الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا أفهمك يا سعدي يوسف

كافي علي

2013 / 2 / 3
الادب والفن


صعب جداً لامرأة الدفاع عن سعدي يوسف في وسط ثقافي ساقط ومنحط كنحطاط الإحتلال والعملية السياسية ،لا يرى في المرأة غير عرض يُهتك أو يُصان، إلا إذا تنكرت باسم رجل كما فعلت بورشيا بطلة تاجر البندقية لشكسبير وواجهت القرون المظلمة بالتنكر في زي رجل والدفاع عن لحم التاجر الطيب انطونيو ضد المرابي اليهودي شايلوك.
كان التصادم والجدل الفكري والعقائدي بين المثقفين خاصة الأدباء والشعراء يعني تصادم الفكرة مع الفكرة اللغة مع اللغة الإبداع مع الإبداع بحيث تكون محصلة المعركة متعة القارئ وغنى تجربته الثقافية. أما الغبار الذي يثيره كر وفر اتباعهم وميريدهم فيكون خالي من الروائح الكريهة لأنه يعني احتكاك الذهب بالذهب.

لقد حولت ثقافة العمالة والخدمة الغارقة باللطلطة ولعاب القبلات الإعلام والثقافة العراقية إلى مقهى للمطيرجية، لا تسمع فيه إلا "كان هو كذا وكذا..... كانت أمه كذا وكذا.... وأخته كذا وكذا". للأسف هذه هي حقيقة ما يتعرض له الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف من هجوم مطيرجية الإعلام الثقافة العراقية اليوم

وإذا شاء سعدي أن يخاصم ويجادل فمنْ يخاصم ومنْ يجادل وبستان الثقافة التي غادرها بعد نكرة السلمان منذ عقود لم يعد مثمراً بالوعي والحرية والتمرد، ليس فقط بسبب الحروب والحصار وإنما بسبب الإشعاعات والتفسخ الأخلاقي الذي تركته مخلفات الإحتلال من الفسفور الأبيض واليورانيوم والعمالة . لم يعد البستان بستانك الأخضر يا ابن البصرة وأبو الخصيب ولم يعد إصلاحه يحتاج إلى رفع الأعشاب الضارة وقطع رؤوس الأشجار المريضة والمتعفنة فيه. الخراب كيمائي نووي يا سعدي يحتاج إصلاحه إلى أجيال وأجيال تخرج من رحم الثقافة الملوث.

أنا لا ألوم البدائيين عبدة الطواطم الدينية في هجومهم عليك بسبب قصيدتك الرافضة للإحتلال والعمالة والوثنية. ولا ألوم اشباه المثقفين الذين تزبزبوا وهم حصرم لأن الغشاوة التي نسجتها العلاقة الفنتازية بين الحزب الشيوعي العراقي والأحزاب الدينية من أجل المصالح السياسية كفيلة بعمى البصر والبصيرة.

أنا ألوم المثقفين الذين أكلوا لحم الشيوعية وكبروا ومتنت أغصانهم أو الذي شربوا دمها فأينعت وحسنت وجوهوهم. الذين يعلمون علم اليقين بأن ما فجرته من لغة غضب واستنكار على جريمة الفلوجة ، التي لا تقل بشاعة ووحشية عن جريمة الهلوكست أو حلبجة المُتاجر بهما دولياً، لا تتعدى ملمتر واحد حدود إيمان الشيوعي العراقي بمبادئه وقيمه المتناحرة مع فتوات واوامر طواطم الدين. أين هم من عبارة "الدين افيون الشعوب" التي التصقت بالشيوعي كألتصاق جلده بلحمه؟ هل صارت بفضل المحاصصة الطائفية "عبادة الطواطم خبز الشعوب"؟ أنا أفهمك يا سعدي لأنني أقف على الحياد وأعلم بأن اصطياد طائر الحقيقة بحاجة إلى نصب الفخاخ في منطقة الحياد، وبأن علينا أن لا نحب ولا نكره إذا كنا نبحث عن الحقيقة.
أفهم بأن لبسك للقرط كجدك عنترة بن شداد ومغامرات العاشق المجنون كجدك قيس بن الملوح كانت رد شاعر عربي حر متمرد على قمل ثقافة العمالة والخدمة الذي يتابعك ويهاجمك لا لشيء سوى أنك صحت في سوق الشعر والثقافة العربية والعالمية أن حرب أمريكا على بلادك لم تكن حرية وديمقراطية وإنما هي احتلال وعبودية.
أفهم بأن العزة أخذتك بالأثم وقررت رد صفعة الأمس اليوم على طواطم النجف ( الشيوعية كفروإلحاد)
لم تكتفي بأن تكون الشيوعي الأخير وإنما البطل الشيوعي الأخير الذي جعل الشيوعية مقرراً للكفر والإلحاد وقسيماً للجنة والنار. عنيد وممتع هو التاريخ يا سعدي عندما يرفض الأنفصال عن مشيمة الزمن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا