الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشايخ الأنبار و مواجهة فجيعة العقوق

سعدون عبدالامير جابر

2013 / 2 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


لم يشهد التاريخ القبلي العربي بشكل عام والعراقي على وجه الخصوص من المخازي مايندى له الجبين فعلا كما حصل من إنقلاب سافر على قيم العشيرة شهده إستقبال وفد مشايخ الجنوب على منصة ساحة الاعتصام في الأنبار والذي سجل وصوله للانبار تأييدا وتعاطفا رفيع المستوى قدمه مشايخ الجنوب على طبق من ذهب ولكن سوء حظ المتظاهرين سبقهم فورّطوا عشائرهم وقاداتهم حين أطاحوا بآخر القلاع ( القيم العشائرية) التي كانت تتقدم حين تحتدم خيول الشر لتحدق بالمجتمع والعراق , فعادت الى ذهني اليوم ما اعتبرها الساسة والأعلام سقطة كبيرة للمالكي حين قال جملة من العيار الثقيل ( إنـْتـهوا قـبـل أن تُــنْـهَــوْ ) فلم نعهده يتورط بمثلها لو لم يكن مدركا للمآل الذي سيؤول اليه مصير المتظاهرين بناءا على معرفته بالنوايا الحقيقية وراء الاعتصامات , واليوم أصبح واضحا ان المالكي لم يكن يقصد التدخل المباشر لإنهاء الاعتصامات بقدر ما كان يقصد ان الاخطاء القاتلة التي ستبديها عثرات اللسان والتي ستجرد الاعتصامات والمساقين اليها من شرعيتها وأسباب دعمها وتواصل الخيرين معها , ناهيك عن مثل هذه الفعلة الشنيعة التي أذهلت زعماء قبائل الدليم ورؤساءها ومشايخها ووجهائها وعموم أهلها الذين لم ولن يتقبلوا الامر مطلقا تحت أي ظرف من الظروف , حتى لو تطلب الأمر ان يضعوا (عكلهم برقابهم ومشوا على الأقدام لمشايخ الجنوب غسلا لهذا العار ) ومن هنا فنحن امام مشهد إنهائها وموتها بطريقة لاتحسد عليها ابدا وهذا ما سيحصل بالفعل. وتحضرني حادثة رددها علينا اباؤنا بتندر وافتخار حتى راحت مضرب للأمثال فغطت القولة على الفعلة فتغافل عنها التاريخ القبلي والمدني كثيرا مع الأسف ولأسباب معروفة منها سياسية خدمت الطرفين طيلة العقود المنصرمة , وهي .. حين وصل الملك فيصل الاول ولاول مرة بعد تسلمه عرش العراق الى مضيف الحاج عبدالواحد ال سكر زعيم ال فتلة إستقبله المهوال ( المهواس) كما هي عادة أهل الجنوب بالترحيب بكبار الضيوف فصدح منددا بمواقف الملك المتهادنة مع الانكليز ليقول :
سويتك حكومة وسلميتك بيت
ها شلون تسلم البيت لمطرة
ومطرة تصاوغ بيه
شلون تسلم البيت لمطرة
هي هي هي ...
فما كان من الشيخ الحاج عبدالواحد ال سكر الا ان سحب مسدسه الوبلي وأفرغه برأس المهوال , ليسكت هذا الصوت الذي لم يكن يليق باستقبال ملك العراق الاول في أول زيارة له الى مضارب الشيخ ال سكر وشعب الجنوب ...
نعود فنقول ان رزية الانبار هي الان ( مثل الصواب الحار ) لم يشعر به المصاب في ساعته , ولكن غدا سيبدأ أنين الشرفاء وسيظهر للسطح الموقف العربي الأصيل مغمسا بحنين النوق كاسرا حواجز الترهيب والترغيب ومعيدا للأنبار هيبتها ووتمسكها بقيمها العشائرية التي لا يمكن لأهلها التنازل عنها أبدا تحت اي نوع من الحيف .
وإني لأرى أهل الأنبار ما لهم الا واحدة من إثنتين إما الإعتذار التاريخي الذي لايمسح مثل هذه الواقعة من التاريخ بشرف وحسب , ولكنه يفتح صفحة جديدة للعراق ويضعه على طريق الوحدة والبناء والتماسك الرصين والمستقبل الذي يليق بحاضره وماضيه , وإما التيه في الصحراء أربعين سنة ... وهذا بأيديكم الان يا شيوخ وزعماء وأهالي الانبار فالكرة الان بملعبكم , وستحسمون جدال القوم بقطع رؤس الفتنة ودرء الرزية , فالأمر اليوم بلغ حدود مخجلة لايستقيم معها عيش في وطن لا تتوفر فيه أرضية تفترض التعايش الأخوي , لأننا كنا قبل هذا نتحدث عن نسيج اجتماعي واحد نعول عليه في إعادة اللحمة حين تتهددنا مخاطر التشرذم والفرقة والتقسيم واليوم تكشفنا عن عوراتنا فما لنا من محيص , فالروافض وعبدالزهرة والعتاكة وأبناء المتعة وأتباع الاحتلالين و(ليش ما صرتوا اوادم ) والعلاقمة كانت سياط يا ما ألهبت ظهور ابناء جلدتكم عبر أربعين سنة ويسمعونها بين ظهرانيكم يصدح بها الموتور والمزبور ويبررها الجار والمجرور ولم يعد لنا بعد اليوم كشعب من فرصة للتشدق بمجموعة من التسويفات والإجترارت المقيتة التي لم تنجدنا حين ساحت دمانا حتى تعفنت وجفت في حر الظهيرة بين الساحات , في مقال سابق كنت قد اعتبرت ان الاقليم بالنسبة للسنة مقتلهم التاريخي لانه يدخلهم في صراعات قبلية ومصالحية وحزبية لا مخرج منها قبل عشرات السنين وبخسائر مادية وبشرية فادحة وها هي الاحداث تؤكد ان المرجعية العليا المتمثلة بسماحة الشيخ الدكتور العلامة السعدي ومع سابق فهمه وعلمه بلوائح الدستور يؤكد بما لايقبل الشك مخاطر الاقليم باعتبارها وبال على اهل السنة ووبال على عموم العراق لادراكه لما سيؤول اليه حال اهل الانبار خصوصا واهالي المناطق الغربية عموما ( قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} التيه فى الصحراء أربعين سنة كمآل لمن يركب الشطط ويدفع بالناس للهلاك .. فوحدة شعب العراق وارضه وتاريخه اليوم كبيضة بأيديكم فاما ان تحفظونها بالعقل والحكمة والرشد والرأي السديد وإما ان تقسو عليها ايديكم فتكسرها ويا ويله من لعنة العراق من تسبب بتقسيم العراق ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير عن ضربة إسرائيلية ضد إيران وغموض حول التفاصيل | الأخب


.. إيران وإسرائيل .. توتر ثم تصعيد-محسوب- • فرانس 24 / FRANCE 2




.. بعد هجوم أصفهان: هل انتهت جولة -المواجهة المباشرة- الحالية ب


.. لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا




.. نار بين #إيران و #إسرائيل..فهل تزود #واشنطن إسرائيل بالقنبلة