الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ناجح حمود ...والسيد النائب

حيدر مزهر يعقوب
(Hayder Al-jouranj)

2013 / 1 / 22
المجتمع المدني


منذ ان كنا صغارا ..كان الموجهون التربويون يرددون العبارة الاتية (( تصرفوا بسلوك مؤدب وحسن ..لأنكم تعكسوا تربية أسركم)).
ولا يختلف العقل والمنطق إذا قلنا أن المسافر الى بلد ما يعكس صورة موطنه الاصلي وحضارة شعبه وثقافة مجتمعه.
ولعل مباراة منتخبنا الوطني الأخيرة في خليجي 21 كان لها من التداعيات التي دفعت الكثير من أبناء الوطن الى التصرف بسلوك يحسب وللأسف سلبا على صورة العراق على الرغم من أن الخسارة كانت بطعم الفوز والشرف.
وإذا ما أردنا تحليل هكذا تداعيات نرى أن (السياسة المقيتة) لاقية بضلالها على السلوك اللفظي والفعلي على الكثير من الذين كانت لديهم (ثورة إنفعالية) لنتيجة المباراة ..ولا ينكر أحدا أن حكم المباراة لم يفلح سواء عن قصد او من غير قصد في الوقوف بمسافة واحدة من الفريقين في المباراة ، ثم ان مثل هكذا أمر وإن حصل فهناك جهات مسؤولة عن تقديم تقرير بالاعتراض أو تحديد مواطن الاخفاق بحق المباراة كالاتحاد الوطني وإتحاد الفيفا واللجنة المنظمة للبطولة.
وقد يتهمني البعض في أني أدافع عن دول الخليج او عن ناجح حمود أو جهة معينة... ولكن عزائي في ذلك انني مواطن ومشاهد للحدث ليس أكثر ..فلست بسياسيا ولا أمت لناجح حمود بصلة ما إطلاقا... لكنني اخاطب بعض من تولى بالتعليق والسب والشتم وهم محقون بإنفعالهم وإن تضمن إنحراف عن القضية المسببة ...والأولى بنا أن نراجع أنفسنا قبل أن نشتم وننعق لأننا نعكس صورة بلد اتسم بالعراقة والعروبة والكرم والاخلاق.
وأكرر أن التداعيات السياسية الغير ناضجة في بلدنا عكست إنفعالاتها على الحدث الرياضي وكان المؤشر الأول في ذلك (إنفعال معلق المباراة الذي كان الأجدر به أن يتمتع بلياقة مؤيد البدري الرياضية).
والمؤشر الثاني هو توريط بعض الجهات الحكومية بإعلانها قبل يوم من المباراة الى الجمهور للذهاب الى المنامة للتشجيع وكأن عملية السفر هي (هي ركوب سيارة من النهضة الى ساحة سعد في البصرة) ، فالجمهور له كل العذر في أن ينفعل ولكن ليس على دولة يتطلب إستحصال دخولها تأشيرة أو سمة دخول ولكننا نتصور الامر سهلا لأن بلدنا الوحيد بالامكان الدخول إاليه بإي وقت وبدون فيزا( البلد الوحيد بدون رسم فيزا).
فهو مشاع وسلس في الدخول والخروج (لمن هب ودب) وكان الاجدر بالجمهور أن يحمل الجهة التي اعلنت عن الذهاب مسؤولية الحصول على الفيزا، ولا عذر للجهات الحكومية في ذلك لأن المباراة لم تكن وليدة اللحظة... ولوكانت جادة في دعم الجمهور والمنتخب لأستعدت منذ المباراة ما قبل النهائية للبطولة.
وما أشبه هذا التصرف بتصرف الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم الذي أمر بتصميم (بوستر كارد) يتضمن صورة المنتخب الإماراتي وعلم الامارات ومكتوب عليه أربع أو خمس نقاط إرشادية توجيهية للمواطن الاماراتي إذا ما حل في بلد غير بلده ، هكذا تبث ثقافة السفر وجعل كل مواطن سفير لبلده ، وقد تم تسليم المشجعين الإماراتين هذا الكارد في بداية صعودهم الطائرات للذهاب الى البحرين.
كل ماتقدم قد يبرر تحت ما يسمى بسايكولوجية الحشود التي قد لا يسيطر عليها ، ولكن الأنكى من ذلك وما يؤرق الفؤاد ويزيد لوعة الالم هو إنفعال أحد أعضاء مجلس النواب الذي كان ذو حظ عظيم في ان يشهد المباراة هناك ولأنه إفتقر الى (التحكم بإنفعالاته) هرع الى رئيس الإتحاد ناجح حمود طالبا منه ان ينسحب العراق من بطولة كأس الخليج وكأن الأمر (نهوة عشائرية) وليس نتاج عشرات السنين من التنظيم والإنتصارات الرياضية، الأمر الذي وصل بالسيد النائب الى شتم ومحاولة ضرب رئيس الإتحاد.
أتساءل بالله ...هل هذا تصرف لأناس تمثل هوية بلد ..وأي بلد ... العراق.. أما كان الاجدر بالسيد النائب ان يصفع الفساد ..ويحل مشاكل البلد العالقة بسببه ومن معه من السياسيين...ثم كيف تناسى أن العراق بلد خليجي شاء أم أبى البعض ...وأن عضويته في البطولة هي ثمرة سنين طوال من العطاء الرياضي، وأخيرا.... ألا يفهم من ذلك هو خلق فجوة بين العراق ومحيطه العربي ، ولماذا هذه الوساوس النفسية لدى البعض في أن دول الخليج او الدول العربية لا تريد مشاركته او فوزه ... الى كل من يهمه الامر ان لا ينشر غسيله على حبال الأخرين... لقد فاز العراق.. ومشاعر الرغبة بالفوز وحدت العراق ...اكثر من البرلممانيين.. ولعب المنتخب بروح اللاعب الواحد ...وأن علم بطولة خليجي 22 سيكون في البصرة(عروس العراق)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيرانيون يتظاهرون في طهران ضد إسرائيل


.. اعتقال موظفين بشركة غوغل في أمريكا بسبب احتجاجهم على التعاون




.. الأمم المتحدة تحذر من إبادة قطاع التعليم في غزة


.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟




.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط