الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لست مستشرق

عادل بركات

2013 / 1 / 30
حقوق الانسان


يقول الفيلسوف العظيم "جان جاك روسو" "الحرية صفة أساسية للإنسان ,وحق غير قابل للتفويت , فإذا تخلي الإنسان عن حريته فقد تخلي عن إنسانيته وعن حقوقه كإنسان" ويقصد روسو الحرية بكافة أشكالها الإجتماعية والسياسية والإقتصادية والفكرية فى إطارها القانوني والتي هي حقوق جمعاء لا ينبغي أن نفرط بها محال هذا لو أردنا أن نحافظ عليها ونصونها ,لكن هذا المفهوم ضيق للغايه فى الوطن العربي ككل وقطاع غزة بشكل خاص وأخر قرارات مصادره الحرية هي فرض الحجاب والزى الشرعي علي طالبات جامعة الأقصي ومنع آى طالبه من دخول الحرم الجامعي ليست مرتديه الحجاب إبتدأ من الفصل الدراسي الثاني ,وكأن رؤس من لا يرتدينه خطيئه ويجب سترها بواسطة قماشه ,والشباب أيضاً كان لهم نصيب بفرض فلتر الشرف والأخلاق علي الإنترنت لكي تبقي نفوسهم مطمئنه وعدم النظر إلي الفحشاء والمنكر والكل يعرف ما قاله "ميشيل فوكو " "أكثر الشعوب تحريماً لشئ هي أكثرها هوساً به "
ولذلك يجب معرفة أن آى آيه قرانية أو حديث كانت تهدف إلي معالجه ظاهرة قد وقعت فى ذلك الزمان البعيد وإنه من اللامنطقي تعميم كل ما كان فى الماضي علي الحاضر بسبب إختلاف الأزمان والمجتمعات والتطورات الفكرية والتكنولوجيه التي طرأت علي المجتمعات ومن المنطقي أن تفهم كل ظاهره مهما كان شكلها فى سياقها التاريخي الحقيقي , ولو أن الله بعث برسول فى القرن الواحد والعشرون لإختلف نسبياً فى تعاطيه مع هذا العصر الحالي بكل ما فيه عن سابقيه من الأنبياء والرسل
ولقد أنزلت آيه قرآنيه نصها )والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم (38)( (المائدة)، وقد أقامه النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فلم أوقفه عمر بن الخطاب؟ لقد عطله لأنه من غير المعقول أن يتم الإستمرار فى تطبيق هذا الحد الشرعي فى عام المجاعه التي أصابت القوم وبات لا أحد يمتلك ما يسد به رمقه وكان من الطبيعي أن يسرق لكي يبقي علي قيد الحياة.
ولهذا فلا يحق قطعاً لأى كان أن يقمع حرية الأخرين وإثناؤهم علي أمر لا يرغبون به مادمت لا تؤذيه , أو لأنها بكل بساطه لا تروق له , وإن الإجبار علي شي من غير إرادة الإنسان ليست من المبادئ الفلسفيه للدين ,فقد جاء لكي يخاطب العقل ويجعل منه معتنق للفكر المستنير , وأن من حق الإنسان أن يتحرك بكل حريته وكيف يريد وبدون تدخل من شأنه كبت وإنتهاك حريته الخاصه به.
فبدل من الإنشغال بحجاب ولباس شرعي وإنترنت وأمور كهذه لا تسمن ولا تغني من جوع ,لأن هناك قضايا كبرى لا حصر لها وتهم المجتمع بالدرجة الأولي والتي يجب التركيز عليها وبعض منها خريجو الجامعات التي أصبح عددهم بألآف وجميعهم يجلسون علي قارعة الطريق ولا تتوفر لهم فرصة عمل يستطيعون من خلالها تلبية الحد الأدني متطلباتهم الأساسيه ,وآفة تناول المكيفات التي يلجأ إليها كلا الجنسين والتي أصبحت كشبح يخيم علي عقولهم بأن تناولها هو الحل الأمثل للهروب من الألم الواقع المرير الذين يعيشون فيه والعمل السريع والجاد الذي من شأنه القضاء علي مشكلة حرق الشباب أنفسهم التي أصبحت ظاهرة مقلقه للغايه ولها تبعاتها الخطيره , لأن لأحد منا يفضل أن يخسر حياته والكل يبحث عن السعاده والرغبه فى الحياة الائقه , لكن الذي يدفع إلي الإنتحار هو النكوص من الحياة بسبب ظروف الفقر والتخلف والحرمان بكل ما تعنيه كلمة حرمان والقهر والذي ليس بمقدر الإنسان أن يتحمل فوق طاقته المحدودة.
وأعتقد بأن هناك الكثير من المشكلات التي تأرق المجتمع وهي التي تستحق أخذ قرارات بشأنها , لا الإنتباه الي عالم إفتراضي و فتاة تخرج مكشوفة الرأس أو بملابس لا تعجب الكثير, والمرأة نصف مجتمعنا كانت ولا زالت ويجب إعطاؤها المزيد من الحرية بكافة أشكالها وفى كل الميادين الحياتيه ويجب أن تأخذ المرأة بعين الإعتبار أنه لا يضيع حق وراءه مطالب به و مساواتها بالرجال من حيث الحقوق والواجبات بعيداً عن الجوانب البيولوجية بينهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنامج الأغذية العالمي يحذر من خطر حدوث مجاعة شاملة في غزة


.. احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا




.. عائلة فلسطينية تقطن في حمام مدرسة تؤوي النازحين


.. الفايننشال تايمز: الأمم المتحدة رفضت أي تنسيق مع إسرائيل لإج




.. رئيس مجلس النواب الأمريكي: هناك تنام لمشاعر معاداة السامية ب