الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حزب الله والدجل الوطني

محمد زكريا السقال

2013 / 2 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


يستغرب الكثيرون سلوك حزب الله وانحيازه لنظام القتل والتدمير في سوريا . هذا الإستغراب بحد ذاته يشكل فاجعة للعقل ، حيث لو قدر للعقل ان يستعمل ومنذ تأسيس هذا الحزب لتوصل وبدون جهد للوقائع ، ولوفر الكثير من الخيبات ، أو بالأحرى لكانت الظروف مختلفة .
في الوقت الذي كانت الثكنة الصهيونية تدك لبنان كمعقل للثورة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية ، كان اتفاق نظام التطويع والدكتاتورية السورية مع المبعوث الأمريكي ،، فيليب حبيب ،، على الإنسحاب من المواجهة آمنا ، وترك الثورة الفلسطينية لقدرها مستفردة أمام جهنمية القصف والتدمير والزحف لاحتلال بيروت . كان هناك ما يطبخ ويرتب ، مجموعة من الشباب المناضل اطلقت على نفسها المقاومة المؤمنة ، واجهت الإحتلال بالجنوب وبرز وقتها اسم المناضلين محمد سعد ومحمد جرادة اللذين قضيا على يد العصابات الصهيونية .
حركة امل، أول تشكيل سياسي يتقدم لتمثيل الطائفة الشيعية في لبنان كطائفة، تصدر المشهد في لبنان ليقدم نفسه على غرار التشكيلات السياسية الطائفية الأخرى لكن حركة أمل لم تسطع احتواء ما كان يجب احتواؤه اي عموم الطائفة الشيعية في لبنان، مع ذلك شوهت ولعبت دور التشبيح، لهذا كان دخول الحرس الثوري الإيراني على خط دعم المقاومة المؤمنة وتدريبها وصقل عقلها وتوظيفها أداة مستقبلية للبنان. النظام السوري الذي أعاد ترتيب حساباته وخططه للبنان بعد تخلصه من شريك بهذه الساحة وهو الثورة الفلسطينية ليكون لبنان ساحة لكل طموحاته وترتيب عوامل استقراره. وبقيت الساحة اللبنانية تدفع ضريبتها وبقي النظام يعمل على استثمار هذا الدم المسفوك من الشعبين اللبناني والفلسطيني اللذين خاضا نضالا مميزا بمواجهة الإحتلال . منذ اليوم الأول لخروج المقاومة الفلسطينية من لبنان سارعت قوى لبنان الحية للتصدي لهذا العدو معلنة على جبهة المقاومة اللبنانية والتي مارست نضالا شجاعا دحر الكيان الصهيوني للباروك وحررت بيروت ، كما حرر الجبل .
بهذه الظروف سارع النظام لزج المخيمات الفلسطينية بحرب تدميرية شنتها حركة أمل على المخيمات وحصارها وتدميرها ، بالوقت الذي كان حزب الله يلعب الدور المقاوم بعد إعلانه عن اسمه واصطفافه كمقاوم. كان برنامج حرب المخيمات واضحا ان تحكم سوريا لبنان وتطوع كل البنادق التي ساهمت بالتحرير ، لهذا برز الحزب و مباشرة طرح نفسه شريكا من خلال عدم انصياعه للأوامر السورية وتصديه لهم بثكنة فتح الله ، والقيام بخطف الأجانب ببيروت ملوحا بأنه قوي وهناك من يدعم تواجده . وبالفعل دخلت ايران على الخط مباشرة لتعقد صفقة ليست الأولى بتاريخ المنطقة - حيث يذكرنا هذا بالحركة الوهابية واتفاق محمد ابن عبد الوهاب وعبد العزيز مؤسس المملكة على التبادل الوظيفي للسيف والسلطة - ، هكذا كان وهكذا حصل . اتفاق مبرم وغير معلن المقاومة للحزب والغاء كل البنادق الأخرى ، وسيادة سورية على القرار والتحكم برقاب اللبنانيين والذين مازلوا يعانون لغاية الآن جراء هذا التقاسم الوظيفي ولهم في سجون النظام الطاغية آلالاف من المغيبين .
هذه الخلفية والتي يجب ان تكون حاضرة ، تسهل فهم تسلسل الاحداث التي نعايشها والاصطفافات الفاضحة وما ستر علينا من ادعاءات تكشف الاحداث زيفها . لنر كيف يقدم حزب الله نفسه في هذه الآونة؟
الحزب المقاوم الذي شغف افئدة الشعوب العربية بمواجهته وتضحياته في مواجهة العدو الصهيوني ، لا ينسى تقديم نفسه ممثلا للطائفة وحاميا لها ووصيا عنها بالحكم الطائفي ، أي انه أحتكر المقاومة لصالح دوره باسم الطائفة وتصفية كل معارضيه ، واذا نسي شيوعيي لبنان دماء حسين مروة ومهدي عامل وميشيل واكد ، أكيد نحن لن ننسى.
كيف سنتعامل مع حزب طائفي يحتكر مشروعا عربيا مؤثرا على المنطقة بكل المعاني ، والخطر هو إخراج أبناء جبل عامل من تاريخ مجيد وحافل بالفكر الذي أسس للعروبة والحرية والتحرر وحشرهم بهذا المنطق الضيق الذي لا يليق بتاريخهم ولا بتضحياتهم وريادتهم.
الأمر الثاني ، يعلن الحزب مرجعية واضحة لا لبس فيها وهي ايران ، فآيات ايران حاضرة خطابا وتمجيدا وتأخذ الحيز الأكبر في الخطاب السياسي للحزب ، فعلى أي وليمة دعانا ويدعونا هذا الحزب بعد أن طوب كل ما انجزه وضحت به أجيال متعاقبه من أبناء جبل عامل لكي تستثمره ايران بالمعنى الديني الطائفي. وكي نكون منصفين فإن لإيران مشروع خاص بها تستثمر الدين مطية على شعبها وعلى من يدور في فلكها ، هو برنامج مهما حمل وسوق له لن يكون في أحسن الأحوال أكثر من برنامج تفتيتي تقسيمي في المنطقة . فلعبة الشياطين صغرت أم كبرت واضحة ومكشوفة بدجلها وتسويقها الرخيص .
الأمر الثالث ، هذا التحالف المخزي للحزب وتنكره لشهدائه ومناضليه ، مع النظام الذي قام بتطويع بنيوي للبنان وفلسطين وسوريا لصالح البرنامج الصهيوني الأمريكي . الحزب لا يهمه الشعب السوري ولا العراقي الذي سمح النظام القاتل في سوريا بتصدير القتل اليه ولم يكلف النظام نفسه طرح برنامج اعادة وحدة العراق وصيانة سيادته ، واليوم يقصف هذا النظام شعبه يدمره يذبحه بعملية مبرمجة وممنهجة ، ويأتي الحزب ليعلن انحيازه بشكل سافر لهذا النظام ،، غريب ان الحزب لم يرى شعباً ولا قوى سورية يتعامل معها من أجل مستقبل سوريا ،، يطرح الحزب حلا سياسيا للأزمة كما يسميها ، حوار مع النظام أي استعطاف النظام الذي سفك وقتل واغتصب . غريب أمر الحزب!! ولما الغرابة ،، لو يدرك الحزب المستقبل لكان جزءاً اساسياً من الربيع العربي ، ولكنه يريد تأكيد انه جزء اساسي من مشروع بالمنطقة تقوده ايران ورأس حربته العصابة المتحكمة في سوريا بكل فسادها واستبدادها . لهذا لا غرابة ابدا. يا أبناء جبل عامل لا تسمحوا باستمرار هذه المهزلة باسمكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئاسيات موريتانيا: ما هي حظوظ الرئيس في الفوز بولاية ثانية؟


.. ليبيا: خطوة إلى الوراء بعد اجتماع تونس الثلاثي المغاربي؟




.. تونس: ما دواعي قرار منع تغطية قضية أمن الدولة؟


.. بيرام الداه اعبيد: ترشّح الغزواني لرئاسيات موريتانيا -ترشّح




.. بعد هدوء استمر لأيام.. الحوثيون يعودون لاستهداف خطوط الملاحة