الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسائل - صريحة - لا أتلوها في وجه النهار

سونيا ابراهيم

2013 / 2 / 12
سيرة ذاتية


كم أشعر بالعجز أمام الإحباطات التي يقابلها أبناء البشر بشكل يومي مقابل عجز انسان بسيط في أيامه الأخيرة يحاول أن يرسم دمعة بدلاً من وجوه كل المبتسمين ! كيف تستطيعين أن تجعلين من نفسكِ صديقةً بالفعل و لو بأبسط الأشياء و أنت غير قادرة على التعبير عن مشاعرك الحقيقية ؟ ابتسامتكِ الحقيقية و وجهكِ الغاضب ؟
ما خشيتُ منه لم يحصل لي إلا في الوعي الغائب . عندما غبتُ عني . سقطت كل الأوراق و لم أعد أعدُها كأني لم أصدق أني أفقدها .

****
عيون صغيرة تتفتح في رسائل الأصدقاء

أذكر صديقتي الصغيرة ، كنت استهزأ بها كثيراً لأني كنت مصابة بحمى اللؤم التي تحيط بالطالبات المتميزات المحرومات ، كتبت لي رسالة من شدة ما جعلتني أرغب بالبكاء استهزأت بها . و حاولت بعدها ألا أتحدث إليها كثيراً . عندما غضبتْ مني طلبتْ من الله أن يسامحني . و لا أكترث إذا لم يفعل لأني أعلم أني فقدتها للتو و منذ السابق .. و لكني لا أتمنى أن أخسر صديقات مثلها إلى الأبد ! رسالة صديقتي حدثتني فيها عن هموم العائلة ، و خمنت بطيبة قلبها عما أعاني منه . و أضحكتني لأنها لم تكن تريدني أن أهتم بالدراسة . أعتقد أنها أرادت أن تكون طبيبة من أجل اللقب فقط ، و لكنها لم تفعل ، أما أنا فأصبتُ بالعامين السابقين من تخرجي بالاحباط ، الذي جعلني بعدها أفقد نفسي دون أن أجدها غير مخبأة بغرف السكوت و الظلام . كنتُ خائفة . و هي كانت مستعدة رغم قسوة الحياة علينا . لا أعلم ما هي أخبارها . ما زلت أسمع صوت ضحكتك جيداً ف. ش و أعتذر لأني استهترت بالخاتم الصغير الذي وعدتك بألا أستهتر به . أنا آسفة جداً . رأيتكِ تبكين لأني رميته أمامك !

****
أمي ما زالت تعيش من خلال نكت سيئة المذاق

أمي التي كانت مستثارة جنسياً طيلة الوقت بألفاظها الرديئة ، بنكاتها القبيحة لم تخجل من اطلاقها أمام الأطفال ، من بعض الصفات المؤلمة التي أحبطتني بها ، حتى أصبحت أشبه العجائز و أنا لم أصل مرحلة العشرينات .. فقدتُ البوصلة ، و سمحتُ للجميع بإستغلالي عندما توقفتُ عن الاكتراث . ما عاد شئ يهمني بعد أن جعلتْني مضطربة . لا تخشى إن تأخرتُ ، و إن أصبتُ لا تعرف كيف تعبر عن شعورها بالاستياء من أجلي .. فقدتُ الاهتمام و صرتُ مخدرة عندما علمتُ أنكِ أنجبتي غيري أيضاً و أنت لا تكترثين بحالنا .. أمي المستثارة جنسياً سَمِعتُك مرات عديدة تصرخين بعادتك السرية بعد وفاة والدي . سمعتكِ تحسدين النساء لأنهم تزوجوا بعد رحيل آباء أبنائهم . سمعتك تسمينني وقحة لأني لم أفعل شيئاً من ذلك مثلي .. فرحتِ عندما ظننتِ أنكِ ستتخلصين منا نحن بناتك و أنت بالواقع مغرمة بشئ واحد هو الخلاص من أجل نفسك .. و ال..

****
ورقة صغيرة سقطت عند القبر منك

أبي عندما أبعدتَ الجميع عنك قبيل وفاتك ، و أنت مريض ، خفت أن أودعك . لم أزرك بالمشفى ليس لأني حاقدة بل لأني ظننت أنك ستعود . خفت أن أودعك عندما توفيت . علمتني قبل أن تكون مريضاً أن أكرهك و قسوت علي و على إخوتي . تركت والدتي أيضا لتكمل باقي المسرحية . سينعتوني بقليلة الوفاء و ربما كنت كذلك . و لكن بعد وفاتك لسنوات طويلة علمت أنك لم توفر لي الأمان . اللحظات الصادقة التي بكيتها من أجلك كانت عندما احتضنتني ، و ليس عندما بكيتَ لأسامحكَ بعد موتك . أنا لا أستطيع أن أسامحك لأني ما زلت خائفة منك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. هل سيؤسس -الدعم السريع- دولة في د


.. صحف بريطانية: هل هذه آخر مأساة يتعرض لها المهاجرون غير الشرع




.. البنتاغون: لا تزال لدينا مخاوف بخصوص خطط إسرائيل لتنفيذ اجتي


.. مخاوف من تصعيد كبير في الجنوب اللبناني على وقع ارتفاع حدة ال




.. صوت مجلس الشيوخ الأميركي لصالح مساعدات بقيمة 95 مليار دولار