الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحرش الجنسي اضطهاد نمارسه ضد المرأة

معاد محال

2013 / 3 / 2
ملف التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية - بمناسبة 8 آذار/ مارت 2013 عيد المرأة العالمي


1/ هل تعتبر التحرش الجنسي ضد المرأة في الدول العربية ظاهرة اجتماعية ناتجة عن الكبت الجنسي أم إن هناك عوامل أخرى تمارس دورها في تفاقم هذه الظاهرة؟
يعتبر الكبت الجنسي عاملا غير أساسيا يساهم في ظاهرة التحرش الجنسي، حيث يعكس تلك الأفعال والانتهاكات التي يتضمنها فعل التحرش، لكن التحرش الجنسي كظاهرة تحكمه عدة عوامل ولكي نتعرف عليها علينا أولا تحديد طبيعة العلاقة التي تربط الرجل بالمرأة.
فصورة المرأة في ذهن الرجل العربي كائن شيطاني، تتمكن منه وسوسات الشيطان بسهولة لنقص دينه وعقله، غير جدير بالثقة ولا يمكن ائتمانه على الأسرار، وهناك أقوال عربية كثيرة تعكس هذا التصور (استشيروا النساء ثم خالفوهن)، (علامات الأحمق ثلاث : ملاعبة السباع، شرب السم على سبيل التجربة، وائتمان النساء على الأسرار)، (تجنبوا شرار النساء وكونوا من خيارهن على حذر)...،انطلاقا من هذه المفاهيم كلها وجد الرجل العربي لنفسه المبرر الشرعي والاجتماعي لفرض وصايته على المرأة والتحكم فيها وتسيير شؤون حياتها، هي علاقة مبنية على التبعية وعلى القمع، لقد تم قمع إرادة وحرية المرأة وفقدت استقلالها بذريعة أنها كائن غير ناضج. وكما يُثار جنون الطاغية حين يرى أو يسمع عن من يمارس حريته انطلاقا من قناعاته الشخصية فيعرضه إلى كافة أنواع الاضطهاد والمضايقة والتعذيب، يفقد الرجل العربي صوابه حين يرى المرأة وهي تحاول ممارسة حريتها خارج حدوده فيتعرض لها بكافة أنواع الاضطهاد والمضايقة، والتحرش الجنسي هو نوع من أنواع الاضطهاد، والاضطهاد بمفهومه هو قهر الشخص واستخدام القوة لتهميشه، ويُعرف التحرش الجنسي أيضا بأنه استئساد على الغير. فحينما يتعلق الأمر بالمرأة يتحول الرجل إلى ديكتاتور وطاغية، تزول من قاموسه كل مصطلحات الحرية والمساواة، بل تصبح كل هذه المصطلحات تهديدا حقيقيا تزعزع المنظومة الذكورية.

2/ هل ترتبط هذه الظاهرة بالتربية العائلية الذكورية التي تحط من دور ومكانة المرأة في الأسرة والمجتمع؟
إن عيب تربية العائلة الأكبر هو اهتمامها المبالغ فيه بجسد المرأة وبكيفية المحافظة عليه، لدرجة تم فيها اختزال المرأة في ذلك الجسد، لقد تحولت المرأة إلى جسد وتحول الجسد إلى قطعة حلوى وجب تغليفها جيدا لأنها قد تثير شهوة الرجل. وحين ننتقل إلى المجتمع نجد أن جسد المرأة قد سيطر على الجميع ومن الصعب التخلص منه في معاملاتنا، علينا إذن أن نرقى بمستوانا ونعزل المرأة عن جسدها ونخاطب فكرها ووجدانها ومشاعرها.
المرأة هي جسدها، لم نعد نهتم لا بمستوى تعليمها ولا بثقافتها بقد اهتمامنا بلباسها الذي يحفظ الجسد ويحميه، فصار اللباس يعكس أخلاقها وقيمها وثقافتها، نحن نحكم على المرأة –إن كانت ذات أخلاق أم لا- انطلاقا من لباسها، نتحرش بها لأن لباسها يقول أن أخلاقها فاسدة، أو نحترمها ونبدي لها الوقار لأن لباسها يقول أنها محترمة، وتصل الأمور ذروتها حينما تصبح المرأة-بلباسها- تسيء إلى قيم المجتمع وتفسد الذوق العام، وإذا اغتصبها الرجل نحملها مسؤولية إثارة غريزته. لكن الحقيقة أن هذا المجتمع هو أكبر مسيء للمرأة حينما اختزل إنسانا ذو فكر ومشاعر ووعي وأفكار في مجرد جسد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتساع رقعة الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف فو


.. فريق تطوعي يذكر بأسماء الأطفال الذين استشهدوا في حرب غزة




.. المرصد الأورومتوسطي يُحذّر من اتساع رقعة الأمراض المعدية في


.. رغم إغلاق بوابات جامعة كولومبيا بالأقفال.. لليوم السابع على




.. أخبار الصباح | مجلس الشيوخ الأميركي يقر إرسال مساعدات لإسرائ