الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما يجب قرائته في الانتخابات الاسرائيلية:

خالد عبد القادر احمد

2013 / 1 / 24
القضية الفلسطينية


يعمل البعض كجراح خلال قرائته نتائج الانتخابات الاسرائيلية, في محاولة لفهم المتغير في الخارطة الايديولوجية السياسية للديموقراطية الصهيونية, وتوجهات ومعادلات وتوازنات قواها, تبعا لمتغيرات اهتمامات الناخب, وتجلياتها في الصندوق الانتخابي, لعل وعسى ان يجد مسارب في خارطتها تساعد على تمرير المشروع الوطني الفلسطيني من خلالها, وهو ما ( قد ) ندرجه في حال حسن النية تحت عنوان مقولة اعرف عدوك, ولكن هل هذه هي النية العفوية الفعلية المحلل الفلسطيني, ام ان نيته العفوية تندرج تحت عنوان اخر؟
لقد كان من الخلل الذي ارتكبته المنهجية السياسية الفلسطينية, في محاولتها ان تجسد بصورة عملية براغماتية, موقفها الايديولوجي السياسي من الكيانية الصهيونية, وهو موقف ينطلق اصلا من عقيدة ذات خلل فكري حول ( وطنية ) الصراع مع الكيان الصهيوني وباقي اطراف المنطقة, وهو خلل تقاطع مع حداثة الخبرة الفلسطينية في المناورة السياسية, ان شكل ذلك مسربا في الخارطة الايديولوجية السياسية الفلسطينية تسللت منه اطراف المنطقة بتوجيهاتها ونصائحها واغراءاتها وضغوطها, لتقنع القيادة الفلسطينية بعدم جدوى النظر سياسيا للكيانية الصهيونية باعتبارها كتلة احتلال واحدة, واقنعتها بضرورة قراءة الخارطة الايديولوجية السياسية للديموقراطية الصهيونية, وضرورة توظيف صراعاتها لصالح المشروع الوطني الفلسطيني, وهكذا ولدت في رؤيتنا الايديولوجية السياسية الفلسطينية مقولات وجود اليمين واليسار والمعتدل والمتطرف في الكيانية الصهيونية, مما جعلها توظف القناعة بهذه المقولات في شق منحى جديد في مناورتها السياسية يشرع الاتصال الفلسطيني المباشر بالقوى ( اليسارية والمعتدلة ) الصهيونية, دون الانتباه الى خلل مبدئيتها وكونها المدخل ليس للاعتراف بالكيان الصهيوني فحسب, بل وبدء مسار التطبيع معه,
إن الفارق كبير جدا بين موقف التعايش مع مكون الواقع وموقف الخضوع والاستسلام لمكونه دون اعتبار للعدائية التي يحملها اتجاه هذا المكون, فموقف التعايش يمنح مناورة التحرر المرونة والبراغماتية الصحيحة لحفظ البقاء حتى تغيير معادلة وموازين القوة معه, حتى لو تجلى ذلك في صورة انخراط شعبي في عملية انتاجه الاقتصادية,وما تنسجه من علاقات محسوبة, كما يفعل اهلنا الان في الوطن المحتل, طالما لم تتوفر لهم فرصة استقلالية البقاء بعيدا عنه, اما معاملة الاحتلال الصهيوني بخصوصيته ( الاحلالية ) وكانه احتلال تقليدي, ونسج علاقات سياسية ببعض اطرافه تحت مبرر اليسارية والاعتدال على ارض اغفال وغض النظر عن مشاركتها باقي الاطراف حالة وجودها الحلولي محل شعبنا, بل ودفاعها المستميت عند الحاجة والضرورة عن وجود الكيان الصهيوني وتادية كل الواجبات الصهيونية نحت معتقد انها وطنية, فهو لا يعدو من جانبنا الا ان يكون خضوعا للواقع وقفزا لاممية مبكرة وهمية,
لقد تفاقم فينا هذا الخلل بعد ان سقطنا في وضع الاعتراف ( بكل قرارات الشرعية الدولية ) والذي تلاه اتفاقيات اوسلو والاعتراف ( المباشر ) بالكيان الصهيوني على الجزء الرئيسي من وطننا فلسطين, وقبولنا شروط ( تسوية الصراع معه سلميا عبر عملية تفاوض مباشرة بين الطرفين ), حيث بات من مهام مناورة التحرر الفلسطينية, تبعا لهذه الرؤية مهمة ( دمقرطة موقف الحالة الاحتلالية الاحلالية الصهيونية من الطرف الفلسطيني وحقوقه ) وهو ما لا يمكن تحقيقه, وبات من مهامنا ايضا الاسهام في دفع ( قوى اليسار والاعتدال الصهيونية ) الى سدة ادارة مناورة الكيان الصهيوني, حيث قزمنا عدائنا الوطني له الى مستوى عداء حالة وقوى التطرف والتشدد فيه,
ان النية العفوية للقراءات الراهنة لنتائج الانتخابات الاسرائيلية تدخل اذن في نطاق التطبيع مع الكيان, ومحاولة معايشة صراعاته على امل ان يرتد بعض فتاتها السياسي الينا, حيث احبط فوز نتنياهو هذا الامل فينا, بغض النظر عن ما نقرأه من مدى وحجم فوزه, او مدى وحجم فوز باقي الاطراف الصهيونية, فليست هذه جميعا القراءة السليمة لنتائج هذه الانتخابات,
ان غياب المسالة الفلسطينية عن النشاط الانتخابي الصهيوني , وتركيز الدعاية الانتخابية على المسالة الاقتصادية, هو التصويت الايديولوجي السياسي الصهيوني الحاسم الذي تملك اتجاه الناخب الصهيوني, والذي يدل على مدى تراجع اهمية المسالة الفلسطينية في الحياة العامة الصهيونية, فهل تقول هذه النتيجة بمزيد من الانحياز الصهيوني الكامل ( اليساري واليميني ) نحو التطرف والتشدد, او العكس؟
ان المسالة الرئيسية في الديموقراطية الصهيونية, هي مسالة علاقة شروط الواقع الصهيوني الراهن, بشروط نشأته, انها مسالة اعادة صياغة علاقات الكيان الصهيوني بالعالم وعلى وجه الخصوص علاقاته بمراكز القوة العالمية وفي مقدمتها المركزين الامريكي والاوروبي, انها مسالة استكمال استقلال الكيان الصهيوني عن التبعية التي فرضتها عليه ظروف النشأة, فهذه باتت المسالة الرئيسية في الديموقراطية الصهيونية منذ توقيع اتفاقيات اوسلو, وفي سياق برنامجيتها يتموضع رفضه تسوية الصراع الفلسطيني الصهيوني, تبعا لمقولة حل الدولتين او مقولة الدولة الثنائية القومية, الامر الذي يضع معه امام الفلسطينيين فقط مقولة الاقلية العرقية وحكم ذاتها ثقافيا, وهذا معنى رفض نتنياهو للمقولات السابقة, وهذا معنى الصعود المفاجيء لطرفين حديثين من الاطراف السياسية للديموقراطية الصهيونية لبيد بتوجهه الاقتصادي الاجتماعي, وبينيت بانكاره وجود المسالة والحقوق الفلسطينية, وهو ما يحمل تقاطع نجاح هذين الطرفين, معنى وجود مراجعة صهيونية للائحة اولويات الاهتمام الاجتماعي السياسي, وافرازها اتجاه اهمال القضية الفلسطيني وموضعتها في اطر الاهتمام الثانوي للناخب الصهيوني, فكيف ستواجه مناورة التحرر الفلسطينية هذه الحقيقة؟؟؟؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد بين إيران وإسرائيل .. ما هي الارتدادات في غزة؟ |#غرف


.. وزراء خارجية دول مجموعة الـ7 يدعون إلى خفض التصعيد في الشرق




.. كاميرا مراقبة توثق لحظة استشهاد طفل برصاص الاحتلال في طولكرم


.. شهداء بينهم قائد بسرايا القدس إثر اقتحام قوات الاحتلال شرق ط




.. دكتور أردني يبكي خلال حديثه عن واقع المصابين في قطاع غزة