الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
انحسار الدور السياسي للمرأة العراقية
هايدة العامري
2013 / 1 / 27مواضيع وابحاث سياسية
المرأة العراقية مارست الدور السياسي منذ نشأة الدولة العراقية الحديثة وقد تسللت المراة العراقية للسياسة في العراق في باديء الامر عن طريق المنظمات المدنية في العراق رغم قلتها يومئذ الا ان النشاط السياسي الواضح والعلني هو كان عن طريق الحزب الشيوعي العراقي وقبلها كانت نشاط سياسي محدود للمرأة وهو الحزب الاثوري العراقي وفي الحزب الشيوعي كانت اغلب النساء من ذوات الثقافة العالية والتعليم العالي واقل سياسية شيوعية كانت خريجة ماكان يسمى دار المعلمات العالية الا ان ماكان ينقص المرأة العراقية لكي يبرز نشاطها السياسي هو دخولها للبرلمان وهو مالم يحصل بسبب ان الحزب الشيوعي العراقي لم يدخل الانتخابات النيابية في العهد الملكي وبعد قيام ثورة تموز1958 وقيام الجمهورية العراقية برز دور المرأة العراقية بشكل جلي وواضح من خلال تعيين اول وزيرة في العراق وهي المرحومة نزيهة الدليمي وازداد النشاط السياسي للمرأة بسبب بروز دور حزب البعث العربي الاشتراكي وانضمام النساء المتأثرات بالفكر القومي ويسجل الباحثون قيام مناظرات سياسية بين الفتيات البعثيات والشيوعيات في الجامعات والمعاهد العالية بحيث عرف ان الكلية الفلانية للبعثيين والاخرى للشيوعيين علما ان حزب البعث قد حاول ترويج فكرة ان الشيوعيات لايمتلكن اخلاقا سوية وان فكر الحزب الشيوعي يحررهن من القيم الاخلاقية في المجتمع وان الشيوعيات يقمن علاقات غير شرعية وكل هذا بهدف تشويه صورة الفكر الشيوعي في العراق وقد انشأ البعثييون مايعرف الاتحاد العام لنساء العراق وله منظمة موازية لدى الشيوعيين العراقيين وهو اتحاد المرأة العراقية ونجح الحزبان في استقطاب الكثير من النسوة والفتيات والحق يقال ان عمل المرأة العراقية في السياسة قد ساهم بتحريرها من بعض القيود المجتمعية ومكنها من كسر الطوق والقيود المفروضة عليها وبعد استلام البعثيين السلطة في العراق عام 1968 ساهموا بشكل قوي في تعزيز دور المرأة السياسي ليس حبا في حرية المرأة ولكن استقطابا للمرأة العراقية لفكر حزب البعث وتعزيز صفوفه وبالمقابل فقد حاربوا الحزب الشيوعي العراقي وتنظيماته النسوية ونشروا في ذلك الوقت قصصا خيالية عن الحفلات الماجنة التي يقيمها الحزب الشيوعي العراقي نساء ورجال وقصص عن حفلات جنسية مشتركة تحضرها التنظيمات الشيوعية وغيرها من القصص الخيالية المريضة وبعد حظر نشاط الحزب الشيوعي في العراق مطلع 1978 انفرد حزب البعث بالنشاط السياسي واصبحت المرأة العراقية مقيدة بالانتماء لحزب البعث فقط والحق يقال ان هذه الفترة شهدت انطلاقة لحرية المرأة مجتمعيا فاصبحنا نجد المرأة تتبوأ مناصب عليا في الدولة وترسل في بعثات دراسية خارج العراق واصبح الاتحاد العام لنساء العراق والذي كانت ترأسه منال الالوسي الجهة السياسية للمرأة العراقية وتمكنت المرأة من الوصول لاعلى درجات القيادة في حزب البعث واصبحت عضو قيادة قطرية وبعد الاحتلال الاميركي عام 2003 استبشرت المرأة العراقية بدور بارز في السياسة العراقية وتمكنت من الانضمام لعشرات الاحزاب التي ظهرت في العراق والتي كانت تعمل قديما مثل الحزب الشيوعي العراقي الا وتمكنت من اخذ كوتة في مجلس الحكم الذي شكل بعد عام 2003 وخصصت للنساء في العراق كوتة قدرها خمسة وعشرون بالمئة من اعضاء مجلس النواب الا ان سطوة الاحزاب الدينية وتمكنها من الفوز في الانتخابات النيابية ادى الى جلب نائبات اقل مايقال عنهن انهن ضد حرية المرأة خصوصا انهن مواليات لرؤساء الكتل السياسية واصبحن مثل التابع الاعمى الى الاحزاب السياسية المنتميات لها بل ان هناك بعض النائبات اصبحن من اكثر المهاجمات لحرية المرأة بل واكثر من الرجال والان تحتاج المرأة العراقية الى انتفاضة نسوية تعيد حقها السياسي الذي فرضها الدستور لها وتحتاج الى التخلص من انصاف المتعلمات اللاتي استولين على حصة النساء في المجلس النيابي وهذا ماسنتاوله في مواضيع قادمة
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. 2024 النشرة المغاربية الخميس 28 مارس • فرانس 24 / FRANCE 24
.. المستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية تؤكد ضرورة بدء تجنيد
.. لليوم الـ11.. استمرار غارات الاحتلال والاشتباكات بمحيط مجمع
.. محكمة العدل الدولية تأمر إسرائيل بضمان إيصال المساعدات إلى غ
.. غزة.. ماذا بعد؟| نحو 20? من الأمريكيين يغيرون موقفهم من حرب