجهة السّلمية هي الحل الأنسب وأن الدّعوة بلطف إلي الحوار هي الأحرى حتى لا نتبادل أصابع الاهتمام وحتى لا تُستلّ إرادتنا وحتى لا تُنتزع منا شرارة طموحنا وحتى لانكون في وطننا بيادق في لعبة شطرنج وحتى لا يكون الإرث الثقافي التونسي بيدقا بدوره في لعبة شطرنج بأيادي خارجية ، نريد ببساطة أن نكون نحن بعقولنا نحن.
أولئك الذين ناموا ثم أفاقتهم الثورة ـ أفاقتهم دموع أمهات الشهداء .. أفاقهم صوت الرصاص في الصدور العارية وفي البطون الجائعة . ـ أفاقت الثورة أبصارهم ولم تفق بصيرتهم .. جاؤوا أفواجا من وراء البحار.. تركوا قصورهم ليحتلوا قصور تونس ..لم يتنفسوا هوائنا كما تنفسناه ولم يعرفوا زوايا تونس كما عرفناها . جاؤوا سعيا إلى السلطة ، فضحتهم ألسنتهم الكاذبة وشجعهم القذر
لذلك لا بد لشباب ثورة الحرية والكرامة، ممن كَذبوا عليه و أشبعوه أوهاما ووعودا انتخابية زائفة تَشيع ولمن يؤمن بالخبرة والحنكة والدّهاء السياسي ،لا بد لهم أن يشبكوا أيديهم مع بطل حقيقي لا كرتوني ،حتى نغدوا كالبنيان المرصوص لنُخرج تونس من الظلمات إلى النور فنحن لا نبغيها عوجا ونحن لسنا ممن يقولون ولا يفعلون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إنسحاب وحدات الجيش الإسرائيلي وقصف مكثف لشمال القطاع | الأخب


.. صنّاع الشهرة - تيك توكر تطلب يد عريس ??.. وكيف تجني الأموال




.. إيران تتوعد بمحو إسرائيل وتدرس بدقة سيناريوهات المواجهة


.. بآلاف الجنود.. روسيا تحاول اقتحام منطقة استراتيجية شرق أوكرا




.. «حزب الله» يشن أعمق هجوم داخل إسرائيل.. هل تتطورالاشتباكات إ