الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احمد القبانجي... إشارات لم تلتقط جيدا

آريين آمد

2013 / 2 / 26
حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير


عندما ذكر السيد احمد القبانجي في نهاية إحدى محاضراته إلى ضرورة أن ينتبه الواحد منا إلى الإشارات التي تقع قريبة منه، وان يتمتع كل إنسان بقدرة على التقاط تلك الإشارات وان بدت مخفية أو مشفرة، لأننا نعيش في عالم مرتبك وفوضوي أو لنقل عالم معقد وشائك، ويحتاج المرء أن يعرف فيه ذاته ويعرف محيطه، ويكون يقظا ومنتبها لكل ما يجري من حوله، واعتقد يومها استطاع القبانجي أن يشرح وبالتفصيل كيف يمكن للإنسان أن يعرف ذاته من خلال التخلص من الأنا، والتي تشكل حجابا خطيرا يمنعنا من معرفة الحقيقة.
وباعتبارنا لا نحبذ النظريات التي تناقش الماورائية، فحينها دخلنا في مناقشات بخصوص ما قاله القبانجي بخصوص الإشارات واعتبرناها خروجا على ما كان يدعو له عادة باعتماد العقل والحجة والعلة والمعلول.... الخ...
لكن الرجل فاجأني وقال بأنه (إنسان مؤمن وطبيعي أن يؤمن بوجود إشارات ووجود لغة وان كانت مشفرة وعليه أن يكون يقظا ومنتبها لها)... وهنا تحدث عن الخطبة الشقشقية للإمام علي (ع) وكيف انه كان يتحدث عن أشياء خطيرة كان لها أن تغير مصير وتاريخ هذه الأمة، ولكنه توقف في لحظة عندما (نَاوَلَهُ رجل كِتَاباً قِيلَ إِنَّ فِيهِ مَسَائِلَ كَانَ يُرِيدُ الْإِجَابَةَ عَنْهَا فَأَقْبَلَ يَنْظُرُ فِيه ) فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قِرَاءَتِهِ (قَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوِ اطَّرَدَتْ خُطْبَتُكَ مِنْ حَيْثُ أَفْضَيْتَ فَقَالَ هَيْهَاتَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ تِلْكَ شِقْشِقَةٌ هَدَرَتْ ثُمَّ قَرَّتْ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَو َاللَّهِ مَا أَسَفْتُ عَلَى كَلَامٍ قَطُّ كَأَسَفِي عَلَى هَذَا الْكَلَامِ أَلَّا يَكُونَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع) بَلَغَ مِنْهُ حَيْثُ أَرَادَ).
اليوم يملؤني الأسى وأنا أتخيل القبانجي في إحدى غرف سجين أيفين الرهيب وهو يتعرض لأقسى أنواع الإذلال، وأقول .. هل أخطانا في رصد الإشارات التي كانت من حولنا؟؟؟؟؟
اذكر جيدا حوارات ورجاءات كثيرة مني ومن أصدقائه الآخرين حول المخاطر التي قد يتعرض لها خاصة وانه في محاضراته يستخدم أسلوبا مباشرا وصادما لا يستوعبه أحيانا حتى اغلب المثقفين، فيتصورنه إنسانا منحرفا لا يؤمن بالقرآن ولا بالله، في حين انه كان يؤكد في كل مناسبة دعوته للعودة إلى جوهر الدين والذي يتمثل بعمل الخير وحب الناس. وكان يؤكد باستمرار (أيها الناس عودوا إلى وجدانكم فانه روح الله فيكم).
كنت أتوقع أن يتم تصفية القبانجي في العراق، كأن يتم اغتياله في إحدى شوارع بغداد، فالقبانجي كان كثير التواجد في المتنبي، وكان يحضر اغلب الفعاليات الثقافية والفنية، أو يتم استهدافه بعبوة لاصقة أو ناسفة ليضيع دمه كما يضيع دماء آلاف العراقيين الآن. لكن أن تقدم دولة مثل إيران على اعتقاله فهذا قد غير الكثير من الحسابات، لأنهم بفعلتهم هذا اظهروا غبائهم، فالقبانجي وبعد انتشاره بهذا الشكل بين أوساط المثقفين والشباب يصعب إلغاء دوره من الحياة الفكرية، بل إن اعتقاله أضاف زخما إضافيا له، فالكل اليوم يرغب أن يعرف لماذا اعتقل القبانجي؟؟؟
هل يعقل أن نقول بان القبانجي كان يتجاهل الإشارات الكثيرة التي كانت تخص أمنه أو انه لم يعرف كيف يفك شفاراتها؟؟؟ ولأني اعرفه شخصيا، فالرجل لا تفوته أية إشارة مهما بدت صغيرة أو تافهة... لكنه كان مصرا على مواصلة خطواته المليئة بالتحديات لأنه كان مؤمنا بمقولة (لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أزمة القميص بين المغرب والجزائر


.. شمال غزة إلى واجهة الحرب مجددا مع بدء عمليات إخلاء جديدة




.. غضب في تل أبيب من تسريب واشنطن بأن إسرائيل تقف وراء ضربة أصف


.. نائب الأمين العام للجهاد الإسلامي: بعد 200 يوم إسرائيل فشلت




.. قوات الاحتلال تتعمد منع مرابطين من دخول الأقصى