الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوقوف أمام محكمة الشعب

وائل بنجدو

2013 / 2 / 26
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


لم تكن الرصاصات الغادرة التي إغتالت الشهيد شكري بلعيد منعزلة أو خارجة عن صراع تاريخي خفي حينا و صريح حينا آخر بين الديمقراطية و الفاشية ، بين قوى التحرر و قوى العمالة ، بين الفكر النقدي العقلاني من جهة و فكر سجين النقل يهدف لمحاصرة المجتمع و كبح حركة التاريخ .
هو الصراع المستمر بين الحب و الحياة و الجمال و بين الموت و الظلام و في كلمتين بين العقل و الجهل ، و لأن الجاهل يعجز دوما عن خوض المعركة ضد العقل فإنه يجد نفسه مدفوعا بحكم عجزه عن المواجهة و عدم إمتلاكه للحجة إلى اللجوء لكل أشكال العنف الرجعي من إغتيالات و تعذيب و إعتقالات و إتهام بالكفر و الزندقة . و يرتكب الجاهل جرائمه و يبحث لها عن التبريرات التي يكون أسهلها هي حماية المقدسات و الدفاع عنها . بهذه الحجة صلب الحلاج و قطعت أطرافه و عاش ابن رشد محنته و ذبح الجعد بن درهم في عيد الإضحى و بدعوى تطبيق الشريعة أردى الظلاميون المفكر المصري فرج فودة قتيلا . و في لبنان إغتالت حركة أمل رمزي الحزب الشيوعي اللبناني مهدي عامل و حسين مروة : هذا هو الوحل الذي يلطخ تاريخ الظلاميين و الجهلة ، الجهلة الذين يحترفون الإرهاب و الترهيب و صناعة الموت و هم بالضرورة أعداء للحرية لأن الحرية تخلق المناخ الملائم للتفكير و الإنطلاق في التأمل في الذات و في الواقع و تناقضاته ، و كل عملية تأمل عقلاني تولد حتما وعيا ثوريا يهدف لنسف السائد و خوض معركة لا هوادة فيها ضد القائم . معركة تكون كل القوى اليمينية المحافظة مرمى لها لأنها جزء من هذا القائم تسعى إلى تكريسه و تأبيده .
لكن الظلاميين يخطئون التقدير دائما و و يعتقدون واهمين أن رصاصهم الغادر و جرائمهم البشعة يمكن أن تسكت صوت الحق و تحجب الحقيقة عن الكادحين و تعيد عجلة التاريخ إلى الوراء . إن التاريخ و إن شهد لحظات ردة فإن حركته متقدمة تسعى لبلوغ الحرية ، لأن المحرك الرئيس له هي نضالات الجماهيرالتي مهما بدت في حالة من الركود و الصمت فإنها ترقب و تقيم و لابد أن يقف الجميع يوما ما أمام محكمة الشعب التي لا تظلم و لا تجامل و لا تهادن .
تسعى الرجعية بمختلف أشكالها إلى تأجيل يوم المحاكمة من خلال توسيع الهوة بين الأصوات التي تصدح بالحقيقة و بين الجماهير لأنها تعي جيدا أن الإلتحام بين القوتين : قوة الفكرة و قوة الجماهير ، يقود حتما إلى إعلان المواجهة ضد الأعداء و إصدار أحكام الثورة ضد كل الرجعيين . و من هذا المنطلق فإن الإعداد و تقريب يوم محاكمة الأعداء يتطلب أن يدخل القاضي (أي الشعب) إلى مبنى المحكمة (أي السلطة) لأنه بدون الوصول لهذا المبنى سيبقى القاضي (الشعب) عاجزا عن إصدار أحكامه العادلة و سيبقى تحت رحمة أحكام الجلاد الجائرة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح


.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل




.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا


.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا




.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز