الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الثورة النسوية السورية.. ضمان انتصار الثورة السورية

فؤاد سلامة

2013 / 2 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


فصل الربيع العربي في المشرق العربي الصغير(الهلال الخصيب) يتميز بالدرجة العالية من العنف والدموية مقارنة بالربيع العربي في الضفة الجنوبية للمتوسط (تونس ومصر). ما يجبيه الصراع في سوريا بين النظام وشعبه في يوم واحد أو يومين يساوي مجموع الضحايا في مصر وتونس في عامين. كان يمكن أن يكون عدد الضحايا مرتفعاً في ليبيا بسبب التشابه الكبير بين النظامين الليبي والسوري من حيث القدرة على الإيذاء. كلما أوغل النظام في الجهوية القبلية أو الطائفية, كما في ليبيا وسوريا(والعراق), كلما زادت إمكانيته على الصمود والتدمير متحصناً بالدوائر الملتفة حوله والمتشاركة معه في المصالح كما في الارتكابات ضد شرائح واسعة من المجتمع

الذي يحمي النظام في سوريا ليس "الجيش الوطني" بل الكتائب الأمنية المتخصصة في حماية النظام والتي أذلت الشعب وأمعنت فيه قتلاً وتعذيباً خلال عقود, ما خلق رابطة قوية بين المرتكبين الكثيرين الذين يخشون الحساب. يضاف إلى هذه الكتائب الأمنية الواسعة والمتشعبة, "كتائب" المستفيدين التي تشكل ما لا يقل عن خمسة إلى عشرة بالمائة من الشعب وهذه الطبقة ارتبط ثراؤها ورفاهيتها بحرمان الأكثرية الشعبية من أبسط حقوقها في العيش الكريم. أبناء هذه الطبقة المستفيدة لم يصعدوا في ظروف تنافس رأسمالي عادي, بل بسبب الامتيازات التي يغدقها عليهم النظام. وحتى مثقفوا النظام وكتابه وشعراؤه وفنانوه يدينون للنظام بصعودهم ولاستمرار المعاملة الخاصة التي يحظون بها على حساب "الأنتلجنسيا" السورية التي رفضت الخضوع فسجن الكثيرون من أبنائها وتشرد الآخرون في المهاجر هرباً من بطش النظام

لا نعجب من كل تلك الطاقات النسائية السورية التي تفجرت مع بدء الثورة السورية وأخذت تعبر عن نفسها بصوت
مرتفع مفرغة جرعات النقد والسخرية من نظام ذكوري شديد الخبث كان يروعها ويمنعها من الكلام الحر خوفاً على نفسها وعلى أقاربها في داخل سوريا. يمكن القول بأن الركيزة الأساسية للطغيان تتمثل على الدوام في عقدة الرعب التي يدأب الطغاة ويتفننون في زرعها في النفوس ويجهدون في تغذيتها واستدامتها من خلال القتل السهل لكل معارض يجرؤ على رفع صوته واللجؤ للتنكيل بأقرب الناس إليه في محاولة للتأثير على محيطه العائلي. ما يلفت النظر هو انكسار هذه العقدة بالأخص في نفوس الأمهات والنساء السوريات اللواتي كنّ الأكثر استبطاناً للخوف على أبنائهن وأخوتهن وآبائهن

إنه البركان المزلزل الذي نشهد أقوى فصوله في الكتابات النسائية السورية التي ترسل إشارات الثورة والتمرد إلى
السوريين في كل مكان أقاموا فيه. بركان توقد حممه نساء سوريات عرفن الرعب في عيون آبائهن وأمهاتهن وهن صغيرات, وصممن الآن على أن تستمر جذوة الثورة متقدة حتى يسقط الجلادون ويزول الكابوس, الذي سوّد حياتهم أربعة عقود, عن صدر السوريين جميعهم رجالاً ونساءً وأطفالاً. إنه بركان الثورة النسوية السورية التي لن يرضى نساؤها باستبدال استبداد ذكوري "علماني" باستبداد ذكوري "إسلامي"... لذلك نفهم شراسة النظام الديكتاتوري في معاملة النساء قتلاً واغتصاباً عله يستطيع أن يعيد إرساء عقدة الخوف في نفوسهن فينعكس ذلك على الرجال الثائرين تراجعاً عن الثورة خوفاً على شرف وحياة أمهاتهم وأخواتهم وبناتهم.. الرد على النظام الأسدي يأتي مدوياً من حناجر النساء السوريات وأقلامهن : لا رضوخ للقتلة الذين توغلوا بعيداً في دماء شعبهم ولا خوف بعد اليوم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هي نعمت شفيق؟ ولماذا اتهمت بتأجيج الأوضاع في الجامعات الأ


.. لماذا تحارب الدول التطبيق الأكثر فرفشة وشبابًا؟ | ببساطة مع




.. سهرات ومعارض ثقافية.. المدينة القديمة في طرابلس الليبية تعود


.. لبنان وإسرائيل.. نقطة اللاعودة؟ | #الظهيرة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف بنى تحتية لحزب الله جنوبي لبنا