الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
القتل التكنوقراطي
أم الزين بنشيخة المسكيني
2013 / 2 / 28كتابات ساخرة
ما هو القتل التكنوقراطي ؟
أيّ الرايات سنرفع بعد مرور تابوت المدينة .؟ تبّا لكلّ السياسات القاتلة ..تبّا لكلّ أنواع القتل الديمقراطي و التكنوقراطي و الشرعقراطي ..تبّا لكل شرعيّة تستقي نفوذها من دموع أغلبية الجوع و التعب..
جهد اليائسين في اعادة المياه الى مجاريها ..لكن لا المياه مياه و لا المجاري مجاري.. ، و يبدو أنّ المجاري السياسية لم تعد تتسع لغير السوائل الكريهة الرائحة ..السفلية جدّا ..حذو مستنقعات لا تُصلّي لأحد .يستثمرون في جوع الأغلبية .. يتاجرون بأحلام الخبز الحافي..يمرّون الى الكراسي عبر موتنا ..كراسي متحرّكة و دُمى لا تصلح لغير الوكوكة في بهو المهزلة ..يتآمرون ..يتعثّرون في أرواح من رحلوا ..يسّاقطون تحت وقع أوجاعنا ..سياسات الصيد في الماء العكر ..و مستنقعات و نقيق ضفادع ..و حشرجة في حناجر غصّت عن الرغيف الأخير ..و حين تختنق الشعاب في بصمات القتيل ..يهرعون الى جثامين جديدة و يمنحونهم مصدح الهزيمة ..و بصوت عال ، و رائحة الرصاص تفوح من أشداقهم ..و بقلخ الأسنان و وسخ الآذان ، ينطقون :" نحن هنا من أجل حكومة أخرى و من أجل قتل آخر ..فمن يًرشّح نفسه ..و من يقاوم ؟سنعدُّ له قتلا تكنوقراطيا و جنازة ديمقراطية تسير فيها الأغلبية ..و سنضرم الحرائق من جديد ..الينا بالرعاع ..الينا بأغلبية أخرى..لحما انتخابيا شهيا للمرور على دماء القتيل ..دماؤكم أشهى و حزنكم أبقى و الله أكبر ..هذي موائدنا مبسوطة و عهوننا مبثوثة ..سنهيّء لكم المقصلة.سنهيّء لكم المهزلة .."
لا شرعية مع الدماء ..و الوطن مسبيّ بين الوعود الفاشلة و مكر الثعاليب الانتقالية ..و الشعب واقف ينتظر دوره في الانتماء الى الحياة في بلاد لم يعد فيها الحقّ في الحياة بديهيا ..خليط من السياسات الحمقاء و من أحزاب الكرتون و من عشّاق الخشب ..وحطب لاضرام حرائق تكنوقراطية ..و زبائن و حوانيت لبيع الجوع للجياع ..آه يا وطني كم ثمن هذا القتل التكنوقراطي ؟ كم ثمن هذه المسرحية المأساوية ؟ و يظلّون يعلّقون هزائمهم على دمائنا ..و يظلّون يعبرون من أحلامنا الى أطماعهم..أرجوحة في جهنّم همّها الوحيد الدفاع المستميت عن شرعية لم تعد تملك مشروعية وجودها ..شرعية ماذا ؟ شرعية التجويع و التسويف و الأكاذيب و خيبات الأمل ؟ شرعية القتل بأيادي أعدّوها خصّيصا للقتل ..تكنوقراطيون بامتياز ..أرجوحة في الجحيم بين أحلامنا و دمائنا .. شعب منح اردته لحوانيت حزبية لم تفلح الاّ في تسويق الخطب من أجل الاستثمار في البؤس و الحطب ..سنون عجاف ..و بلاد لا تعرف السمان الاّ في لحم البقر المعلّق بعيدا عن أفواه الجائعين ..
لكنّ الشعب لن يصدّق الأكاذيب مرّة أخرى ..لن يصطفّ ثانية من أجل كذبة أخرى..فلتسقط الأقنعة ..و ليحدّق ساستنا جيّدا في المرآة هذا اليوم .و ليسأل كلّ منهم نفسه ان مازال يملك نفسا : هل يصلح هذا الوجه للعدل بين الناس بعد اليوم ؟ ..هل لازال هذا الوجه شرعيّا أم انتهت صلاحيّاته منذ دماء لا زالت تسيل في قلب نيروزة صغيرة ..ستظلّ تسألنا كلّ يوم :" من قتل أبي ..؟ من مرّ غدرا من دمي ؟ من حكم عليّ باليتم و التعب ؟ من اغتصب الحلوى في يدي؟" من لا يخجل من هذه الأسئلة القاتلة عليه أن يسلّم جثمانه الى أقرب مقبرة ..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. بعد إيقافه قرر يتفرغ للتمثيل كزبرة يدخل عالم التمثيل بفيلم
.. حديث السوشال | الفنانة -نجوى كرم- تثير الجدل برؤيتها المسيح
.. هذا ما قالته الممثلة مي سحاب عن سبب عدم لعبها أدواراً رئيسية
.. -مساء العربية- يفتح صندوق أسرار النجم سعيد العويران.. وقصة ح
.. بيع -الباب الطافي- الذي حدد نهاية فيلم تيتانيك بسعر خيالي