الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجنس... والوجه الآخر

حيدر مزهر يعقوب
(Hayder Al-jouranj)

2013 / 2 / 8
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


أفرزت ثورة المعلومات في القرون الأخيرة مستعمرا جديدا.. لا يخضع لمواصفات الإحتلال التقليدية، إذ أصبح (الكومبيوتر) من مستلزمات شخصية الفرد والمنزل لتعدد إستعمالاته، غير أن السلطة التي إستثمرت هذا المحتل الجميل لصالحها باتت من الصعب أن تتغير بإنقلاب أو إحتلال جديد.
واليوم علينا أن نعترف بإن سلطة (الإنترنت ) تمارس هيمنتها بشكل ملحوظ فوق إرادة الإستعمال ورغبة الفرد فيها، حتى أن بعض الباحثين في علم النفس ذهب الى إستحداث مصطلحا سايكولوجيا هو إدمان الإنترنت Internet ediction الى درجة أننا في بعض الأحيان نشعر (بنشوة المقامر) .. نود أن نغلق الصفحة الإلكترونية للذهاب الى النوم أو أداء واجبات أخرى لكننا لا نستطيع أو يسرقنا (النت أو الفيس بوك) وليس الوقت الذي نتهمه جزافا بهذه التهمة.
وما يلفت النظر هنا هو ظاهرة (الشخصية الإفتراضية) أو (الوجه الآخر) على الفيس بوك والمحادثة، ولا غرابة في ذلك طالما أن المجتمع والتنشئة قاسية في أحكامها ومتطلباتها ولا يجروء أحدا الأعتراض عليها حتى ولو بالهمس أو الأشارة، الأمر الذي جاد فيه الفيس بوك في إيجاد حل يشفي الغليل ويقلل من حدة الضغط والتوتر النفسيين ..فهذه إمرأة تتخذ من إسم وصورة رجل كغطاء لها، وهذا شاب يتصنع بفتاة في عمر المراهقة والغواية... وفتاة أخرى تتخذ صورة مغايرة في الفكر والعرق والمعتقد ...إلخ عما هي عليه في الواقع.
وقد لا يتسع المقال لتغطية الأبعاد والتفسيرات النفسية والإجتماعية لهذه الظاهرة.. ولكن ما يسلط الضوء عليه ولو بجزء يسير هو عملية (الجنس الإلكتروني) وإقامة العلاقات الجنسية عبر قنوات (المحادثة والفيس بوك).
وللوقوف على بعض المسببات لهذه الظاهرة يجب الأخذ بنظر الإعتبار ما ياتي:

أولا: إن العملية الجنسية غالبا في مجتمعنا (واعني الشرعية بين الزوجين) غير مقننة من حيث التوقيت والتكرار والطريقة.

ثانيا: ولإننا رجعيون في ثقافتنا الجنسية ( لأنها موضوع محرج ومحظور التداول فيه حتى بين الزوجين نفسهما أحيانا).. وهذا الأمر هو نتاج التربية اللاشعورية في تنشئتنا على أن الخوض في أي موضوع يتداول مفهوم الجنس هو عيب وغير اخلاقي (لأنهم صوروا الجنس لنا غوريلا).

ثالثا: إنهماكنا في العمل والدراسة والواجبات الحياتية تجعل في إيجاد علاقة جنسية ألكترونية مع شريك أخر أمر غاية في السهولة ولا يتطلب مجهودا (عقليا ونفسيا وجسديا) كما في العملية الجنسية الإعتيادية.

رابعا: ولأن التطبع في السلوك يلقي بضلاله لا شعوريا إيضا في مراحل عمرية سابقة كان مفهوم الجنس فيها يمر بخلسة سواء في الفكرة أو في التطبيق .. ما يجعل ممارسة هذا السلوك بهكذا طريقة ذات نشوة ومتعة تبدو للبعض أكثر إثارة وجاذبية من العلاقة الزوجية جنسيا لإنها تبدو تقليدية وأمر مألوف وروتيني.

خامسا: وبما أن العلاقة الزوجية (جنسيا) أصبحت واقع حال مادي ملموس ..أصبح عنصر الخيال والتخيل بعيد عنها مما يجعل اللجوء الى طريقة يكون مفهوم وعملية الجنس فيها ناتجة عن إعداد مسبق للقاء (ألكتروني) ثم التهيؤ وبناء التخيلات لذلك.

سادسا: تدفع عملية تبادل الأفكار والتخيلات (للشريكين جنسيا ألكترونيا) الى عنصر جديد وهو (التلاقح الفكري في الجنس) وتبادل الأفكار و الإستراتيجيات وحتى الكلمات التي قد لا يجرؤ الشريك أن يمارسها مع شريكه في العملية التقليدية.
وقد تكون في هذه الظاهرة حلا مرضيا لمن هم من فئة المراهقة أو محبي الاستطلاع لعالم (الجنس المحظور) ولكن الأمر عكس ذلك للمتزوجين الذين قد يجدوا في ذلك إشباعا لما لم يتم إشباعه (تقليديا) وعليه أذكر مقولة لأحد الأصدقاء قال لي أن أحد الأدباء كتب عبارة ( أريد من زوجتي أن تكون عاهرة معي في الفراش).
عذرا... فالعهر هنا ليس سمة للزوجة .. او صفة ولكن هو منافس لها.. والكناية عنه هنا تجعل من الزوجة الرابح الأوحد في هذه المنافسة إذا ما كانت في موقع هذه الكناية مع الزوج، وأريد ان اذهب أبعد مما ذهب إليه هذا الأديب وأقول (على الزوجين في ممارستهما ان يكونا عاريين عن كل ما يقف عائق أمام إستمتاعهما بهذه العملية الإنسانية الجميلة...سواء بالقول أو الفعل ... فكل شيء مباح في الحب و(الحرب).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة