الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
انصاف المنصف المرزوقي - عوني زنون أبوالسعيد
عوني زنون أبوالسعيد
2013 / 1 / 30مواضيع وابحاث سياسية
انصاف المنصف المرزوقي
عوني زنون أبوالسعيد
تونس التي أدهشت الكون بثورة الياسمين في 17 ديسمبر جانفي 2010م لتدشن أولى بواكير ثورات الحرية والكرامة العربية
مافَتِئْت تدهشنا بمواقف جميلة نبيلة .
و لأن لكلٍ من اسمه نصيب ، فكم كان الرئيس التونسي الدكتور المنصف المرزوقي منصفاً حين انحاز للمصالحة الفلسطينية
و أعلن تشجيعه الفعلي لانطلاق قطار الوفاق الفلسطيني بتأجيله زيارته لقطاع غزة متجنباً و لو شبهة تشجيع قادة و حكومة غزة على استمرار الانقسام .
فقد أعلنت الرئاسة التونسية ، أنه تم إرجاء الزيارة التي كان من المقرر أن يقوم بها الرئيس التونسي المنصف المرزوقي إلى قطاع غزة
في مطلع شباط فبراير المقبل إلى أواخر مارس آذار.
وجاء في بيان الرئاسة التونسية:
أن المرزوقي إلتقى في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا رئيس دولة فلسطين السيد محمود عباس على هامش أعمال القمة الإفريقية،
واتفقا على "إرجاء الزيارة إلى قطاع غزة إلى نهاية آذار" بينما كانت مقررة أصلاً في مطلع شباط لإفساح المجال أمام "إتمام المصالحة" بين حركتي فتح وحماس.
هذا الموقف الحكيم الحصيف يتسق من ناحية مع تاريخ المرزوقي المُفْعَم بالوحدوية النابذ للفرقة ، كما يتواءم مع تاريخ تونس الشقيقة التي انحازت دائماً
للقضية و القيادة الفلسطينية التي انطلقت منها بعد كرم ضيافة استمر لحوالي ربع قرن إلى رحلة العودة للوطن لتقيم أولى مداميك دولة فلسطين .
يستحق الدكتور المرزوقي و بلهجته الأثيرة المحببة لكثير من الفلسطينيين أن أقول له :
( يعيّشّك مرسي برشا )
هذا الموقف يجب أن يمثل قدوة يحتذي به الرسميون في العالم العربي و الاسلامي ، لأن قطاع غزة الجزء الأصيل من أرض فلسطين ليس ولاية مستقلة و لا
بوابة سائبة .
فقطاع غزة رسمياً و شعبياً و قانونياً واحد من دُرَر و جواهر العِقْدِ الفلسطيني المُنْتَظِم في دولة فلسطين التي اعترف العالم بأسره بشرعيتها في 29 نوفمبر 2012م .
و كما الموقف الطبيعي المألوف المتعارف عليه لأي دولة قبل آلاف القرون منذ ارتقت البشرية لإنشاء كياناتها الوطنية و القومية
و رسمت لها حدوداً دون تعديها خرط القتاد ، فإن لفلسطين قيادة رسمية و رئيس منتخب لا يجوز لكائنٍ من كان زيارة أي محافظة أو مدينة من مدنها دون
الحصول على الأُذونات و الموافقات الرسمية .
بغض النظر عن الإنقسام الطاريء و المؤقت المرفوض وطنياً و المَنبوذ شعبياً من كافة أطياف و شرائح الشعب الفلسطيني فإن غزة كأريحا و نابلس و الخليل
و جنين لها ولاية قانونية و عنوان رسمي لايُسمح بحال و لا يليق بكل من يحترم الوحدة الجغرافية للوطن الفلسطيني تجاوزه و إلا لاحقته شبهات
دق أسافين الفرقة و تعزيز و تشجيع الانقسام .
و لأن شعب فلسطين يمتاز بالذكاء الفطري و الإعتزاز الوطني فإن له من ثاقب الرؤية ما يجعله يميز بين سلامة النيَّة و نبل المقصد بزيارات الدعم والمؤازرة
لأي بقعة من أراضي الوطن و ما بين استعراضات التباكي الإعلامي الحُنْجُوري و ادِّعاءات التضامن المَخْبُوء تحتها منافخ و وساوس شرعنة الإنقسام
و إِذكَاء نيران التشرذم و خناجر التفرق و التقسيم للشعب الواحد و الوطن الواحد .
الزيارات الأخويَّة و التضامنيَّة الرسميَّة كما الشعبيَّة لغزة و رام الله و طولكرم و كل أرجاء الوطن مرغوبة و تثلج صدور شعب يتوق لتواصل الدعم و الإلتحام بأمته
، لكن المذموم فقط القفز عن آداب الزيارة و شروطها و القيم التي أرستها المواثيق الدولية و الأخلاقيات الإنسانية و أكدها ديننا الحنيف في القرآن الكريم
: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" [سورة النور آية27]
من هذا المنطلق الواضح الصريح الشفَّاف ميَّز شعب فلسطين و قيادته ما بين زيارة رئيس وزراء ماليزيا السيد محمد نجيب أحمد لقطاع غزة
يوم الثلاثاء، 22 يناير/ كانون الثاني ، و وضعها في سياق المساس بالتمثيل الفلسطيني و تعزيز الانقسام و الإضرار بالمصالح الفلسطينية
و ما بين الزيارات التي تمت بتنسيق مسبق مع الرئيس .
المنطق الوطني القويم و الإحساس بالمسؤولية اتجاه قطاع غزة بالذات حين تعرضت للعدوان الإجرامي الإسرائيلي في 14 نوفمبر 2012م دفعت شعب فلسطين
و قيادته مناشدة الأشقاء و الأصدقاء القدوم إلى غزة للمناصرة و المؤازرة و الاطلاع على مشاهد الدمار والخراب و الضحايا الأبرياء لآلة القتل الإسرائيلي
و كان في مقدمة الزائرين رأس الدبلوماسية الفلسطينية وزير الشؤون الخارجية الدكتور رياض المالكي .
ختاماً فإن محنة الإنقسام كشفت بوضوح ما يميِّز بين الصَّالِحِ وَالطَّالِحِ و أكَّدت أنه لا يمكن للغايات السامية أن تُغَلَّف بشبهات سوداء حتى لو كانت مُخْمَلِيَّة .
( فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ) [سورة الرعد آية 17]
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. لماذا لا تريد روسيا تصديق أن تنظيم داعش يقف وراء هجوم موسكو؟
.. هيئة البث الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي سيدخل لبنان بعد الان
.. المسؤولة الأممية فرانشيسكا ألبانيزي ترد على تشكيك صحفي في تق
.. الإعلام الحكومي بغزة: الاحتلال اعتقل جميع الأطباء والممرضين
.. متظاهرون يتجمعون خارج حفل لجميع التبرعات لحملة بايدن للمطالب