الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصلحتنا جميعا

عزام يونس الحملاوى

2013 / 2 / 3
القضية الفلسطينية



لقد تحرك قطار المصالحة هذا الاستحقاق الوطني المطلوب حاليا أكثر من اى وقت مضى, وفقا للمبادرتين المصرية والقطرية وجلسات الحوار في كل من البلدين بخطوات ايجابية, مما يؤكد بان قرارا فلسطينيا قد اتخذ من اجل إنهاء الانقسام والإسراع في إجراء المصالحة, ومما يثبت ذلك وصول لجنة الانتخابات إلى غزة واجتماعها مع جميع الفصائل الوطنية والإسلامية وإعلانها عن ميعاد تسجيل الناخبين من 9 وحتى16/2 من هذا الشهر, مع ظهور نتائج المصالحة المجتمعية, ومتابعة باقي الملفات الخاصة بالمصالحة لإنهاء الانقسام وإعادة الوحدة بين شطري الوطن, وهذا سيكون له دوره في تعزيز المصالحة لأن المصلحة الوطنية الفلسطينية هدفٌ وطني يجب تحقيقه لمواجهة الظروف الصعبة التي تواجه القضية الفلسطينية، لاعتبارها مصلحة وطنية عليا للشعب الفلسطيني.ولكن هذا الاستحقاق الوطني ليس مرتبطا فقط بالقوى الوطنية والإسلامية, ولجنة الانتخابات, ولا نواياهم في الوصول إلى حلول للخروج بالحالة الفلسطينية من الأزمات التي تمر بها على كافة الصعد نتيجة تراكمات أخطاء شهدتها فلسطين بعد الانقلاب, بل هو أيضا مرتبط بتوفر الإرادة السياسية التي تجعل فتح وحماس وباقي القوى الفلسطينية على قناعة أن لاخيار أمامهم إلا إنهاء الانقسام, وانحاز المصالحة, وتوحيد شطري الوطن على ماتم الاتفاق عليه خصوصاً تلك الأمور التي كانت السبب المباشر في الانقلاب الذي أوصلنا إلى ما نحن به الآن من غياب سيطرة الدولة على كافة مناطق الوطن, وعدم إمكانية تحقيق الحد الأدنى من الأمن والاستقرار, سواء بسبب الاعتداءات الصهيونية, ومصادرة الاراضى, وهدم المنازل, والاعتقالات, واستهداف مؤسسات الدولة, بالإضافة إلى الانقسام الذي عمق الأزمة, والاعتقالات السياسية على حسب اللون في كل من الحكومتين, وكذلك تعدد الأجهزة الأمنية والجيش لدى الحكومتين0 ويرتبط نجاح المصالحة أيضا بمدى القدرة على توحيد الجيش والأجهزة الأمنية, التي يجب أن يكون لها الأولوية حسب ماتم الوصول إليه عبر الحوار والاتفاقيات والتي تهدف في النهاية إلى إخراج فلسطين من أزمتها الراهنة, وبناء دولة المؤسسات, وإعادة بناء م0ت0ف0 التي ستقودنا إلى دولة ديمقراطية موحدة حديثة, دولة القانون والمواطنة المتساوية ذات التكافؤ الاجتماعى0ومن اجل ذلك يجب تهيئة اللجان من أجل القيام بمهامها مع توفر الإرادة السياسية لدي حركتي فتح وحماس, وتشكيل حكومة الوفاق الوطني, وإنقاذ المجتمع الفلسطيني بإعادة دولة المؤسسات ، ومواجهة الأزمات المالية والاقتصادية والبطالة وغيرها من المشاكل التي يعيشها المجتمع الفلسطيني, وعجرفة العدو الصهيوني, وتواطئ أمريكا والعالم الظالم ضدنا, لذلك من مصلحتنا جميعا إنهاء الانقسام, وإعادة الوحدة الوطنية لأنها ستوصلنا إلى تحقيق أهدافنا ومشروعنا الوطني0 لقد عانى الشعب الفلسطيني الكثير جراء هذا الانقسام,وحمل أيضا الرغبات والامانى في إنهائه, لذلك فان المطلوب من الجميع وبدون استثناء العمل على تنفيذ هذه الرغبات والأمنيات لإنهاء الانقسام من اجل قيام وحدة فلسطينية حقيقية مبنية على الشراكة الكاملة حتى يعمل الجميع بأمانة وإخلاص من اجل الشعب الفلسطيني ومشروعه الوطني, وحتى نتخلص من نتائج الأزمة السياسية والانقسام ونتائجه السيئة التي وصلت بالبلاد إلى حالة مزرية من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبطالة وغيرها0 إن الانقلاب التي شهده الوطن والذي انقسم فيه إلى شطرين, وأصبح دولتين بحكومتين ومجلسين للتشريعي ، يجب أن ينتهي باستعادة وحدة الدولة ومؤسساتها الوطنية من خلال تنفيذ المصالحة, ويجب ألا يكون مصيرها المزيد من الانقسام والتشرذم, وينبغي أن ينصهر في بوتقة هذه الدولة كل أبناء فلسطين بعد إعادة هيكلتها على أسس علمية حديثة متماشية مع متطلبات مهامها لتكون تجسيداً لوحدتهم وحدة وطنهم وسيادته وأمنه واستقراره, والنهوض به والتوجه نحو بنائه على أسس جديدة تلبي طموحات وتطلعات شعبنا, وخاصة الشباب الذي سيعتمد عليه الوطن الآن وفى المستقبل0لذلك ينبغي التأكيد على حقيقة إن مصلحة كل ألوان الطيف الفلسطيني وخاصة فتح وحماس أن تعمل بجد ودون تلكؤ في إنهاء الانقسام لمصلحتها ومصلحة فلسطين الوطن والشعب ، ولقد آن الأوان ليعوا أن المصالح الشخصية والحزبية التي أوصلتنا إلى هذه الكارثة لم تعد مجدية, ولذلك علينا ألا نضع العراقيل أمام جهود تنفيذ المصالحة التي ستوصلنا إلى بر الأمان, وفي هذا مصلحتنا جميعاً. إن المطلوب الآن هو تغيير طريقة التفكير والعمل القديمة حتى تكون لدينا الإرادة السياسية القوية, والبعد عن الأجندات الخارجية للوصول إلى إعادة الوحدة إلى شطري الوطن وإنهاء الانقسام لإيجاد الحلول لمشاكل الشعب والوطن, وكيفية إعادة ثقة الشعب لأنها ستساعد إعادة بناء النسيج الاجتماعي بين أبناء الشعب الواحد, حيث سيساعد هذا على إنجاح المصالحة المجتمعية التي تأثرت بالانقسام حتى نصل إلى الانتخابات لكي يتسنى لنا إعادة تصحيح كافة الأخطاء وبناء دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف0








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا زادت الجزائر إنفاقها العسكري بأكثر من 76 في المئة؟


.. لماذا تراجع الإنفاق العسكري المغربي للعام الثاني على التوالي




.. تونس: هل استمرار احتجاز المتهمين بالتآمر على أمن الدولة قانو


.. ليبيا: بعد استقالة باتيلي.. من سيستفيد من الفراغ؟ • فرانس 24




.. بلينكن يبدأ زيارة للصين وملف الدعم العسكري الصيني لروسيا على