الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحزاب مبنية بلغم!

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2013 / 1 / 29
كتابات ساخرة


أحزاب مبنية بلغم!
يخشى الكثيرون، وأنا منهم، أن ينزلق العراقيون الى حرب أهلية طاحنة، لن تسلم منها المنطقة هذه المرة، ومو كل مرة تسلم الجرة، لأن التطورات في سورية، والعلاقة المتوترة حتى الانفجار بين ايران وأميركا وطبعا إسرائيل، تلقي بظلها المخيف على كل ما يجري في عراق بشّر العم بوش أن يصبح نموذجا للديمقراطية في المنطقة، ولم نحصل منه غير التفجيرات والفساد والاحتراب.

ولتفادي الحرب، وستكون لا سامح الله طائفية بامتياز لا ينفع معها كرهنا للطائفية والعنصرية، يقترح بعضهم، ومنهم مقاولون سياسيون ومن ورائهم نافذون أميركان واسرائيليون، اللجوء الى التقسيم بمسميات الفيدرالية.. (يمة داده صخام وجهي الوادم اتباوع علينه).

ولا يعلم الطيبون والسذج من هؤلاء المقاولين، أن الفيدرالية في العراق لغم قابل للانفجار ليقطع الأوصال، وهي بالتأكيد ليست كالفيدراليات المعمول بها في العالم: فنحن لدينا أكراد شوفينيون ينطبق عليهم حديث طائفة من الجن، المختلق طبعا، مستعدون لتفجير كل ما سواهم من أجل تأسيس دولة كردية مستقلة، ولدينا سنة يتغدون مع الرسول (ص) إذا ذبحوا كم شيعي خاصة زوار الإمام الحسين (ع)، ولدينا شيعة أبو دريل ماركة أبو النعلجة (الامام علي بريء منهم)، يقتلون السني خلف السدة بكاتم صوت "تقية" لأن ذبح المسلم حرام.

ولكي نجنب بلادنا الحرب الأهلية أو التقسيم، أو كلاهما، فان على العراقيين أن يكسروا أولا الأصنام المفروضة عليهم بولاءات دينية أو قومية، وعلى البرلمان، إذا كانت لديه ذرة من غيرة وطنية، التعجيل بالمصادقة على قانون الأحزاب، شرط ادخال تعديلات جدية عليه تضمن عدم السماح بتأسيس الأحزاب الدينية والعنصرية، أي لا حزب دعوة وإخوان والاسلامي، ولا حزب كردستاني ولا تركماني: بير التفرقة حفرته الامريكان / وادري.. وما طحت.. بس هو جرّاني (نائل المظفر).

يتحمل الكتّاب والصحفيون المسؤولية الكبرى اليوم لنشر كل ما من شأنه تعزيز روح المواطنة بين العراقيين، لأن هذه الأحزاب قائمة على عناصر من نيران ومتفجرات، وعلينا، بدلا منها، الدعوة الى تأسيس أحزاب وطنية تضم العراقيين دون النظر الى قوميتهم أو دينهم أو مذهبهم. لهذا فانني أدعو الصحفيين والكتّاب الذين يكتبون مقالات رأي أو لديهم أعمدة ثابتة في الصحف العراقية الى التوقيع على ميثاق شرف بعدم الكتابة بما يشجع الطائفية والعنصرية ومقاطعة نشاطات كل مشارك في العملية السياسية من وزراء ونواب خصوصا النائبات! تحمل صبغة تصب في هذا الاتجاه.

وأدعو أيضا الصحف المستقلة الى مقاطعة تغطية كل ما يتعلق بنشاطات زعماء الكتل السياسية والتيارات والأحزاب، نارهم تأكل حطبهم، وأطالب نقابة الصحفيين بتنظيم ميثاق شرف يتضمن أيضا عدم استخدام مصطلح "المكونات" وما يشير اليها، ويلزم الأعضاء بعدم الانضمام الى حزب ديني أو قومي عنصري فكلها ألغام في طريق بناء دولة المواطن، وإعلان براءتها من أي صحفي أو كاتب يتملق لهؤلاء الزعماء ويمتدحهم، فهم جميعا، ولا أستثني أحدا، أساس البلاء حين رضوا بالتعاون مع أميركا، وقسموا العراق الى "مكونات".

يجب على الكتّاب الأحرار والمثقفين الذين يعرفون أنهم والسلطة خطان متوازيان لا يلتقيان، شن حملة رأي عام قوية، لتعبئة الشارع العراقي على مفاهيم المحبة والتعايش، ومنع تشكيل أحزاب دينية وعرقية، والتأسيس لدولة المواطن بدلا من دولة المكونات، لكي يذهب العراقيون في مرحلة لاحقة الى صناديق الاقتراع، وهم مجمعون على رفض انتخاب المفسدين الطائفيين والعنصريين، والمتدينين بغير دين الحب لهذا الوطن ولكل إنسان عاش فيه.

يا جماعة الخير.. هذه الأزمات ستستمر ما دمنا على أعتاب انتخابات جديدة، وهي أزمات انشطارية أكدت أن العملية السياسية القائمة على نظام المحاصصة وصلت الى طريق مسدود ما لم يتدخل الراعي الأميركي بحزم ليفرض على "المقاولين السياسيين" حلا مؤقتا، لا ينهي الأزمات، وإنما يجمدها الى حين، والهدف أن تزداد الكراهية بين العراقيين.. والعاقل يفهم.

مسمار: بعد ما حاجه يذبح بينه الافغاني/ ولا عبوة بدرب يزرع لي جيراني/ ولا يدخل يهودي ولا مريكاني/ احنه اخوان واحد يذبح الثاني.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه