الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آخر فرصة..

مجدي مهني أمين

2013 / 1 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


سأل وائل الإبراشي - في قناة دريم- ضيفه أحمد البرعي، نائب رئيس حزب الدستور، عما يمكن أن يحدث لو فشلت تظاهرات الذكرى الثانية لـ 25 يناير، أجاب أحمد في تأثر بالغ:

- لو فشل جيلنا في تحقيق مطالب الثورة؛ فسيكمل الشباب مسيرتهم لتحقيق مطالبها، ما سيفشل فيه جيلنا ستحققه الأجيال القادمة.

هدمت عبارة الرجل نظرية المرة الواحدة، أو الجولة الواحدة لكسب معركة، فالمعارك لاتكتسب بجولة واحدة بل بمسيرة طويلة من ناس مؤمنة بمطالبها، فالإيمان هو الوقود الوحيد المغذي لكل الثورات، الإيمان والحلم، "لو بطلنا نحلم نموت"، قالها محمد منير في عز العصر المستبد لمبارك، وقالها منيرأيضا "علّى صوتك بالغنا لسة الأغاني ممكنة" يعني وقتها كان منير بيقول أنه حتى لو لم نستطع القيام بالعمل السياسي، فالأغاني ممكنة، هذا مع طابور طويل من ثوار ما قبل الثورة، مَن غنوا وتظاهروا وواجهوا النظام المخلوع، واستمروا رغم استهانة هذا النظام بهم، استمروا "يتسلوا" لأن المتاح لهم وقتها كان "أن يتسلوا"، في قولة مبارك المشهورة "خليهم يتسلوا" ؛ في رده على خطوة تشكيل «البرلمان الموازى» الذى تصدى له عشرات البرلمانيين والسياسيين بعد تزوير انتخابات مجلس الشعب عام 2010.

وتحولت التسلية المُرة إلى ثورة،

- لماذا تحولت إلى ثورة؟
- لأن الطريق أمام العمل السياسي كان مسدودا.

فاختار الشعب طريق الثورة بعد أن انقطع الطريق أمام العمل السياسي. نجحت الثورة، وأطاحت بالرئيس بعد أن أطاح بنفسه قبل رحيلة ببرلمانه وحكومته وكل أدوات استبداده وفساده وتزويره. الغريب أن الإخوان اتبعوا بالحرف نفس طرق التزوير، وحولوا العمل السياسي إلى عبث، واتخذوا العديد من الإجراءات التي لم يجرؤ ان يتخذها نظام مبارك.

ساروا على نظام مبارك، أي حافظوا على نفس أهداف الاستبداد ولكن بأدوات جديدة، فمبارك كان يحمي قراراته بالأمر الواقع؛ وهم يحمونها بإعلانات دستورية، مبارك يحمي نفسه بالأمن؛ وهم بالأمن والميلشيات، مبارك لا يقترب من القضاء، وهم يدمرون القضاء ويحاصرون محكمته الدستورية كي لا يتمكن من ممارسة عمله بشأن دستورية اللجنة التأسيسية أو مجلس الشورى.

ويتجاوزون مبارك في إقرار دستور صاغته لجنة مشكوك في دستوريتها وفي تمثيلها المتوازن للشعب المصري،ويصيغون دستورا يعطي صلاحيات التشريع لمجلس شورى مشكوك أصلا في دستوريته، ويحتكمون لصناديق أجاد النظام السابق تزويرها بعد أن تفوقوا هم على النظام السابق في تزويرها وإقصاء القضاء عنها.. تزوير في تزوير ثم يطالبوا بحوار سياسي..حوار في أيه؟ ومع مين؟ مع مزور؟ مع رئيس جاء أصلا بالتزوير والزيت والسكر والمطابع الأميرية والبطاقة الدوارة، ومنع الأقباط في العديد من الدوائر من الإدلاء بأصواتهم، هذا الأمر الذي تكرر في الاستفتاء على الدستور؟

يقطعون الطريق على العمل السياسي، ويدعون أنهم يفعلون ما يفعلون باسم الدين كي يضمنوا موافقة الناس على ما يفعلون، ولكن الناس يرون بعينهم ووعيهم أن ما يفعله هذا النظام يخالف الدين، فالتزوير ليس من الدين، ولا الحنس بالقسم، ولا الكذب، فالدين هو العدل والمساواة والصدق والشفافية، الدين روح ودعوة للفضيلة، الدين في صف الناس والصالح العام، وهم يستخدمون الدين لصالحهم وتجبرهم واستبدادهم وتعاليهم على خلق الله.

مرة أخرى لم يعد أمام الناس من طريق إلا العودة للميدان، عادوا في الذكرى الثانية لثورة يناير كي ينهوا هذه التجاوزات، وكي تحقق الثورة أهدافها، ويعود سؤال وائل الإبراشي: وماذا لو لم يتمكن المتظاهرون من الوصول في هذا اليوم لأهدافهم؟ فيأتي رد أحمد البرعي كي يوسع الطريق أمام الزمن ويقول: لو لم يتمكن جيلنا –بأكمله- من تحقيق أهداف الثورة، فسيتمكن جيل الشباب من تحقيقها..

فمصر في مواجهة بين التاريخ والزمن، مصر بحضارتها والزمن بأفقه الممتد، ولن تخسر مصر معركتها كي يدخلها الزمن في زمرته من جديد.

لا توجد أبدا "فرصة أخيرة" طالما أن الزمن لم يتوقف، وطالما أن مخزوننا من التاريخ والأمل والإيمان يكفي كي نستمر في مواجهة الظلم والاستبداد، في مواجهة هذا العبث وهذا الفكر الضيق الذي يريد محاصرتنا وسرقة ثورتنا.. لدينا الفرصة تلو الأخرى حتى تستقر مصر في ملء الزمن كي تبني حضارتها من جديد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط