الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مابين خوار الأسد وحيرة معاز الخطيب
عمر سعد الشيباني
2013 / 2 / 4مواضيع وابحاث سياسية
بعد أن فجر معاز الخطيب قنبلة اللقاء بينه وبين وزير الخارجية الروسي في ميونخ، جرت مجادلات وحوارات تلفزيونية وصرح مجاميع من المختصين العرب والعالمين في مسألة الحوار مع النظام السوري. والمضحك في الأمر أن ايران مغتبطة بهذا اللقاء. وكما يبدو أن الرجل لم يستشر الهيئة في الائتلاف لأننا شاهدنا الجدل بين الاعضاء وصل حتى تخوين الرجل وعمالته للنظام السوري. لكن هكذا لقاء وحوار يطرح عدة تساؤلات منطقية حول هذه الخطوة التي كانت تعتبر قبل سنة خيانة للثورة وللشهداء وللوطن. أول هذه التساؤلات: إلى من تصب مصلحة هذا اللقاء؟ اليست في مصلحة جزار دمشق والانتداب الايراني والروسي. لسبب بسيط هو أن هذا اللقاء يعطي شرعية لعصابة الاسد وشرعنة المجازر اليومية التي آخرها حدثت في حلب.
والآن سأقص عليكم قصة كاتب الرسائل الذي كان يقعد في باب السرايا في حمص. يقال أن في مطلع القرن العشرين كانت الأمية مستشرية في سوريا. فكان الرجل الذي يعرف الكتابة يقال عنه رجل مثقف ومن الممكن أن يعتاش من وراء الكتابة. فكا ن البعض من هؤلاء المثقفين (الذين درسوا في الكتاتيب) يضعون طاولة ضغيرة أمام السرايا يكتبون العرائض والمكاتيب. فذهبت امرأة كان ابنها قد تغرب إلى مصر طلبا ربما للعلم وسألت كاتب العرائض: كم سعر الرسالة ياأخي.؟ فقال لها:عندنا بربع ليرة وعندنا بنصف ليرة وعندنا ثلاث ارباع الليرة. فأستغربت المرأة هذا الجواب وسألت عن الفرق. فرد الرجل بأن: الرسالة أم الثلاث ارباع ليرة أنا اقرأها وابنك المصون يقرأها، وأم النصف ليرة أنا أقرها وهو لايستطيع قرأتها وأم الربع ليرة لاأنا استطيع أن أقرأها ولاأبنك المصون يستطيع أن يقرأها.
وكما يبدو من رسالة روسيا فهي تريد كتابة رسالة هي تقرأها ونحن والخطيب غير قادرين على قراءتها. أما أخونا معاذ الخطيب (أصلحه الله) يريد أن يكتب رسالة لاهو باستطاعته أن يقرأها ولانحن نستطيع قراءتها. ثم أنظرو إلى مسألة المطالب وهي اتت منه عن حسن نية. إفراج عن المعتقلين الذي بلغ عددهم أكثر من 170 الف وجوازات السفر. وأنا آسف أن أقول أنها مطالب مسخرة. فالأسد وعصابته باستطاعتها أن تعتقل بعد الافراج 200 الف في اليوم الثاثي. وجوازات السفر لن تحل مشكلة المغتربين لأنها ليست هي الوحيد التي يعانون منها. فهناك نقص في المال والمعاناة من الغربة والمخيمات. إذا هي بحد ذاتها طلبات لاتحل مشكلة سوريا والشعب السوري. فأين شرط الرحيل وأين المحاكمة للجزار وعصابته في القتل وتدمير وطن بكامله، وأين هدرت ارواح الشهداء الذين بلغوا مع المفقودين والجرحى أكثر من 350 الف. ثم أن وطنية الرجل لاخلاف عليها ونيته الحسنة لاخلاف عليها، لكن الاتذكرون أيام اجتمع برهان غليون مع هيئة التنسيق الممثلة بهيثم مناع قامت الدنيا ولم تقعد عليه واجبر فيما بعد على الاستقالة. والان بعد كل هذه الجرائم نريد أن نشرعن عرش الجزار في دمشق. أنها اهانة لكل طفل سقط وكل امرأة اغتصبت وقتلت وكل شهيد مات تحت التعذيب.
نتساءل هل فعل الخطيب ذلك ارضاء لروسيا أم امريكا ام كلتاهما مجتمعتان. وأين ارضاء الشعب المشرد في العراء والجرحى في المشافي الميانية التي يموت فيها كل يوم بالعشرات نقصا في الادوية ومن القصف بالبراميل. واستغرب، فإذا مات ضمير العالم كله امام هذا الكم من القتل فهل مات ضمير شيخنا الخطيب.
فكل هذه الطلبات ليست جديدة، فنظام العصابة في دمشق وملحقاته في قرداحة طوشونا بكلمة الخوار. فمنذ اللحظة الأولى للثورة خرجوا علينا بمسألة الحوار بينما يأمرون عصابتهم بالقتل والقصف. فالشعب السوري يعرف أن حوار الاسد هو عبارة عن خوار لاأكثر ولاأقل. لكننا لانعرف هل تحول حوار الشيخ معاذ الخطيب إلى حيرة مفخخة. ربما الهدف منها بعد فشل مهمة الابراهيمي تفجير قنبلة الجدل والخلاف في صفوف المعارضة السياسية في الخارج.
وإذا وقع الجميع في هذا الفخ، لاأظن معارضة الداخل من ثوار وجيش حر سيقعون في هذا الفخ التافه الذي تنصبه القوى الخارجية للثورة السورية. هذه القوى اولها الولايات المتحدة التي ماتزال تحجب السلاح على الثوار والجيش الحر تحت حجج واهية وتسمح لإيران ووسيا بتسليح عصابة الاسد.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الاحتلال الإسرائيلي يغلف عدوانه على غزة بأردية توراتية
.. بالأرقام.. كلفة قوات الاحتياط بالجيش الإسرائيلي منذ بدء الحر
.. تزوجتا من شخص واحد.. زفاف أشهر توأم ملتصق من جندي أميركي ساب
.. لحظة اقتحام القوات الإسرائيلية بلدة المغيّر شمال شرق رام الل
.. نساء يتعرضن للكمات في الوجه من شخص مجهول أثناء سيرهن في شوار