الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زهير سالم دس أم حرتقة سياسية

محمد زكريا السقال

2013 / 1 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


زهير سالم دس أم حرتقة سياسية ؟

الإتعاظ من التاريخ يفهمه الحكماء.
ليس مستغربا أن تدخل الثورة السورية هذا المنعطف الحاد ، وليس مستغربا أيضا أن تلوح بوادر ثورة مضادة بالأفق ، والأكثر مأساوية هو هذا الأيغال بنهج لن ينتج عنه سوى تذرير لقوى المجتمع السوري ، وزيادة الدماء والدمار ، والأخطر هو تفتيت بنية المجتمع ووحدته الوطنية.
عامان والثورة السورية بلا رأس ، تواجه أعتى وأصلف نظام عرفته المنطقة ، نظام دأبه الأساس جرنا لمعركة داخلية ، واثارة الفتن ، وتفجير كل نوازع التفتت والإنقسام ببنية مجتمعنا كي يثبت أنه الوحيد القادر على حماية مكوناته والدفاع عنها . هذه المعادلة كانت واضحة وجلية وكنا نحذر دائما بعدم الإنجرار لهذا البرنامج ، وهذه الحفر والألاعيب التي لا يمتلك النظام غيرها ليخرج من أزمته ويبرر قمعه وإجرامه.
كنا ندرك ومنذ البداية طبيعة هذا النظام المدعوم من كل قوى العالم والمنطقة باعتباره حارس الثكنة الصهيونية ، وحارس المصالح العالمية للشركات والرأسمال الذي استباح المنطقة ، لهذا كانت أولى الدعوات وأكثرها صدقاً بأن علينا التوحد والتمركز وراء برنامج وطني ، يستجيب لكل الأماني التي انتفض شعبنا وثار من أجلها ، والتي تتجلى باسقاط النظام ووضع أسس الدولة لسوريا الحديثة ، سوريا لكل مواطنيها محصنة بالدستور والقضاء والقانون الذي سيحمي الحريات ويؤمن أمن واستقرار كل مكونات الشعب السوري ، فلا مجال هنا للعبث ، والإنتصار لن يكون إلا بهذا الفهم ، والذي كنا نتوقعه سلوكاً وممارسةً من أطراف المعارضة وتحديدا الأطراف الإسلامية وخاصة الأخوان المسلمين.
الأخوان المسلمون بالتحديد مطالبون باثبات التزامهم بهذه الرؤية الوطنية أكثر من غيرهم ، مع الادراك التام بأن على المجتمعات ومنذ بداية القرن التصالح والتفاهم على المستقبل والتعايش ومع إيمان كثير من الأطراف بمبدأ الشراكة مع كل مكونات الوطن ، كما الايمان بأن الإسلاميين هم شركاء حقيقيون ، تطلب من الكثير منا العمل على ازالة التوهم والتخوف الذي كان يدبجه النظام عنهم ، وهو ما قمنا به وما زلنا نعمل عليه، لكن وفي نفس الوقت فإن النيات الطيبة لا تكفي بل علينا تحديد أسس هذه الشراكة وتثبيت عقدها بوضوح وبلا مواربة ، وهي حق الجميع بالحرية والتعايش كحقوق وواجبات ، هذا ما قاله وطنيوا سوريا وعملوا عليه ، ولكن ماذا فعل الأخوان بهذا الشأن!!.
لغاية الآن لم يقدم الأخوان المسلمون في سوريا جردة حساب يعلنوا فيها أدانتهم لأحداث الثمانينات التي يتحججون دائما بعدم مسؤوليتهم عنها ونحن نقول لهم أدينوا السلوك والممارسة التي حصلت باسم الدين وباسمكم ، والتي استفاد منها النظام ، كي يكرس فاشيته وجبروته وصلفه وكي يزج بكل قوى المجتمع بالسجون والمعتقلات .
لماذا لا تستفيدوا من هذه التجربة المريرة ، وتقدروا ان القوى الوطنية تريد ان تكونوا اخوتها بوطن يتسع للجميع ويمنح الأمن والإستقرار للجميع .
منذ بداية الثورة ومع واقع تجميد الأخوان المسلمين معارضتهم للنظام دون استشارة حلفائهم بالحركة الوطنية كأعلان دمشق على سبيل المثال وحيث كان التمني بتملك هذه الجماعة لوعي حقيقي كي لا تبقى في تغريدها خارح السرب ، وجدنا مع التجربة العملية بأنهم ما زالوا حريصين على هذا النهج ومن ثم يريدون احتكار ثورة الشعب السوري كله وقصرها على أمزجتهم وعلى مقاسهم بما فيها مصادرة قرارها وادخالها بتعقيدات لا تفيد بل تضر بمسارها ومستقبلها .
قام جهد كبير لتأكيد مبدأ الشراكة في الهم والنضال وبالمستقبل القادم في سوريا الوطن ، عقدت لقاءات مع الجميع وجرى التشديد على الاهتمام بالثورة وانتصارها وعلى تثبيت برنامجها ، حيث لا يمكن الإنتصار إلا بوحدة المجتمع والقضاء على الديكتاتورية ونظامها الفاسد وبأن علينا تجسيد طموحات شعبنا بالحرية والكرامة والعدالة . وظل الأخوان المسلمون يتهربون ويكابرون ويغذون كل عوامل الفرقة ، من تجنيد المسلحين واحتكار السلاح ومن ثم مصادرة القرار.
هذه المقدمة والمقالة عموماً تأتي ردا على المنطق الذي تحدث به السيد زهير سالم ، والذي لا يريد أن يتفهم وجود وطنيين ومناضلين من كل شرائح الشعب السوري ، مناضلون بالميدان من كل التلاوين ، نحن نقول بتركيب مجتمعنا ليس هناك طائفة لا وطنية ، وليس هناك مكون لا يمتلكه الحرص على الوطن ، هناك نظام طائفي نظام مجرم يستغل كل الثغرات ، ويلعب بكل المكونات ويعمل على تفتيت بنية مجتمعنا ، وعلينا ان نكون حذرين ويقظين لكل فخاخه ومكائده .
كيف قدر للسيد زهير سالم وهو يشكل منهجا وعقلا بالجماعة ان يصف كتائب الوحدة الوطنية بالطائفية وربطها بالنظام ، مستغلا ومتحينا ان النظام يبنى شبيحته ويطلق عليها الأسماء ،، جيش الدفاع الوطني ،، فراح يخلط الحابل بالنابل ، ولا نعتقد أن هذا جاء سهوا ولا عفو الخاطر ، بل عن دراية ووعي ، ليقول اننا نسيطر على المجلس والأئتلاف وعلى السلاح والمجموعات المسلحة ، وعليكم انتم المارقين أن تنصاعوا لإرادتنا ،،هل تريدنا ضمن مفهوم أهل الذمة.
يعتقد السيد سالم بإمكان منحه لصفة الوطنية ، واعطاء الشهادات وتزكية المناضلين
ولا يتخيل تاريخ من النضال والتشرد والسجون والمعتقلات للكثير من المناضلين من أجل سوريا وحريتها و انعتاقها من الإستبداد والعسف.
واهم السيد زهير سالم وواهمة هذه الجماعة ، ولا تريد وحدة ولا تريد وطنا للجميع وتدلل كل الترهات والنوايا التي تدبرها هذه الجماعة للسيطرة على قرار الثورة ، ففي الوقت الذي يعرف السيد زهير سالم وكل هذه الجماعة أن قدر سوريا هي دولة مدنية للجميع ، وعليهم الحذر من الحماقة والتفريط بهذه اللحظة التاريخية التي منحنا إياها شعبنا ودمائه .
يا أيها الذين آمنوا تعالوا الى كلمة سواء بيني وبينكم
ونحن نقول بعد قوله تعالى ،،، تعالوا وارجعوا الى وعيكم فالمرحلة دقيقة والمؤامرة عالية وكبيرة . وكفانا تفرقة لقوى الصف الواحد في وجه هذا النظام الديكتاتوري. وكفانا اتهامات بلا بينه ، ولنبتعد عن الحرتقات السياسية فلهذا وقت آخر بعد سقوط الطاغية.
محمد زكريا السقال









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيول دبي.. هل يقف الاحتباس الحراري وراءها؟| المسائية


.. ماذا لو استهدفت إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية؟




.. إسرائيل- حماس: الدوحة تعيد تقييم وساطتها وتندد بإساءة واستغل


.. الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع العقوبات على إيران بما يشمل الم




.. حماس تعتزم إغلاق جناحها العسكري في حال أُقيمت دولة فلسطينية