الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الشرس والقبيح

شريف الغرينى

2013 / 2 / 17
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


قالها مبارك بطريقة غير مباشرة إما أنا أو الفوضى ، وبالطبع اخترنا الفوضى من أجل أهداف أسمى من الإستقرار ، وقال الإخوان : إما الشاطر أو مرسى، من أجل أن تصيب سهام السلطة واحدا منهم ، وفيما بعد ذلك قالتها الأحداث ومن ساقها : إما شفيق أو الإخوان ، وإختار الجهلاء الإخوان "المرادف الحقيقى للثورة المضادة والريح الصرصر التى ستحيل الربيع العربى إلى خريف من الفوضى غير الخلاقة " وبالطبع كان ذلك طمعا ساقته الجهالة فى استمرار تحقيق المطالب الأساسية للثورات وخوفا من شبح مبارك. و استمرارا لنفس الأسلوب فى التخيير بين الشرس والقبيح ؛ قال مرسى: إما عبد المجيد محمود ، او النائب الملاكى وطبعا اختار لنا عنوة ،الملاكى "بإسم تحقيق مطالب الثورة" ، ومرة إخرى تخيير الشعب بين التحكم فى كل السلطات أو تقاسمها مع المجلس العسكرى ، وبالطبع كان الميل العام نحو تمكين السيد الإخوان من القبض على كل السلطات وإقصاء المجلس العسكرى ، وعندما تنبه المراهقون سياسا لما يحدث وبدأو فى التذمر جاء رد الجماعات المتطرفة فى نفس السياق وبنفس الطريقة : إما بقاء مرسى فى الحكم بإسم الشرعية أو الرد بثورة دموية تحت مظلة جهادية و إرهاب لا ينتهى، وعلى نفس المنوال استخدمت الحكومة الفاشلة نفس الإسلوب لتتهرب من مسئولياتها، ولسان حالهم وتصريحاتهم تقول: إما أن تستعر الأزمات ، أو أن يهدأ الشعب ويقبل الوضع كما هو عليه ، ومؤخراً طفق الإخوان يقولون: إما استمرار الفوضى والإضطرابات والإنقسام، أو رحيل حمدين عن جبهة الإنقاذ .. يبدوا ان هذه الألية أثبتت فاعليتها ونجاحها لدرجة أنهم أستطاعوا بها أخونة جزء كبير من الدولة من خلال التخيير الذى يضع قائمة تجمع بين سىء أو أسوأ ، والبقية قادمة . السؤال المطروح الأن ، لماذا على الشعب الثائر أن يختار بين أقل الضررين، من الذى يفرض علينا قبول هذا الوضع؟ و لماذا تلعب السلطة مع الشعب لعبة الثلاث ورقات مرة وتستخدم سياسة حافة الهاوية مرات ؟ و منذ متى والثورات تبحث عن الفتات وتتفاوض مع الحكام من أجله ؟ فالثورات -إن صح تسمية الأحداث الماضية بأنها ثورة- تبحث عن الأفضل فى المطلق بعيدا عن الأقواس بل وتقاتل من أجله ، الثورات لا تضع فى حسبانها مبدأ الوضع القائم، الثوار الحقيقيون لا يتفاوضون أصلا ولا يغيب عنهم الهدف مهما وضعوا أمامهم من حواجز و لافتات ، و تظل فقط ،اللافتة الرئيسية التى تحمل المطالب الأساسية: عيش ..حرية..كرامة إنسانية ، إذا كانت السلطة تدفع الشعب للتراجع وتضغط عليه ليقدم تنازلات، فإن على الثوار أن يهربوا من سياسات حافة الهاوية وأن يتشددوا فى مطالبهم وأن يستمروا فى نضالهم وأن يتوقفوا عن التفاوض ، فالوضع السياسى الأنى فى مصر و وفقا للفكر الإخوانى لا يسمح بأى إئتلاف أو أى تصالح أو مشاركة لأن افكارهم تدور حول فكرة القضاء على المعارض وإقصاؤه حتى وإن تفاوضوا معه إلى حين .. لذلك إذا كان علينا أن نقبل التخيير بين أمرين فلتكن الخيارات كالتالى : إما الإخوان الحكام أو الإخوان المحظورة، وهذا فيما أعتقد ما ستصل إليه الامور ، وهذا ربما ما سيفهمه هواة السياسة المتصدرين للمشهد، التى أرجو ألا يكون فهمهم ً متأخرا كالعادة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إما ألكرامة
هانى شاكر ( 2013 / 2 / 18 - 11:02 )

تدمدم ألعصابة :


إما ألكرامة


أو ألثلاث ورقات
أو ألثلاث رغيفات
أو ألثلاث حجرات

نرد على مرسى وألشاطر وألمرشد :

أبوك ألسقا ... مات !

...

اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية