الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هيا يا أصدقاء نضمد جراحنا، فغداً لدينا يوم عمل شاق
مجدي مهني أمين
2013 / 2 / 2مواضيع وابحاث سياسية
ما حدث اليوم في جمعة الخلاص 1 فبراير يفوق أي تصور، يتخطي كل الحدود، يتخطى كل معنى للإنسانية، يوم لم تشهده مصر، يوم من أيام جنون القوة، جنون السلطة، يوم تبطش فيه السلطة بكل ما يقع تحت أيديها، وكل من تطاله يدها من نساء، وأطفال، وشباب، وشيوخ.
كنا أمام يوم فاصل كاشف. فمن يحكموننا لا يعرفوا الرحمة، لا يحبوا هذا الشعب، من يحكموننا يكرهوننا، هذا ملخص الأمر، أو لعلهم مجردين من العاطفة، حيث كلمة يحب ويكره غير واردة في قاموس من يحكمون الآن.
الشرطة تستخدم كل أدوات البطش، والرئيس يصرح أنه طلب من الشرطة أن تستخدم القوة، يعني مش بينكر، دماء كثيرة تسيل، كرامة تهدر، بشر يمتهمنون، رجل مسن تجرده الشرطة من ملابسه أمام أسرته وتسحله وتلقي به في سيارتها المصفحة، وأسرته لا تعلم حتى الآن أين ذهبوا به:
- هل دي شرطة بلدنا؟ هل دي حكومة بلدنا؟
- هل بينا وبين الناس دول أي رابطة من أي نوع؟ إذن كيف يحكموننا؟ كيف يحكموننا إذا كانوا بيعاملونا بطريقة أقل بكتير من المعاملة المسموح بيه في التعامل مع أسير في حرب؛ بطريقة تقرب للأذهان ما حدث في سجن أبو غريب؟
لم يطبق هذا الأمن ما نص عليه دستورهم في المادة 36 من معاملة كريمة لكل من يقبض عليه أو يحبس أو تقيد حريته، ولعل الأكثر إيلاما من هذا كله، هو قدرة رجال الإخوان على مواجهة الإعلام بكل تبجح من غير كسوف، بل ونشر الأكاذيب، إحنا أمام بشر من نوع جديد لا نعرفة، بشر مجرد من الإنسانية وبيدعي أنه عايز يطبق الشريعة.
فيه حد يكون مجرد من الإنسانية يقدر في نفس الوقت يدعي انه ها يطبق شريعة؛ الشريعة السمحاء التي تدعو للبر والتقوى، وحسن المعاملة، والتسامح والموعظة الحسنة وكل المعاني السامية التي ترتقي بنا وتجعلنا أهلاً كي نكون بشرا كرمنا الله في خلقه، وأخلفنا على الأرض. ولكنهم كما يقول الأبنودي في ضحكة المساجين (أنظر الرابط الأول):
- دول مش بتوع الصدق في الموازين.
لقد وضعت الأنظمة السابقة معارضيها في السجون والمعتقلات، أما هذا النظام فيريد ببطشه غير المسبوق أن ينشر خوفا يفوق حاجز الخوف اللي كسرته الثورة، ويريد أن يحبس شعبا بأكمله كي تصبح مصر زنزانة كبيرة يرفرف فوقها طائرهم الخرافي، ولكنهم واهمون فلو تصوروا أنهم يسجنون شعبا، يكونوا قد سجنوا أنفسهم في قصورهم، فالخوف الذي يريدون نشره بهذا الجبروت وهذه الوحشية لن يحتوي مصر، بل سيحتويهم هم، سيجعلهم هم من يخشى مواجهة شعب حر كريم.
لن يستطيعوا مواجهة الشعب، ولا مواجهة العالم، لقد لاقى مرسي استقبالا سيئا في ألمانيا، وسيئا هذه لا تنطبق على الاستقبال الرسمي بل على استقبال الناس والصحافة له، ورفضت فرنسا استقباله، وزيارته لأمريكا مؤجلة، هذا قبل أحداث جمعة الخلاص، فهل يستطيعون مواجهة العالم بعد الفظائع التي مارسوها اليوم مع المتظاهرين، فظائع لا يرتكبها جيش احتلال ارتكبها الإخوان كي يثبتوا أقدامهم في الحكم، أو بالحري كي يبثوا الرعب في الناس حتي تقبع في منازلهم كي يصلوا للتمكن الذي دعاهم إليه سيد قطب.
ربما تكون العلاقة بين الشباب وجبهة الإنقاذ قد تأثرت سلبا بعد جلوس الأخيرة لإصدار وثيقة تدين العنف بطريقة ساوت بين الضحية والجلاد، فخرج الشباب اليوم بلا راعٍ كي يندس مثيرو الشغب في صفوفه؛ هؤلاء الذين تحرشوا بالأمن الذي تلقف الكرة كي يبطش بالثوار. على جبهة الإنقاذ أن تنضم لشبابها بقوة، وأن تدين العنف هي وشبابها، على الثوار أن ينظموا صفوفهم كي لا يخترقها خائن أو عميل ، أو يتحرش ببناتها مرتزقة.
- علينا أن نلملم صفوفنا، ونضمد جراحنا، فأمامنا مشوار طويل، وما أجمل الأخطاء، لأننا نتعلم من أخطائنا أكثر مما نتعلم من نجاحاتنا. أما هم فلا يتعلموا، وهذا هو الفرق بيننا وبينهم.
- علينا أن نلملم صفوفنا، فالهدف من البطش والوحشية التي مارسها هذا النظام اليوم هو أن نيأس ونتوقف ونتفكك.
- علينا أن نلملم صفوفنا، فالنظام يتحرش ببناتنا لأنه يريد أن يقلل الضغط الواقع عليه من النساء والرجال ويريد أن يخفض قوة الضغط للنصف.
- علينا أن نلملم صفوفنا، لأن هذا النظام يخشانا، لأننا حجر العثرة أمام مشروعاته غير المشروعة، ودستوره غير المشروع، وبرلمانه غير المشروع، وصفقاته وقروضه غير المشروعة.
- علينا أن نلملم صفوفنا، لأن العالم يصدقنا ولا يصدقه، وهو –أي النظام، يريدنا أن نصمت كي لا يسمع العالم إلا صوته.
- علينا أن نلملم صفوفنا، لأنها قضيتنا ولن يدافع عنها أحد سوانا؛ رجال ونساء، فالبلد بلدنا، والأرض أرضنا، والنهر نهرنا، والقناة قناتنا مش قناة قطر.
علينا أن نلملم صفوفنا، وألا نبرح الشارع وألا نتفاوض أبدا –تحت أي شرط- مع هذا النظام الفاشي، وألا نجاري هذا النظام في أي عمل سياسي مشبوه يحقق مصلحته ويمكنه من رقابنا ووطننا، ألم يقولوا بلا تردد: إن كل من نزل الاستفتاء وقال لا، معناها إنه كان موافق على الاستفتاء من حيث المبدأ!!
فلنضمد جراحنا ولنتذكر ما قاله جيفارا:
- لست مهزوما ما دمت تقاوم.
فلنضمد جراحنا وننسق مع شبابنا، فالتنسيق هو المفتاح كي تكون الثورة مستمرة، لنضمد جراحنا ونتفاوض مع شعبنا، لا نتفاوض مع قتلة ومراوغين تحت أي شرط، فالعمل الثوري لم ينتهِ، ولا مجال للعمل السياسي قبل انتهاء العمل الثوري.
الروابط:
الرابط الأول: ضحكة المساجين
http://www.youtube.com/watch?v=-Gp_TLXxdqk
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. صحف فرنسية : -العرجاني من تهريب أسلحة عبر الأنفاق إلى احتكار
.. السعودية.. تنظيم عملية خروج ملايين الحجاج من الحرم المكي تثي
.. غارات إسرائيلية على حلب تقتل أكثر من 40 عسكريا سوريا.. ما ال
.. المرصد السوري: أكبر حصيلة من القتلى العسكريين السوريين في غا
.. شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري